دعا فريق منسقي الاستجابة الانسانية في سوريا المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة للتحرك العاجل مع اقتراب فصل الشتاء، لتأمين احتياجات ما يقارب 2 مليون مدني يقطنون المخيمات في سوريا.
وأكد في بيان أن 1.521 مليون مدني، بما يعادل 75 في المئة من سكان المخيمات، مازالوا يعيشون في خيمهم، رغم حركة العودة إلى قراهم وبلداتهم بعد التحرير.
مرارة حر الصيف وعذاب البرد
ياسر أبو أحمد، أحد النازحين في "مخيم الكيماوي" بدير حسان، قال لـ"المدن": "بعد سقوط النظام البائد توجهت إلى مدينتي خان شيخون جنوب ادلب فرحاً لرؤية منزلي الذي سوف يجعلني أنسى مرارة وعذاب حر الصيف وبرد الشتاء في هذه الخيمة طوال فترة النزوح. لكنني سقطت أرضاً فوق ركام منزلي الذي أفنيت سني شبابي في العمل جنوب لبنان لبنائه".
وأضاف: "لدي ولدي أحمد مصاب بالشلل منذ أكثر من 7 سنوات جراء إصابته بطلقة نارية من قوات الأسد في معارك حلب. وأنا ملازم له ليل نهار للاعتناء به. وأفضل البقاء طوال عمري في هذه الخيمة رغم مرارة العيش فيها لكوني لا أملك ثمن الطعام، فكيف استطيع بناء منزل جديد؟".
وأوضح منسقو استجابة سوريا أن 95 في المئة من النازحين في المخيمات، لا قدرة لهم على توفير مواد التدفئة لفصل الشتاء هذا العام، لاسيما أن 83 في المئة من النازحين لم يحصلوا على مواد للتدفئة شتاء العام الماضي.
وتسببت الأمطار والعواصف في فصل الشتاء الماضي، بإلحاق الضرر بـ 357 مخيماً للنازحين، الأمر الذي تسبب بضرر 115 ألف مدني نازح، إضافة إلى انتشار واسع للأمراض والحرائق في المخيمات جراء استخدام مواد غير صالحة للتدفئة.
خفض الحاجات الخاصة
لجأ النازحون في المخيمات إلى خفض الحاجات الخاصة الأساسية، ولاسيما الغذاء، في محاولة لتأمين مواد للتدفئة في فصل الشتاء. وأتى ذلك عقب تراجع الدعم الذي تقدمه المنظمات الإنسانية، وبالتوازي مع ارتفاع أسعار مواد التدفئة مقارنة بالعام الماضي. علماً أن 88 في المئة من سكان المخيمات تتلقى دخلاً مادياً بنحو 50 دولاراً أمريكياً كحد أقصى، الأمر الذي يجعل تأمين الدفء حلماً، كما جاء في البيان.
وختم منسقو استجابة سوريا بيانهم، بتوجيه نداء عاجل للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية للبدء بتجهيز مشاريع للنازحين في الشتاء وسد فجوات التمويل الكبيرة، لتأمين الدعم لأكثر من مليون ونصف نازح في المخيمات.
مضى ما يقارب العام على سقوط نظام الاسد، ولا يزال أكثر من مليون ونصف نازح يقطنون في مخيمات لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء. وقال عبدالله، وهو أحد نازحي مخيم "كفرسجنة" ببلدة كللي شمال ادلب: "يستحق النازحون، بعد 14 عاماً من النزوح والتهجير، عيش حياة كريمة، يفترض أن تؤمنها الحكومة السورية، إذا أرادت أن تكون المخيمات وقاطنوها هم الأولوية".
