كاهن يعتدي على تلميذ بـ"الأنطونية".. ليست المرة الأولى!

رنا البايعالجمعة 2025/10/24
5.jpg
أكدت أم التلميذ أن للخوري سوابق في تعنيف الطلاب لفظياً وجسدياً (عباس سلمان)
حجم الخط
مشاركة عبر

ضجّ الوسط التربويّ بخبر اعتداء مسؤول تربوي في مدرسة خاصة في كسروان على تلميذ. ومع أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، لكن حدوثها في مدرسة خاصة "عريقة" يطرح تساؤلات كثيرة عن التفلّت التربوي والعنف الممارس على التلاميذ، الذي وصل إلى إحدى المدارس المصنّفة من بين الأفضل في لبنان.

وفي التفاصيل أن الخوري خادم رعية غزير ز. الأشقر، المسؤول التربوي عن القسم الابتدائي في مدرسة الأنطونية غزير، اعتدى بالضرب على الطالب ج. ابو عتمة عمره 11 عاماً، وصفعه أمام الجميع بعد أن تنمّر عليه وعنّفه لفظياً، ثم جرّه بعنف إلى داخل مكتبه حيث استمر في توجيه الإهانات له.

وتقول مصادر خاصة لـ"المدن" أن هذا المسؤول له تاريخ حافل وسوابق تعنيف تلاميذ لفظياً وجسدياً وبحقّه شكاوى كثيرة تغاضت الإدارة عنها أو حاولت حلها من تحت الطاولة ومن دون  محاسبة. حلول على الطريقة اللبنانية بالتكتم عن الارتكابات والتغاضي عن الشكاوى مهما كانت محقّة ودفن الرأس في التراب كأن شيئاً لم يكن.

حاولت "المدن" التواصل مع إدارة المدرسة ولم تلقَ تجاوباً، بل تعاطت الريسة الأخت ليلى صليبا بفوقية وتعجرف مكتفية بردّ مقتضب قبل إغلاق الخطّ بوجهنا: "نحنا إدارة طويلة عريضة عم نتصرّف بهيدي القصة، ما تعتلو همّ". 

 

شكوى رسمية في المخفر

ومقابل تمنع الإدارة عن إطلاع الرأي العام بشفافية الإجراءات التي قد تتخذ، أفادت مصادر "المدن" أنّ الاجتماع الإداري الدوري الذي يعقد في المدرسة كلّ اسبوعين، تناول بشكل عرضي حادثة الاعتداء على الطالب. وفيما لم يصدر أي بيان من المدرسة حول الواقعة، أكدت المصادر أن الخوري تحدث باستهزاء شديد في الاجتماع معتبراً أن ما حصل أمر عادي ويحصل نتيجة الغضب، والتلميذ استحقّ الصفع، ولا داعي لتضخيم الموضوع لا سيما أنّه عاد واعتذر منه وانتهت القضية.

أمّ الطالب المعتدى عليه م. أبو عتمة رفضت حضور الاجتماع، لأنها تعتبر أنّه لن يكون ذا فائدة، وفضّلت تقديم شكوى رسمية في مخفر غزير ضمن المهلة القانونية بحق الأب ز. الأشقر، ليأخذ القانون مجراه وينصف ولدها. وأكدت أن مسؤولة في مؤسسة حماية الأحداث تواصلت معها للاطلاع على وضع التلميذ وتفاصيل الحادثة.

وروت ما حصل مع ولدها لـ"المدن" مشيرة إلى أن الاعتداء حصل أمام أعين أكثر من 300 طالب. وأكدت أن ابنها باعتراف الجميع مهذّب ومسالم، وقالت: "لقد تنمّر الخوري على اسم ابني بسخرية أمام الجميع في الملعب، ثم صفعه على وجهه، وشدّه من يده بعنف ووجّه له إهانات، وجرّه إلى الداخل وصولاً إلى مكتبه. وابني في ذهول تام لم يعرف كيف يتصرّف وبخوف استمع إلى تبرير الخوري سلوكه العنيف واعتذاره منه على الصفعة قائلاً له إنها غير المقصودة". 

وأكدت أبو عتمة أن للخوري سوابق في تعنيف الطلاب لفظياً وجسدياً. لذا لم تقبل اعتذاره، وقرّرت التعاطي مع الحادثة بكثير من الحزم لأن التراخي منذ البداية في تعامل الإدارة مع هذا الخوري أوصل الأمور إلى ما وصلت إليه.

 

وكان وجّه بعض الأهالي دعوة لجميع أهالي طلاب ثانوية الراهبات الأنطونيات غزير للتجمّع أمام مدخل المدرسة للمطالبة باتخاذ الإجراء العادل والفوري بحق هذا الاب، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً حرصاً على كرامة أولادهم وسلامتهم النفسية والجسدية. واعتبروا أن ما حصل يوم أمس حادث مؤسف داخل المدرسة، حيث تعرّض أحد الطلاب إلى التنمر التعنيف من الخوري. ورغم خطورة هذا التصرف، لم تتخذ إدارة المدرسة أي إجراء فعلي، ولم يتم الاستغناء عن خدماته أو مساءلته بالشكل المناسب. 

يخشى الأهالي على أولادهم من تكرار حوادث مماثلة، ويعتبرون أن الأساس هو الكفاءة التربوية والرحمة في التعامل مع الأولاد، وما حصل  يتجاوز بكثير "عدم التأهيل التربوي"، هذا اعتداء جسدي موثّق بالضرب والإذلال أمام الجميع، وليس مجرد خطأ تربوي، بل فعل عنف لا يمكن تبريره أو السكوت عنه. ويرى الكثير منهم أن المسألة الآن لم تعد رفع معنويات التلميذ، بل يفترض أن تكون مساءلة قانونية وحماية جسدية ونفسية لطفل تعرّض للعنف من شخص يفترض به أن يكون راعياً له، آملين أن يحاسب هذا "المسؤول" على فعلته ليكون عبرة لغيره.

ويضع الأهل هذه الحادثة في عهدة وزارة التربية ويتمنون أن تتدخّل لمساءلة الأب المعتدي ومحاسبته بما يستحقّ لأنّه لا يفقه شيئاً بأصول التربية ولا يجوز أن يبقى بين أولادنا، كما قالوا لـ"المدن".

وأكدوا أنه كل يوم يتعرّض تلميذ على الأقل في المدارس للتنمّر ويُهان علناً من أستاذ، أو معلّمة، أو إدارة مدرسة أو خوري من دون حِساب. ولا تلتفت الإدارات للأثر النفسي الذي تتركه هذه الإهانات على التلميذ. وشددوا على ضرورة تطبيق قانون حماية الطلاب والتزام الشروط التربوية التي تعاقب المعتدين لا سيما أولئك الذين يستغلّون المناصب ويعتبرون أنفسهم محصّنين وفوق القانون.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث