حجم الخط
مشاركة عبر
في الجنوب اللبناني، حيث تتداخل التقاليد مع تطلعات التغيير، تفرض المرأة وجودها بثبات في قلب العمل البلدي، ليس كمجرد عنصر رمزي، بل كشريكة فعلية في القرار والتنفيذ. مشاركة النساء اليوم لم تعد ترفًا أو استثناءً، بل ضرورة تمليها حاجات المجتمع وتحديات التنمية، وتعبير صادق عن نضج التجربة السياسية في بيئة لطالما اعتُبرت معقلاً للرجال حصراً، وهذا ما شددت عليه قيادة حركة أمل في الاستحقاق البلدي الحالي.
أكثر من مجرد كوتا
عندما أعطت حركة أمل توجيهاتها للانتخابات البلدية طلبت من القائمين على العمل في القرى والبلدات الجنوبية التوجه نحو إشراك المرأة. وبالفعل تحقق هذا الوعد في العديد من القرى الجنوبية. وتؤكد مسؤولة مكتب شؤون المرأة في إقليم الجنوب بـ"أمل" عايدة كوثراني أن هذا التوجه أتى من القيادة لتمثيل المرأة، مشيرة إلى أن "أمل" كانت السباقة في تمثيل المرأة بالعمل البلدي والنيابي أيضاً.
وتضيف كوثراني في حديث لـ"المدن": "الرئيس نبيه بري يطمح لأن يكون تمثيل المرأة في العمل البلدي أكثر من مجرد "كوتا"، انطلاقاً من أن هذه المشاركة ستفتح الباب أمام مقاربات مختلفة للملفات البلدية ومشاكلها، لا سيما أن المرأة أثبتت قدراتها في العديد من الميادين الاجتماعية والبيئية والصحية.
تُشير كوثراني إلى أن "أمل" تستند بموقفها لدور المرأة إلى المبادئ التي أرسى دعائمها الإمام موسى الصدر. فهو قال بهذا الصدد: "نحتاج إلى نساء يقفن بقوة. فالمرأة لا تقل عن الرجل بكل الميادين" وأن "المرأة نواة المجتمع". والرئيس بري أكد في أحد اللقاءات الانتخابية أن "المرأة ليست مجرد أرقام على لوائح الشطب، وهي تتمتع بالتمثيل حيث تكون".
جيل جديد من النساء
في العام 2016 مثّلت 32 امرأة حركة أمل في المجالس البلدية والاختيارية في القرى الجنوبية. وفي الانتخابات الحالية سيكون العدد أكبر بكثير، كما أكدت كوثراني، مشيرة إلى أن الأرقام النهائية ستُترك إلى حين انتهاء موعد سحب الترشيح. ففي بعض القرى هناك أكثر من مرشحة، مثل تفاحتا وحومين الفوقا وغيرهما، وفي قرى هناك مرشحة واحدة. ويجب أن يزداد العدد في الاستحقاقات المقبلة، لأن المرأة أثبتت حضورها.
وتوجه "أمل" هذه المرة نحو الجيل الجديد من النساء. ففي بلدة سجد، رشّحت "أمل" المهندسة المعمارية إنعام ناصرالدين (25 عاماً)، التي تربّت على فكر الإمام الصدر المتعلق بفكرة الإنسان والانتماء للوطن. فهي تؤمن أن الوطن يأتي أولاً. وهذا ما دفعها لرسم أحلامها على مساحة لبنان وجبل عامل. وانطلاقاً من مشروع تخرجها، المبنيّ على التراث والحفاظ على ذاكرة المكان، اختارت مشروع "إعادة إحياء مقام النبي سجد" بطريقة حضارية وعصرية. وكان هذا المكان بالنسبة إليها جذباً. جذبها منذ سفرها إلى اسبانيا لاستكمال تحصيلها العلمي. وها هو اليوم يدفعها نحو العمل البلدي.
مشاريع وأفكار لا حضور شكلياً
تقول ناصر الدين لـ"المدن": "بعد الحرب لدينا فرصة جديدة للانطلاق من جديد لنحسّن ونتعلم من أخطائنا. وأنا كمهندسة، أحمل فكرة وسؤالاً حضارياً، أؤمن بفكرة إعادة الإعمار بطريقة حديثة، نُصلح فيها المجتمع والاقتصاد، ونحافظ على ذاكرتنا وتراث جبل عامل. وعندما طرحت عليّ "أمل" لأكون مرشحة لعضوية بلدية سجد، رأيت أن هذه هي الفرصة المناسبة، أو الإشارة، التي يمكنني الانطلاق منها".
بدورها رأت مرشحة "أمل" في بلدة حومين الفوقا سكينة درويش (33 عاماً) أن قرار خوضها هذه التجربة أتى انطلاقاً من إدراكها لأهمية البلدية في الحياة اليومية لأبناء البلدة. هذا فضلاً عن عملها الاجتماعي في "أمل" وكشافة الرسالة. وتعتبر نفسها أنها مدركة عن قرب للمشاكل التي تعاني منها البلدة، وقادرة أن تكون جزءاً من الحلول. وتضيف أن هذه التجربة بالنسبة لها فرصة لتؤكد المرأة فعاليتها في مجتمع لم يعتد بعد على فكرة مشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية.
تعتبر درويش، التي تحمل شهادة ماجستير في علم الأحياء، أن تشديد الرئيس بري على دور المرأة لم يكن مجرد كلام. فالفرصة المعطاة لها ولكثير من النساء اليوم للمشاركة في البلديات دليل على اقتران القول بالفعل. وتُشير إلى أنها جاهزة بحال نجحت لخدمة البلدة وتقديم بعض الأفكار المفيدة للجميع. والبقاء قرب الناس لسماع مشاكلهم والبحث عن الحلول. لأن العمل البلدي يتطلب جهداً متكاملاً، بين الأعضاء، رجالاً ونساءً، ومواطنين.
بدورها تشدد ناصرالدين على أنه "في الاستحقاق البلدي الحالي، برز اعتماد "أمل" على العنصر النسائي كجزء أصيل من تركيبتها، لا كخطوة شكلية أو استجابة ظرفية. لا بل أتى كامتداد طبيعي لفكر الإمام موسى الصدر ونهجه الإنساني". فهل يُستكمل هذا المشروع بتعزيز مشاركة المرأة في الاستحقاق النيابي المقبل؟
أكثر من مجرد كوتا
عندما أعطت حركة أمل توجيهاتها للانتخابات البلدية طلبت من القائمين على العمل في القرى والبلدات الجنوبية التوجه نحو إشراك المرأة. وبالفعل تحقق هذا الوعد في العديد من القرى الجنوبية. وتؤكد مسؤولة مكتب شؤون المرأة في إقليم الجنوب بـ"أمل" عايدة كوثراني أن هذا التوجه أتى من القيادة لتمثيل المرأة، مشيرة إلى أن "أمل" كانت السباقة في تمثيل المرأة بالعمل البلدي والنيابي أيضاً.
وتضيف كوثراني في حديث لـ"المدن": "الرئيس نبيه بري يطمح لأن يكون تمثيل المرأة في العمل البلدي أكثر من مجرد "كوتا"، انطلاقاً من أن هذه المشاركة ستفتح الباب أمام مقاربات مختلفة للملفات البلدية ومشاكلها، لا سيما أن المرأة أثبتت قدراتها في العديد من الميادين الاجتماعية والبيئية والصحية.
تُشير كوثراني إلى أن "أمل" تستند بموقفها لدور المرأة إلى المبادئ التي أرسى دعائمها الإمام موسى الصدر. فهو قال بهذا الصدد: "نحتاج إلى نساء يقفن بقوة. فالمرأة لا تقل عن الرجل بكل الميادين" وأن "المرأة نواة المجتمع". والرئيس بري أكد في أحد اللقاءات الانتخابية أن "المرأة ليست مجرد أرقام على لوائح الشطب، وهي تتمتع بالتمثيل حيث تكون".
جيل جديد من النساء
في العام 2016 مثّلت 32 امرأة حركة أمل في المجالس البلدية والاختيارية في القرى الجنوبية. وفي الانتخابات الحالية سيكون العدد أكبر بكثير، كما أكدت كوثراني، مشيرة إلى أن الأرقام النهائية ستُترك إلى حين انتهاء موعد سحب الترشيح. ففي بعض القرى هناك أكثر من مرشحة، مثل تفاحتا وحومين الفوقا وغيرهما، وفي قرى هناك مرشحة واحدة. ويجب أن يزداد العدد في الاستحقاقات المقبلة، لأن المرأة أثبتت حضورها.
وتوجه "أمل" هذه المرة نحو الجيل الجديد من النساء. ففي بلدة سجد، رشّحت "أمل" المهندسة المعمارية إنعام ناصرالدين (25 عاماً)، التي تربّت على فكر الإمام الصدر المتعلق بفكرة الإنسان والانتماء للوطن. فهي تؤمن أن الوطن يأتي أولاً. وهذا ما دفعها لرسم أحلامها على مساحة لبنان وجبل عامل. وانطلاقاً من مشروع تخرجها، المبنيّ على التراث والحفاظ على ذاكرة المكان، اختارت مشروع "إعادة إحياء مقام النبي سجد" بطريقة حضارية وعصرية. وكان هذا المكان بالنسبة إليها جذباً. جذبها منذ سفرها إلى اسبانيا لاستكمال تحصيلها العلمي. وها هو اليوم يدفعها نحو العمل البلدي.
مشاريع وأفكار لا حضور شكلياً
تقول ناصر الدين لـ"المدن": "بعد الحرب لدينا فرصة جديدة للانطلاق من جديد لنحسّن ونتعلم من أخطائنا. وأنا كمهندسة، أحمل فكرة وسؤالاً حضارياً، أؤمن بفكرة إعادة الإعمار بطريقة حديثة، نُصلح فيها المجتمع والاقتصاد، ونحافظ على ذاكرتنا وتراث جبل عامل. وعندما طرحت عليّ "أمل" لأكون مرشحة لعضوية بلدية سجد، رأيت أن هذه هي الفرصة المناسبة، أو الإشارة، التي يمكنني الانطلاق منها".
بدورها رأت مرشحة "أمل" في بلدة حومين الفوقا سكينة درويش (33 عاماً) أن قرار خوضها هذه التجربة أتى انطلاقاً من إدراكها لأهمية البلدية في الحياة اليومية لأبناء البلدة. هذا فضلاً عن عملها الاجتماعي في "أمل" وكشافة الرسالة. وتعتبر نفسها أنها مدركة عن قرب للمشاكل التي تعاني منها البلدة، وقادرة أن تكون جزءاً من الحلول. وتضيف أن هذه التجربة بالنسبة لها فرصة لتؤكد المرأة فعاليتها في مجتمع لم يعتد بعد على فكرة مشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية.
تعتبر درويش، التي تحمل شهادة ماجستير في علم الأحياء، أن تشديد الرئيس بري على دور المرأة لم يكن مجرد كلام. فالفرصة المعطاة لها ولكثير من النساء اليوم للمشاركة في البلديات دليل على اقتران القول بالفعل. وتُشير إلى أنها جاهزة بحال نجحت لخدمة البلدة وتقديم بعض الأفكار المفيدة للجميع. والبقاء قرب الناس لسماع مشاكلهم والبحث عن الحلول. لأن العمل البلدي يتطلب جهداً متكاملاً، بين الأعضاء، رجالاً ونساءً، ومواطنين.
بدورها تشدد ناصرالدين على أنه "في الاستحقاق البلدي الحالي، برز اعتماد "أمل" على العنصر النسائي كجزء أصيل من تركيبتها، لا كخطوة شكلية أو استجابة ظرفية. لا بل أتى كامتداد طبيعي لفكر الإمام موسى الصدر ونهجه الإنساني". فهل يُستكمل هذا المشروع بتعزيز مشاركة المرأة في الاستحقاق النيابي المقبل؟
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها