الثلاثاء 2025/05/27

آخر تحديث: 12:40 (بيروت)

"الأميركية" خرّجت طلابها: تعاون جديد مع "التعليم فوق الجميع"

الثلاثاء 2025/05/27
"الأميركية" خرّجت طلابها: تعاون جديد مع "التعليم فوق الجميع"
ممتنة جداً لمؤسسة التعليم فوق الجميع التي حفّزتني على تقوية شخصيتي (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
احتفت الجامعة الأميركية في بيروت بتخريج 93 طالباً لبنانياً مساء أمس الاثنين في 26 أيار، ضمن برنامج المنح الدراسية التي أُطلقت في خضم الأزمة عام 2021، بالتعاون مع "مؤسسة التعليم فوق الجميع"، وصندوق قطر للتنمية. 

منحة تتجاوز الدعم المالي
أقيم الحفل في حرم الجامعة بحضور وزيرة التربية ريما كرامي، وسفير دولة قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وممثلين عن المؤسسات القطرية الشريكة، ورئيس الجامعة فضلو خوري. ولم يكن الحدث مجرد مناسبة احتفالية، بل جاء تتويجاً لمسار أكاديمي وإنساني متكامل، صُمّم ليعيد للتعليم معناه الأعمق في بلد فقد فيه الطلاب والمعلمون مقومات الاستمرار.

صحيح أنّ المنحة وفّرت الدعم المالي، إلا أن القسم الأوسع منها كان معنياً ببناء شخصية الطالب وتطوير مهاراته، عبر ورش عمل في المسرح، وكتابة النصوص، ولغة الجسد، وخدمة المجتمع. ومن بين هؤلاء الطلاب، سافر عشرة طلاب إلى قطر لمتابعة فصل دراسي كامل، خاضوا خلاله تجربة أكاديمية ومهنية واجتماعية، أتاحت لهم توسيع آفاقهم وتطوير سيرهم الذاتية.

كريستا ماريا بو رعد، الحاصلة على شهادة في الصحة البيئية، قالت لـ"المدن": "تدرّبنا كثيراً، على مختلف الأصعدة. شاركنا في المسرح، وتعلّمنا كيف نكتب خطابات ونتحدّث أمام جمهور، وتطوّرنا كثيراً. أنا ممتنة جداً لمؤسسة التعليم فوق الجميع ولدولة قطر، التي حفّزتني على تقوية شخصيتي من خلال الأنشطة، والدرس".

أما أنجيلا صبحية، المتخرجة في علوم الكومبيوتر، والتي أمضت فصلاً دراسياً في قطر، فتصف التجربة بـ"التحولية": "فتحت لي أبواباً كثيرة، وتعرفت على عادات وثقافات متنوعة، وعملت على مشروع مع شركة هناك ساهم في تطوير سيرتي الذاتية. أحببت كثيراً هذه الفرصة، وأشكر كل من ساعد في تحقيقها".

نحو شراكات جديدة؟
برنامج المنح القطرية في الجامعة الأميركية شكّل جزءاً من رؤية استراتيجية أوسع تتبناها الدوحة، تقوم على اعتبار التعليم أولوية تنموية لا يمكن التفريط بها، خصوصاً في الدول المتأثرة بالأزمات. وهو امتداد لسلسلة من المبادرات القطرية التي بدأت بعد انفجار مرفأ بيروت، وشملت ترميم مدارس رسمية وخاصة وجامعات، في مقدمتها الجامعة اللبنانية.

ويقول مدير منحة قطر في الجامعة الأميركية، جوزيف قسطنطين، لـ"المدن": "نتطلع إلى تعاون جديد مع مؤسسة التعليم فوق الجميع وصندوق قطر للتنمية"، في إشارة إلى إمكانية تمديد أو تطوير البرنامج في مراحل لاحقة. وهو ما لمح إليه أيضاً السفير القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في لبنان خلال الحفل، مؤكداً لـ"المدن": "لدينا دعم كبير في مجال التعليم، وهناك اتفاقية يجري العمل عليها بين قطر ولبنان"، مضيفاً: "لبنان بلد عريق في التعليم والفن، والآتي أفضل إن شاء الله".

شراكة لا تتوقّف عند التمويل
لا تقتصر المقاربة القطرية للتعليم في لبنان على تقديم منح أو ترميم مبانٍ متضررة، بل تقوم على بناء شراكات أكاديمية وثقافية، كما أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعليم العالي في قطر، لولوة الخاطر، خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت، مشيرة إلى أهمية "تبادل الطلاب، دعم البحث العلمي، وتطوير المناهج".

بهذا المعنى، لا يبدو دعم قطر للتعليم في لبنان تدخّلاً ظرفياً، بل خياراً استراتيجياً يعكس إيماناً بدور الإنسان في إعادة بناء الدول والمجتمعات. وهذا ما قالته الخاطر لـ"المدن" حينها: "لدينا جيلاً عربياً واعداً، والنهوض به لا يتم إلا من خلال تعاون متكامل في المجالات التعليمية والعلمية والفكرية والثقافية".

ومع تخرّج الدفعة الرابعة من الطلاب اللبنانيين ضمن هذا البرنامج، تُكرّس الدوحة موقعها كواحدة من أبرز الداعمين الفعليين لقطاع التعليم في لبنان. وبينما يتآكل التعليم الرسمي، وتفقد الجامعات أساتذتها تباعاً، تثبت المبادرات من هذا النوع أنها ليست فقط ضرورة، بل أملٌ لا يجوز التفريط به.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها