الثلاثاء 2024/05/07

آخر تحديث: 11:53 (بيروت)

الدوحة:إطلاق مشروع"الذاكرة السورية"..لحفظ الثورة من التزوير والضياع

الدوحة:إطلاق مشروع"الذاكرة السورية"..لحفظ الثورة من التزوير والضياع
increase حجم الخط decrease
أطلق "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" من العاصمة القطرية الدوحة، مشروع "الذاكرة السورية"، وهي منصة رقمية توثّق وتؤرشف الأحداث التي مرت بها الثورة السورية منذ انطلاقتها في 2011 وحتى 2015.

وتشمل توثيقات المنصة جميع الأحداث السياسية والعسكرية والمدنية التي مرت بها الثورة في جميع المحافظات، مزودة بالمصادر والوثائق، كما تضم مكتبة مرئية في التاريخ الشفوي للثورة تشمل 2500 ساعة تغطي مساحة زمنية واسعة من الأحداث والموضوعات وشرائح مختلفة من الشهود.

ويُعد إنجاز المنصة الرقمية عملاً علمياً غير مسبوق يوثق أحداث الثورة السورية منذ أيامها الأولى ويؤرخ اللحظات التي لن ينساها السوريون، وذلك من خلال جمع وتدوين وتدقيق عشرات آلاف اليوميات والأحداث والوثائق والشهادات والفيديوهات.

أشرف على العمل باحثون سوريون، قاموا بتدوين الأحداث المهمة في الثورة وتوثيقها في مهمة استثنائية، وذلك من أجل حمايتها من التزييف والتزوير من قبل النظام السوري والدول الداعمة له، أخذين بالاعتبار الدور العلمي في التوثيق والتأكد من صحة المعلومات المنتشرة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وتشمل المجموعات الأرشيفية في المنصة أكثر من 100 ألف وثيقة معظمها غير حكومي، تعود لمؤسسات مختلفة مدنية محلية وعسكرية وثورية ومنظمات سياسية، قام الباحثون بالتحقق من كل واحدة منها. ويفترض أن يتم نشر 50 ألفاً منها في المرحلة الأولى بينما الباقي في مراحل لاحقة تدريجياً.

وتضم المنصة 11 ألفاً و200 إصدار من الدوريات السورية غير الحكومية، مما يجعلها أوسع مرجع للدوريات المنشورة منذ انطلاقة الثورة، فيما تضم البيانات 10 آلاف كيان عسكري ومدني وحكومي ظهر بعد 2011، وكذلك تعريفات لأكثر من 13 ألف شخصية فاعلة خلال سنوات الثورة.

ويتألف المشروع من ثلاثة أقسام رئيسية هي: اليوميات، الأرشيف، والتاريخ الشفوي.

ويقول مدير المشروع عبد الرحمن الحاج إن أرشيف المنصة بُني على أساس علمي وهو ما يميزها، مضيفاً أنها لا تقدم مادة إعلامية ولا مادة لأغراض جنائية إلا أنه يمكن استخدامها في كافة الاختصاصات وجميع الأغراض، موضحاً أنها مادة علمية متخصصة تتضمن يوميات موثقة يوماً بيوم، ترصد كل ما عرفته المناطق السورية، والتفاعل الدولي مع الأحداث".

وتحدث الحاج لموقع "العربي الجديد" عن الصعوبات التي واجهت المشروع، موضحاً أن أبرزها هو "التحقق من عشرات الآلاف من المواد المكتوبة والمرئية في ظل وفرة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي والتشتت الكبير للمصادر"، كما أشار إلى أن الفريق كان سورياً 100%، مكون على أساس التنوع في الانتماء الجغرافي والخبرات.

من جهته، قال رئيس قسم اليوميات في مشروع "الذاكرة السورية" أحمد أبازيد لموقع "تلفزيون سوريا" إن للمشروع مهمة واضحة دف حفظ الرواية وحماية الذاكرة وأرشفة كل ما يتعلق بالثورة السورية، مما بدأت تطاله يد الحذف أو التشويه أو غياب الشهود نتيجة الوفاة أو الشتات السوري أو النسيان.

وأضاف أن "للسنوات الأولى من الثورة السورية الاهتمام الرئيس من بحثنا وتوثيقنا، وإن كان قد غطى عملنا أيضاً السنوات اللاحقة. وتختص موسوعة اليوميات بكتابة وتوثيق الأحداث اليومية للثورة السورية منذ آذار/ مارس 2011 حتى أيلول/ سبتمبر 2015".

وأوضح أن قسم الأرشيف يضم موسوعة رقمية تشمل الوثائق والدوريات والملتميديا والشخصيات والكيانات والمعارك والأغاني، ويشمل قسم التاريخ الشفوي مئات الساعات من المقابلات المصورة مع الشهود والفاعلين على أحداث الثورة السورية من مناطق مختلفة.

يُشار إلى أن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كانت له جهود توثيقية سابقة مثل مشروع "ذاكرة فلسطين" ودراساته حول الثورة السورية والمصرية والتونسية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها