الأربعاء 2025/04/09

آخر تحديث: 17:43 (بيروت)

وزيرة التربية القطرية: سندعم القطاع التربوي ونبحث إعادة الإعمار

الأربعاء 2025/04/09
وزيرة التربية القطرية: سندعم القطاع التربوي ونبحث إعادة الإعمار
الخاطر: لبنان بلد قريب جداً من قطر، ليس فقط جغرافياً، بل في مجالات التعليم والثقافة والفكر (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
تراهن دولة قطر على التعليم كأداة للتحوّل المجتمعي، ليس داخل حدودها فحسب، بل حيث تُتاح لها فرصة التأثير البنّاء أيضاً. وتمتلك الدولة الخليجية الصغيرة صناديق كبرى متخصصة في دعم هذا القطاع، من "صندوق قطر للتنمية"، إلى "الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي"، وصولاً إلى مؤسسة "التعليم فوق الجميع". وهذه الأخيرة من أهم الصناديق العالمية في دعم التعليم، ويتردد صداها في أكثر من بلد منكوب تربويًا. وقد استفاد لبنان من الدعم القطري لقطاع التربية، لاسيما أنه يعيش إحدى أطول أزماته التعليمية المستمرة منذ العام 2019 ولغاية اليوم.

يعاني لبنان منذ سنوات من الانهيار المالي والإضرابات، معطوفاً على انفجار 4 آب. ساهم ذلك في مزيد من تراجع المدرسة الرسمية وانهيار قطاع التعليم، في وقت يعتبر التعليم الخاص حكرا على المقتدرين. وفي خضم هذا الانحدار، لم تقف قطر متفرجة. بل كانت، مرارًا، من أوائل الدول التي مدّت يد العون: من ترميم المدارس بعد 4 آب، إلى تغطية تكاليف تعليم عدد من الطلاب، والمنح الجامعية وغيرها من المساعدات.

لقاء دريان وسلامة
واليوم، عادت قطر لتؤكد دعمها للبنان والقطاع التربوي من خلال الزيارة التي قامت بها وزيرة التربية والتعليم العالي لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر التي استهلتها بلقاء مع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان. واستعرض الاجتماع مجالات التعاون مع المؤسسات التعليمية الدينية، وبحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون. وأكدت موقف دولة قطر الدائم بدعم لبنان الشقيق في جميع الظروف. 

كما التقت وزير الثقافة غسان سلامة، وبحثت معه سبل التعاون الثقافي وآفاقه المستقبلية، لاسيما  في مجال الفنون ودورها في التنمية الثقافية والتعليمية. كما تطرقت إلى التاريخ المشرّف للبنان ودوره الرائد في الحركة الثقافية التعليمية في الوطن العربي، وأكدت على أهمية بحث سبل التعاون الثنائي المشترك في هذا السياق.

تأكيد دعم لبنان
وفي المحطة الثالثة في يومها الأول لزيارة لبنان (تستمر الزيارة لثلاثة أيام) اجتمعت الوزيرة الخاطر مع وزيرة التربية ريما كرامي، بحضور الوفد القطري. واستمر الاجتماع لساعتين وأتى في سياق التنسيق المستمر لدعم القطاع التربوي، ولفتح الباب لتفاهمات قد تُعيد بعض التوازن إلى تعليمٍ يترنّح على حافة الانهيار. وأكدت الوزيرة الخاطر أن "لبنان بلد قريب جداً من قطر، ليس فقط جغرافياً، بل على مستوى العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع الشعبين، والتعاون بين مؤسساتهما، خصوصاً في مجالات التعليم والثقافة والفكر".

إعادة الإعمار
وسألت "المدن" إذا كان لبنان سيشهد دوراً لقطر في إعادة إعمار المدارس التي تدمّرت جراء الحرب الإسرائيلية، كما سبق وفعلت قطر بعد انفجار 4 آب، فأجابت الخاطر على أن "دولة قطر كانت، وستظل، داعمة للجمهورية اللبنانية، في مختلف المراحل والظروف". وأوضحت أن "هناك نقاشات قائمة بالفعل حول عملية إعادة الإعمار في لبنان وهو نقاش يحصل على عدة مستويات".

أضافت: "ما أستطيع تأكيده هو أننا في قطر نطمح إلى المزيد من التعاون مع لبنان، ونتطلع إلى تعزيز الشراكة معه في مسارات متعددة"، مشددة على أن "قطر كانت وستظل دائمًا إلى جانب لبنان، وهذا التزام لا تحكمه الأزمات فقط، بل تنبع منه رؤية طويلة الأمد لدعم هذا البلد العزيز وشعبه".

دعم التربية والبحث العلمي
وعما إذا كانت الزيارة تشكل رسالة دعم للقطاع التعليمي في لبنان، أكدت الخاطر أن الزيارة إلى بيروت، ولقائها بالجهات التربوية اللبنانية، "تأتي في سياق تأكيد التزام دولة قطر بدعم القطاع التربوي في لبنان، على كافة مستوياته، من التعليم ما قبل الجامعي إلى الجامعي، بما يشمل المؤسسات، الكوادر والطلاب".

وشددت الخاطر على أن "العلاقات التربوية والعلمية والبحثية بين البلدين ليست جديدة، بل لها جذور ونتائج ملموسة، ونعمل اليوم على تطويرها وتوسيع نطاقها". وأعلنت أن هناك "اتفاقية تعاون تربوي مشترك بين قطر ولبنان، جرى العمل عليها في الأشهر الماضية، وقد بلغنا مراحلها النهائية، ونحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة عليها تمهيداً لتوقيعها قريباً".

وحول مجالات التعاون الحالية مع وزارة التربية اللبنانية أوضحت الخاطر أن مجالات التعاون بين قطر ولبنان في القطاع التربوي متعددة وشاملة، وتشمل تطوير المناهج التعليمية، وتعزيز برامج الصحة النفسية في المؤسسات التربوية، إضافة إلى دعم التعليم العالي من خلال الجامعات، والأساتذة، والمبادرات الأكاديمية. ولفتت إلى أن "هذا التعاون لا يقتصر على الدعم المالي أو اللوجستي، بل يتعدّاه إلى شراكة حقيقية في الرؤية والمضمون، بما ينعكس إيجابًا على جودة التعليم ومخرجاته".

وأضافت: "نتطلع إلى تعاون مشترك يعكس قناعتنا الراسخة بأن نهضة البلدان تبدأ من التعليم، وقد أثبتت تجارب الأمم المختلفة أن الاستثمار في التعليم هو الطريق الأضمن للنهوض". وتابعت قائلة: "في الوطن العربي، لدينا جيلٌ حالم وواعد، متميّز وطموح. ونحن نؤمن بأن النهوض بهذا الجيل لا يتم إلا من خلال تعاون متكامل في المجالات التعليمية، والعلمية، والفكرية، والثقافية، وهو ما نسعى إليه".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها