بخلاف القرى السابقة، سجّلت بلدة عيترون أكبرعودة للأهالي من بين قرى الحافة الأمامية. وتحولت مقبرة الشهداء فيها إلى مزار دائم، ستكون محجة لأهالي الشهداء وأبناء البلدة مع أيام العيد الأولى.
يتوجه سالم خريزات، الذي فقد الكثير من أقاربه، ومن بينهم إبن شقيقه، من مكان نزوحه في بيروت إلى عيترون، "لزيارة أضرحة الشهداء وتنشق رائحة التراب وتفقد منزله". لكن لن يستطيع البقاء في عيترون بعد إتمام واجب زيارة القبور. ويقول: "منزلي مسح بالأرض. لذلك سأعود مجدداّ إلى منزلي المستأجر في بيروت إلى حين عودة الإعمار". وأشار إلى أنه لم يحصل إلى الآن على بدل إيواء وأثاث أسوة بالكثير من السكان، رغم مراجعته المعنيين.
نجا منزل يوسف حجازي في عيترون من التدمير الكلي، وهو قابل للسكن بعد ترميمه وتأهيله. ويوضح حجازي بأنه يتوجه إلى بلدته من مكان سكنه الحالي في منطقة النبطية لزيارة أضرحة الشهداء والعائلة. لكنه لا يستطيع المكوث لتمضية العيد في بلدته، آملاً أن تكون العودة المحتملة بعد إنتهاء العام الدراسي.
لا يستطيعون الاقتراب من بيوتهم
من عيترون في قضاء بنت جبيل وصولاً إلى حولا في قضاء مرجعيون، حال جميع القرى يرثى لها. ولا يخفي الكثير من أبناء حولا قلقهم من الخروقات الإسرائيلية المتواصلة وأعمال التمشيط وإستمرارعزل بلدتهم عن باقي قرى قضاء مرجعيون. فقد قطع جندو العدو الشارع العام الرئيسي في منطقة الفاصلة بين حولا وهونين - مركبا.
ومثل غالبية أهالي القرى الحدودية، يتوجه المهندس أحمد شريم، إلى بلدته حولا، لزيارة أضرحة الشهداء والإستئناس بأبناء بلدته المقيمين والنازحين عنها قسراً. لكن شريم، الذي دمر منزله على مشارف المنطقة التي لا تزال محتلة بين حولا ومركبا، لا يمكنه البقاء، فلا سقف منزل يأويه مع عائلته. ويؤكد "أن أبناء البلدة لا يستطيعون الإقتراب من المنازل المدمرة، بعدما وسع جيش الإحتلال من المساحة المحتلة في تلك المنطقة".
الاكتفاء بزيارة الموتى
من حولا في القطاع الأوسط وصولاً إلى الخيام في القطاع الشرقي، نالت العديد من القرى نصيبها من الدمار، ولا سيما قرى العديسة وكفركلا والطيبة. فلا بيوت يعود إليها أبناء تلك القرى لتمضية فترة الأعياد. أما في مدينة الخيام فقد بدأت البلدة تشهد عودة ملحوظة للسكان للإقامة الدائمة. ويؤكد إبن الخيام محمد خريس هذا الأمر مشيراً إلى أنه بعد انتهاء الأعياد سيعود المزيد من الأهالي، وذلك بالتزامن مع إنطلاق عملية دفع التعويضات. إذ يعتزم أصحاب المنازل المتضررة مباشرة أعمال الترميم، في ضوء تحسن الخدمات تدريجياً في المدينة.
خسر أحد مخاتير المدينة أحمد حسان، منزله الذي دمّر بالكامل. وهو حالياً يمضي طيلة النهار في الخيام، ثم ينتقل مساء إلى بيت مستأجر في إبل السقي. وإذ يؤكد حسان أن العودة الدائمة للأهالي ستنشط بعد إنتهاء العام الدراسي، يلفت إلى أن أبناء المدينة سيكتفون بالعيد الحالي بزيارة المقابر وأضرحة الشهداء خلال العيد. سيزحف أهالي الخيام المنتشرون في كل لبنان إلى بلدتهم لقراءة الفاتحة عن أرواح الشهداء والأموات وإقامة صلاة العيد، ويعودون أدراجهم.
وفي بلدة كفرحمام في قضاء حاصبيا، تطوع عدد من أهالي البلدة، بالتنسيق مع البلدية، لتأهيل المقبرة وتنظيفها من الأعشاب وآثار العدوان الإسرائيلي، كي يتسنى للأهالي المقيمين والنازحين زيارة موتاهم. ويوضح أمين صندوق البلدية حسيب عبد الحميد أن 85 عائلة من أصل 140 كانت تقيم بشكل دائم، عادت مؤخراً. وسيكتفي أبناء البلدة بزيارة المقبرة خلال العيد، والعودة مجدداً إلى مناطق نزوحهم. لكن بعد انتهاء العام الدراسي وترميم المنازل ستشهد البلدة مزيداً من العائدين.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها