زارت وزيرةُ البيئةِ الدكتورة تمارا الزين، صباحَ اليومِ، بلدةَ عرسالَ البقاعية، يرافقُها وفدٌ من الوزارة، حيثُ استهلّت جولتها من مبنى البلدية، وكان في استقبالها رئيسُ البلدية منير الحجيري وعددٌ من أعضاءِ المجلس البلديّ.
في مستهلّ اللقاء، رحّب رئيس البلدية بالوزيرة، وعرض أمامها الواقعَ البيئيَّ الصعبَ الذي تُعاني منه البلدة، ولا سيّما الردميّات ومخلّفات مخيّمات اللاجئين السوريّين داخل البلدة وعلى أطرافها، مشيرًا إلى عجزِ البلدية عن معالجة هذه الكارثة في ظلّ غيابِ الدعم الحكوميّ واختفاءِ المانحين الدوليين الذين كانوا يُقدّمون المساعدة سابقًا.
بعد الاجتماع، انتقلت الوزيرةُ الزين والوفدُ المرافقُ إلى جولةٍ ميدانيّةٍ موسّعةٍ على مواقعِ المخيّمات السابقة، حيثُ عاينت بأمّ العين حجمَ الكارثةِ البيئيةِ الناتجةِ عن تراكمِ النفاياتِ ومياهِ الصرفِ الصحيّ، وما تُسبّبه من تلوّثٍ للتربةِ والمياهِ الجوفية، فضلًا عن المخاطرِ الصحيّةِ التي تُهدّد الأهالي واللاجئين على حدٍّ سواء.
وفي ختام جولتها، أكّدت الوزيرةُ الزين في تصريحٍ صحافيٍّ أنّ وزارتَها تضعُ ملفَّ عرسالَ على رأسِ أولويّاتها، مشدّدةً على أنّ "البيئةَ لا تعرفُ حدودًا ولا جنسيّة، وأنّ التعاونَ بين الدولةِ والبلديةِ والمنظّماتِ الدوليةِ ضرورةٌ مُلحّةٌ لإنقاذ البلدة من الانهيار البيئيّ"، مشيرةً إلى أنّها ستعرضُ هذا الملفّ على طاولةِ مجلس الوزراء الخميسَ المقبل.
كما وعدت بتكليفِ فريقٍ من وزارةِ البيئةِ لإجراءِ مسحٍ بيئيٍّ شاملٍ خلال الأسابيعِ المقبلة، ووضعِ خطةِ طوارئ بالتعاونِ مع بلديةِ عرسالَ والمنظّماتِ المعنيّة، لمعالجةِ الأثرِ البيئيّ لمخلّفاتِ المخيّماتِ وإدارةِ النفاياتِ بطريقةٍ مستدامة.
من جهتهم، دعا أبناءُ البلدة إلى ترجمةِ الوعودِ سريعًا على الأرض، معتبرين أنّ "عرسالَ دفعت الثمنَ الأكبرَ من اللجوءِ والحرمان، وأنّ البيئةَ باتت صرخةَ وجعٍ جديدةً تُضافُ إلى أوجاعِها".