وفي توضيح صادرعن مصلحة الأرصاد الجوية، أكدت الأخيرة عبر موقعها الرسمي أن ما يمرّ به لبنان والحوض الشرقي للمتوسط هو تأثير لرياح خماسينية حارة وجافة، وليس عاصفة رملية، ومن المتوقع أن تستمر حتى يوم غد الخميس.
تُعرف الرياح الخماسينية بأنها رياح موسمية تنشط عادةً اعتبارًا من شهر نيسان، بعد مرور خمسين يومًا على بدء فصل الربيع. ويعود سبب نشاطها الحالي إلى منخفض جوي متوسط الفعالية يتمركز غرب تركيا، مصحوبًا بكتل هوائية باردة نسبياً. وقد تصل سرعة هذه الرياح إلى أكثر من 120 كلم/ساعة، وتتسبب في حجب أشعة الشمس، مع احتمال تحوّل الطقس إلى متقلّب وممطر أحيانًا. وتتراوح درجات الحرارة خلالها أحيانًا لتصل حتى 40 درجة مئوية.
تداعيات صحية
تحمل الرياح الخماسينية رمالاً وغباراً يتأثر بها بشكل كبير الأشخاص المصابون بأمراض بالجهاز التنفسي أو الذين يعانون من أمراض صدرية مثل الحساسية أو الربو أو الذين يعانون من الانسداد الرئوي والأفراد المدمنين على التدخين، كما يشرح الدكتور حسين طهماز لـ "المدن". فهذه الرياح المحملة بالغبار والرمال تسبب لهؤلاء الأشخاص ضيقًا في التنفس، والسعال المستمر، وزيادة في إفراز البلغم.
وأشار إلى أن الفئات ذات المناعة الضعيفة، وفي مقدمتها مرضى السرطان أو من يعانون من أمراض مزمنة قد يواجهون مضاعفات شديدة يمكن أن تصل في بعض الحالات إلى الوفاة عند التعرض المطوّل لهذه الرياح. وحذّر من تعرّض الأطفال، والنساء الحوامل، وكبار السن، خصوصاً ممن يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. لأن هذه العوامل خارجية قد تفاقم حالتهم الصحية. وأوصى بعدم مغادرة المنزل خلال هذه الفترة، أو ارتداء الكمامات الواقية في حال الضرورة.
ارشادات وزارة الصحة
مع التغيرات المناخية المصاحبة لهذه الرياح، قد تتوفر بيئة ملائمة لتكاثر الحشرات، خصوصًا الذباب والبعوض. ولهذا السبب، دعت مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة إلى "الحفاظ على النظافة داخل المنازل ومحيطها، والتخلص من المياه الراكدة التي قد تشكل بيئة مناسبة لتكاثر البعوض"، كما نصحت باستخدام المستحضرات الطاردة للحشرات عند الحاجة.
وشددت الوزارة على أهمية الوقاية لدى الفئات الأكثر هشاشة، من خلال البقاء في المنازل قدر الإمكان خلال هذه الفترة، وارتداء الكمامات الواقية عند الخروج. وللحفاظ على السلامة الغذائية، نصحت بـ"شرب كميات كافية من المياه، وحفظ الطعام داخل البرادات، وتفادي تركه مكشوفاً أمام الحشرات، مع استهلاكه مباشرة بعد الطهي لتجنب التسمم الغذائي".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها