افتتاح مسجد الإمام الشافعي برعاية دريان ووزير الأوقاف القطري

المدن - مجتمعالأحد 2025/10/12
تدشين
في ختام الاحتفال قُرِئت سورة الفاتحة عن أرواح الشهداء القطريين (المدن)
حجم الخط
مشاركة عبر

افتتح مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر غانم بن شاهين بن غانم الغانم، مسجد الإمام الشافعي رضي الله عنه في منطقة الصنائع في بيروت، الذي تبرّعت ببنائه دولة قطر بمساهمة من أهل الخير في العاصمة. وحضر الاحتفال ممثّل رئيس الحكومة وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، والرؤساء فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام ممثّلًا بنجله صائب سلام، ومفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قبّاني، والسفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني وأركان السفارة، ووفد من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، ومفتو المناطق، وقضاة الشرع، وعلماء، ونوّاب، وشخصيات سياسية ودينية واقتصادية وقضائية وعسكرية واجتماعية ونقابية وإعلامية.

بعد إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية التي تحمل اسم المسجد، قدّم المفتي دريان للوزير القطري الغانم درع دار الفتوى عربون محبة وتقدير ووفاء وشكر، كما قدّم للسفير الشيخ سعود آل ثاني ووفد وزارة الأوقاف القطرية ميدالية دار الفتوى. وتسلّم المفتي دريان من الوزير القطري درع وزارة الأوقاف القطرية ومصحفًا كبيرًا.

وألقى المفتي دريان كلمة بالمناسبة قال فيها: "إنّها مُناسَبةٌ اليومَ ولا كُلُّ المُناسَبات، هي مُناسَبةٌ جامعة، فنحن نَجتمعُ في هذا الحَشدِ المُبارَك، لافتتاحِ مسجدِ الإمامِ محمدِ بنِ إدريسَ الشافعيّ رضي الله عنه، ونحن نَستقبِلُ هذا الحدثَ المُهمّ في الحياةِ الدينيّةِ للمسلمين، بحضورِ ومُشاركةِ معالي وزيرِ الأوقافِ بدولةِ قطرَ الشقيقة، صاحبةِ الفضلِ الكبير في إقامةِ موطنِ العبادةِ هذا". وأضاف: "المساجدُ في الإسلامِ هي الصروحُ الدينيّةُ التي تُبنى على قواعدِ الإسلامِ والإيمان، وتَنمو فيها مفاهيمُ الطهارةِ والنقاوةِ النفسيّةِ والقلبيّة، وتنتفي خِصالُ الحقدِ المذمومة، والحسدِ والكراهية، بل تَنبُتُ فيها قيمُ المحبّةِ والأخوّةِ والتضامن، والتعاونِ على فعلِ الخيرِ ونشرِ العلمِ وحُسنِ التعاملِ مع الآخَر".

وتابع المفتي دريان قائلًا: "مُعظمُ أهلِ الشامِ كما تعلمون هم من الشافعيّة منذ القرنِ الخامسِ الهجري، وقبلَ ذلك كانَ المذهبُ الأوزاعيُّ هو المنتشر. ولدَينا تذكاراتٌ ومعالمُ في مُدنِنا لسائرِ الأئمّةِ الذين خدموا الدينَ وخدموا العيشَ المشترك، ولذلك كانَ من المستحسنِ بناءُ مسجدِ الإمامِ الشافعيّ رضي الله عنه. وكما دخلتِ الشقيقةُ قطر في سائرِ المجالات للمساعدةِ والتضامن، فقد كان عملُها بارزًا دائمًا في العملِ الخيريّ والتنمويّ في العديد من قرى وبلدات لبنان". وأردف: "هذا كلُّه فضلًا عن دورِها المقدَّر بالأمسِ واليوم مع الأشقّاء في وقفِ الحربِ على غزة، وإقامةِ الدولةِ الفلسطينيّة".

وأشار إلى أنّ "المسعى الجليلَ لإقامةِ هذا الصرحِ العباديّ بدأ منذ عقدٍ وأكثر، وقد وُضع حجرُ الأساس في عهدِ مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قبّاني، وها نحن اليوم وقد ارتفع بناؤه واكتمل، نستشرفُ به عهدًا جديدًا في لبنان للأمن، وإقامةِ الدولةِ الصالحة، وصنعِ المستقبلِ الزاهرِ لأولادِنا". واستشهد بقوله تعالى: "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ".

وقال: "إنَّ بيتَ العبادةِ والصلاحِ هذا على اسمِ إمامِ الأئمّة، العالِمِ والفقيهِ محمدِ بنِ إدريسَ الشافعيّ، هو صرحٌ تحوطُه البركةُ، فقد بُنيَ على نيةٍ طيّبةٍ وقصدٍ إلى الخيرِ والفلاح، في هذا الثغرِ من ثغورِ الدينِ والصلاحِ والعيشِ المشترك". وأكّد: "علينا أن نُبادرَ بالعودةِ إلى اللهِ عزَّ وجلّ، وإلى طاعتِه وطلبِ رضاه، وإلى رسالةِ المسجدِ في الإسلام، فنَبنيَ مساجدَنا على قواعدِ الإسلامِ والإيمان التي لا تعرفُ حقدًا ولا كراهية؛ بل محبّةً وأخوّةً وتضامنًا".

وفي الشأن الوطني قال دريان: "تشهدُ البلادُ اليوم تحوّلاتٍ مهمّةً في تاريخِها، أمامَنا فرصةٌ ثمينةٌ تُملي علينا إعادةَ بناءِ وطنِنا، وتمتينَ وحدتِنا عبر تعاونِنا مع أشقّائنا العرب. نحن في دارِ الفتوى نتوسّمُ خيرًا بتفعيلِ العملِ المؤسّساتيّ الذي بدأ مع حكومةِ الإنقاذِ والإصلاح، فالتفاؤلُ يدفعُ بالإنسان نحوَ التقدّمِ والعملِ والنجاح، ولا شيء يمكن أن يتمّ دون الأملِ والثقةِ بالله، وبعدها الأملُ بالدولةِ ومؤسّساتِها الدستوريّة". وختم موجّهًا الشكر "لسموّ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وحكومتِه ووزارةِ الأوقافِ والشؤونِ الإسلاميّة فيها، على دعمِهم السخيّ لبناء مسجدِ الإمامِ الشافعيّ، الذي سيكونُ منارةً للعبادةِ ونشرِ العلمِ والوسطيّةِ والاعتدال".

وفي ختام الاحتفال قُرِئت سورة الفاتحة عن أرواح الشهداء القطريين، ثم جال الحاضرون في أرجاء المسجد مطّلعين على تصاميمه والزخرفات الإسلامية التي تزيّن جدرانه، وأُقيمت فيه صلاة العصر. وكان المفتي دريان قد استقبل الوزير القطري الغانم والوفد المرافق في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، واصطحبه إلى دار الفتوى حيث أقام على شرفه مأدبة غداء تكريمية قبيل افتتاح المسجد.

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث