هذه الخطوة ليست عاطفية فحسب، بل تحمل في طيّاتها رؤية واضحة لدور النساء في الشأن العام، ودعوة إلى كسر الصورة النمطية عن المرأة الجنوبية، المحصورة غالبًا في أدوار الدعم والمساندة.
هذا الترشح لا يصدر عن لحظة عاطفية، بل عن قناعة بأن النساء في القرى لا يمكن أن يبقين على الهامش. تقول نجدي: "ما جرى مؤخرًا في الضيعة دفع الناس إلى الرغبة في التغيير. النساء شجّعنني كثيرًا، وأود أن أقول لهن: نحن قادرات".
وتحرص نجدي على التأكيد أنها لا تخوض هذا الاستحقاق من موقع حزبي، بل كمواطنة مستقلّة مدعومة من بيئتها: "أنا لست تابعة لأحد. هناك دعم من المواطنين، من المنتمين إلى الحزب الشيوعي، ومن حركة أمل. لكنني مرشّحة من نبض الناس".
تشجيع النساء للترشح
مريم نجدي لا تترشّح لتكون صورة رمزية. فهي لا تقدّم نفسها كضحية، ولا تسعى لتُصوَّر كبطلة، بل تطرح نفسها كامرأة ناضجة، صاحبة تجربة تربوية طويلة، ومسؤوليات عائلية، وإيمان عميق بأن "التضحيات التي تقدّمها النساء في الجنوب، ولا سيما في حولا، كثيرة، ويجب أن يكون لهن صوت ورأي. لا أريد للمرأة الجنوبية أن تبقى مقموعة".
من موقعها كأم، ومعلّمة، ومواطنة، تحمل مريم مشروعها بلغة صادقة وواضحة، وتقول: "أريد أن أشجّع النساء على الانخراط في المجتمع".
قد تكون انتخابات البلدية والاختيارية في حولا هذا العام محطة عابرة، وقد تكون بداية لمسارٍ أوسع لإحداث خرقٍ لتصحيح مسارٍ طالما استبعد النساء عن مواقع القرار في السلطة المحلية. وإذا وصلت إلى منصب المختارة، فستحمل معها ليس فقط صوت النساء، بل همومهن اليومية في التعامل مع الإدارات الرسمية، حيث يُرهق المواطن العادي بطوابير المعاملات والوجوه العابسة، فكيف إذا كانت امرأة؟ امرأة تطلب توقيعًا، أو تطالب بحق، أو تفتح ملفًا على طاولة يغلب عليها الطابع الذكوري؟ أن تكون "مختارة" لا يعني فقط أن تضع ختمًا على ورقة، بل أن تفتح بابًا كان موصَدًا بوجه كثيرات، فقط لأن لا أحد اعتاد رؤيتهن في هذا الموقع.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها