اعتراضات على قرارات كرامي: اعتماد المواد الاختيارية رأفة بالطلاب

نغم ربيعالجمعة 2025/05/09
WhatsApp Image 2025-05-09 at 11.09.23 AM.jpeg
شارك في الاعتصام طلاب من مختلف المناطق، وبدا تحركهم غير فوضوي بل منظماً (نغم ربيع)
حجم الخط
مشاركة عبر
يواصل بعض طلاب شهادة الثانوية العامة الاعتراض على إجراء الامتحانات الرسمية من دون مواد اختيارية. ونظم نحو 200 طالب اعتصاماً أمام وزارة التربية اليوم الجمعة في 9 أيار. وطالبوا وزيرة التربية ريما كرامي باعتماد المواد الاختيارية رافضين قرارات الوزيرة بعدم اعتمادها هذا العام.

تراجع مستوى الشهادة
بدا تحرك الطلاب غير فوضوي ولا عشوائي، بل منظماً. وشارك فيه طلاب من مختلف المناطق. وصدحوا فيه بشعارات تؤكد رفض الإفادات، والمطالبة بنجاح فعلي يحفظ الكرامة التعليمية. من بينها: "يا وزيرة، اسمعي منيح، قرارك منه مريح / الإفادة مش إلنا، والاختياري بدنا / هيدي الكلمة كلمتنا، ومش رح نتراجع عنها".

منذ سنوات، يتراجع مستوى الشهادة الرسمية كما تتآكل سائر مؤسسات الدولة. ما كان يُنظر إليه كاستحقاق وطني تربوي جامع، صار مادة تفاوض موسمية، وميدان تسويات "اضطرارية" تفرضها الأزمات المتلاحقة. بدأ تراجع مستوى التعليم مع الأزمة الاقتصادية، وتعمّق مع الانهيار الشامل الذي أصاب بنية التعليم الرسمي، فأُدخلت الشهادة في دوّامة التخفيضات: مناهج مقلمة، مواد اختيارية، واستسهال تربوي تحت عنوان "المرونة في ظل الظروف".

هذا العام، ومع انعكاسات الحرب الأخيرة على لبنان، اتخذت وزارة التربية قراراً مفصلياً.  وزيرة التربية ريما كرامي، وفي أول استحقاق رسمي لها، أعلنت عدم اعتماد المواد الاختيارية في الشهادة الرسمية، بخلاف ما حصل العام الفائت. اعترض الطلاب على هذا القرار على اعتبار أن الظروف الحالية كانت أقسى من العام الماضي، وذلك بمعزل عن أن القرار، جاء ضمن حزمة إجراءات لتسهيل الامتحانات ومنها تخفيض المناهج. وبات الواقع قائم على تناقض بين سعي كرامي إلى الحفاظ على قيمة الشهادة، ومنع تفريغها من مضمونها الأكاديمي، ومطالب الطلاب باعتماد المواد الاختيارية لعدم درس كل المواد قبل تقديم الامتحان.

وقد طرح بديل يقوم على اعتماد الأسئلة الاختيارية داخل المواد، نموذج معمول به في عدد من الأنظمة التربوية العالمية، ويوفّر هامشًا للتلميذ من دون إعفائه من دراسة كل المواد والمادة الواحدة كاملة. أي أن الطالب لم يعد يختار المواد التي سيمتحن فيها، بل يواجه أسئلة متنوعة داخل كل مادة، ويُمنح خيار الإجابة على ما يناسبه. لكن الطلاب والأساتذة رفضوا هذا الأمر.

احتجاجات طلابية
قرارات كرامي أثارت امتعاض التلامذة، خصوصًا في المناطق التي تأثرت بالعدوان أو بالنزوح الداخلي. وبلغت ذروتها صباح اليوم، حين تجمّع عشرات الطلاب أمام مبنى وزارة التربية، هاتفين "نعم للمواد الاختيارية".

المحتجّون طالبوا بما وصفوه بـ"الرأفة التربوية"، لا بإلغاء الشهادة، ولا بالإفادات. واستطلعت "المدن" آراء بعض الطلاب فقال الطالب يوسف شلهوب، من الضاحية الجنوبية: "نحن اليوم هنا لأننا لم نتمكن من درس المطلوب منا كما يفترض. كنا في عداد المهجّرين، لأن منطقة الضاحية تعرضت لكثير من القصف وضغوط كبيرة ما زالت قائمة. لكن لا أحد يشعر بنا". وإلى جانبه، قال الطالب هادي الخليل: "نطالب بحقوقنا. الفترة الماضية كانت صعبة ولم نكن قادرين على الدرس. نناشد مثلنا الأعلى وزيرة التربية أن تشعر معنا ولو قليلاً ونكون جميعاً يداً واحدة".

لم يقتصر الاعتصام على الطلاب، بل شارك فيه معلمون ومعلمات أتوا لدعم تلامذتهم في مطالبهم. وأكدوا أن المطالب محقّة، لأن الظروف الاستثنائية التي مروا بها خلال العام الدراسي تستوجب مرونة أكبر. وقالت فاطمة جمعة، معلمة مواد علمية: "أطالب بتقليص الدروس واعتماد المواد الاختيارية، رحمة بالطلاب ونظراً لظروف التهجير التي عشناها. فلا وقت كاف لإنهاء المناهج في الوقت المتبقي لانهاء العام الدراسي. إلا إذا بات التعليم مجرد حشّو الطلاب بمعلومات. ومن حق الطالب أن يدرس ويفهم، ولا يقتصر الأمر على الحفظ". 

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

Loading...

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث