السبت 2025/04/19

آخر تحديث: 12:05 (بيروت)

"يوغا الوجه" لإزالة التجاعيد: بديل طبيعي لعمليات التجميل؟

السبت 2025/04/19
"يوغا الوجه" لإزالة التجاعيد: بديل طبيعي لعمليات التجميل؟
التقنيّة الخاطئة في ممارسة التمارين قد تُفاقم التجاعيد بدلاً من الحد منها (Getty)
increase حجم الخط decrease
في زمن تتسارع فيه معايير الجمال، يُحصر خيار النساء والرجال بين مبضع الجراح وحقن التجميل لإزالة التجاعيد. لكن بديل عمليات التجميل برز كموجة مختلفة وهادئة في حضورها، أي "اليوغا فايس" (رياضة لعضلات الوجه). وباتت هذه الرياضة موضة عالمية جديدة، تُقدّم بديلاً ناعمًا للحفاظ على نضارة الوجه، من دون مشرط أو إبرة. بل يكفي ممارسة حركات رشيقة، تُنفّذ بأطراف الأصابع، فتعيد إلى الوجه نضارته وإلى الجمال روحه الطبيعيّة. فما سرّ هذا التوجّه المتزايد نحو يوغا الوجه؟ وهل باتت فعلاً بديلاً للجراحة التجميليّة؟ وما مدى فعاليتها علميًا؟ ولماذا وجدت رواجًا أكبر في المجتمعات الغربية مقارنةً بالمجتمع اللبناني؟

أسرار وفوائد يوغا الوجه
أسئلة كثيرة أجابت عليها، من موقع "صحتك" الطبي، اختصاصية الجراحة التجميلية والترميمية الدكتورة ذكرى القيسي، بأسلوب علمي مشوّق. وفنّدت لـ"المدن" طبيعة هذه الظاهرة، التي بدأت تلقى رواجاً متزايداً في عالم الجمال الطبيعي".

شرحت القيسي ماهيّة "يوغا الوجه" من منظور علمي، موضحة أنها ليست مجرّد صيحة عابرة، لافتة إلى أن "الدراسات العلمية (حول فعالية هذه الرياضة) الحالية مشجّعة، لكنها ما زالت محدودة وصغيرة الحجم".

خيار مكمّل لا بديل!
هذه الرياضة عبارة عن سلسلة من التمارين المدروسة التي تستهدف عضلات الوجه تحفيزًا للدورة الدموية، وتقوّية العضلات، وتنشيط إنتاج الكولاجين. وتكمن أهميتها في أنها توفّر بديلاً طبيعيًّا غير جراحي لتحسين مظهر الوجه ومكافحة علامات التقدم في السن. لكن، هل تُغني هذه التمارين فعلاً عن الجراحة التجميلية؟ تجيب القيسي بحذر علمي: "يوغا الوجه لا تحلّ مكان العمليات أو الإجراءات التجميليّة، لكنها تقدّم خياراً وقائيًّا وأسلوبًا مكملاً لمن يبحثون عن التوازن بين الجمال الطبيعي والراحة النفسيّة، من دون اللجوء إلى الحقن أو العمليات". نتائجها، كما توضح، طفيفة لكنها تتراكم مع الوقت والممارسة المنتظمة.

وعن تفاصيل التمارين، توضح: "يستهدف كل تمرين مجموعة عضلية معيّنة. من عضلات الجبهة والعينين، إلى الخدود والشفاه وحتى الرقبة. تمارين بسيطة مثل رفع الحاجبين أو نفخ الخدين ليست مجرّد حركات، إنها أدوات تعبير وقوّة في آن واحد، عندما تُمارَس بطريقة صحيحة".

من الناحية الفسيولوجية، "لليوغا تأثير مباشر على مرونة الجلد عبر تحفيز الخلايا الليفية المسؤولة عن إنتاج الكولاجين والإيلاستين. كما أن تحسين الدورة الدموية الناتج عن التمارين ينعكس مباشرةً على إشراق البشرة ونقاوتها، إذ يمدّها بالأوكسجين والعناصر الغذائية الضرورية".

لا سحر... بل تراكُم
وتلفت القيسي إلى أن فعاليّة هذه التمارين تختلف بين الفئات العمرية، ذلك أن التحسن الأكبر يُسجّل لدى الفئة المتوسطة في العمر. أما النتائج، فقد تبدأ بالظهور بعد أربعة أسابيع تقريبًا من الالتزام. لكن المفتاح يكمن في المواظبة. ومع ذلك، تحذّر من التمارين العشوائية أو الزائدة عن الحد. "التقنيّة الخاطئة قد تُفاقم التجاعيد بدلاً من الحد منها، وقد تسبّب صداعًا أو عدم توازن عضلي"، مضيفةً أن الإشراف والتدريب السليم أساسيان.

وعن العلاقة بين يوغا الوجه وأسلوب الحياة، أكدت القيسي بحزم: "لن تأتي النتائج المرجوّة إن لم تقترن يوغا الوجه بنمط حياة صحيّ. التغذية السليمة، والنوم، والرياضة، والترطيب، والوقاية من الشمس، تشكّل البيئة المثلى لنجاح هذه الممارسة".

بين الحقن والجمال الطبيعي
بدورها شرحت خبيرة العناية بالبشرة ومدربة "يوغا الوجه" ألين العنداري أهمية هذه التقنية. فبعد أكثر من 25 عاماً من العمل التجميلي الاحترافي، اختارت العنداري الغوص عميقًا في عالم "اليوغا فايس"، لتصبح مدرّبة معتمدة ومتخصّصة في هذا المجال. ولفتت إلى أن تقنيات "اليوغا فايس" بدأت بعد العام 2017 بالظهور تدريجيًا في لبنان. لكنّها لم تُحدث الضجة المتوقعة، بحسب ما تروي.

وأكدت أنها "واجهتُ صعوبة في إقناع النساء اللبنانيات بتبنّي يوغا الوجه كخيار فعّال للتجميل. لأن الذهنية السائدة ما زالت تربط الجمال بالتدخلات الجراحية والحقن السريعة، من دون إيمان كافٍ بفعاليّة التمارين التي تحتاج إلى صبر والتزام".

وتتأسف العنداري لأن "كثيرات يسعين إلى تغيير ملامحهن بصورة جذرية، فيتحوّل الوجه أحيانًا إلى نسخة مكرّرة تفتقد العفوية. أما في الغرب، فالعقلية مختلفة تمامًا. هناك، تُقبل النساء على الأساليب الطبيعيّة للحفاظ على شباب بشرتهن. ويجدن في يوغا الوجه وسيلة فاعلة للحفاظ على ملامحهن الأصلية وتعزيز إشراقها".

لكن الصورة بدأت تتبدّل تدريجيًا. فبحسب العنداري، هناك اليوم إقبال متزايد على "اليوغا فايس"، لا سيما من قبل الشابات، إذ تشكل هذه الفئة حوالى 50 بالمئة من المتابعات والمهتمات. وتشير إلى أن الجيل الجديد بات أكثر وعيًا بأهميّة الوقاية والحفاظ على الجمال الطبيعي بعيدًا عن المبالغات.

التحوّل إلى الجمالي الطبيعي
تجربة الشابة ل.ع. (في العقد الثالث من عمرها)، فضلت عدم الكشف عن اسمها، مشجّعة في هذا السياق. فهي لم تخضع يومًا لأي تدخل تجميلي، لكنها قرّرت خوض تجربة "اليوغا فايس" بدافع الفضول والرغبة في العناية ببشرتها بطريقة صحيّة. وتقول: "لم أكن مقتنعة بأي حقن أو مواد للحفاظ على نضارة وجهي. كنت أخاف أن تُلحق ضررًا ببشرتي، إلى أن أخبرتني صديقتي عن تجربتها الناجحة مع يوغا الوجه. فقرّرت أن أجرّب... وبالفعل شعرتُ بتحوّل كبير في ملمس بشرتي ونضارتها. وتعلمت كيف أتمرّن بانتظام لأحصل على أفضل النتائج".

تجربة "يوغا الوجه" ليست بديلاً مطلقًا لتجميل الوجه، ولا وصفة سحريّة، لكنها جزء من فلسفة متكاملة للجمال الطبيعي، تجمع بين الوعي الجسدي، والنضج النفسي، والعيش المتوازن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها