ليس لدى حسين أعداء، بل هو كما وصفته شقيقته "شخصاً محبوباً". كما أنه ليس متحزباً فلو كان كذلك كما قال شقيقه "لما تجرأ على الذهاب الى سوريا في اليوم السابق، ومن ثم يتردد إليها في اليوم التالي بعدما إطمأن الى إستقرار الأوضاع هناك.
يعمل حسين على سيارة أجرة ورثها عن والده الذي كان يعمل على خط الشام أيضاً. بعد وفاة والده تحول الى معيل وحيد لوالدته، وشقيقتين وشقيق أصغر منه. أصيب بالملل جراء طول فترة توقف العمل بسبب الحرب، ووجد في عودة الحركة الى سوريا فرصة "للإسترزاق". ذهب يوم السبت وعاد سالماً. ولم يلمس أي خطر أو مضايقة تمنعه من إعادة الكرة يوم الأحد. عند الخامسة والنصف صباحاً غادر منزله في بدنايل، ولا يعرف أحد من هم الركاب الذين أقلهم الى سوريا. في موقف السومرية إنتظر طيلة اليوم أن يعود بركاب الى لبنان. ولكن حركة الركاب كما قالت شقيقته لم تكن جيدة. قرابة الثانية عشرة ظهراً إتصل بشقيقته الكبرى وأخبرها أنه قرر العودة. كان يفترض أن يصل حسين الى المنزل في غضون ساعة ونصف كحد أقصى. عندما تأخر عن الساعة الثانية عاودت شقيقته الإتصال به، لم يجب على خطه اللبناني، فحاولت على خطه السوري، ومع أنه كان مفتوحا في تلك الأثناء لم يجب.
بدأت عائلة حسين تقلق عليه، وعاودت الإتصال به قرابة الثالثة، ولكن هاتفه كان هذه المرة مغلقاً.
تحريات العائلة عنه
أخبر زملاء حسين السائقين عائلته أنهم تقصوا عن رحلته الى لبنان، فعلموا أنه توقف في صيدلية "المنار" التي تبعد كيلومترات قليلة عن مركز الحدود السورية. اشتري دواءً بناء لتوصية أحد الزبائن، وكان يفترض أن يجتاز الحدود السورية خلال خمس دقائق كحد أقصى. تواصلت العائلة مع صاحب الصيدلية فأكد لها الأمر، وهذا ما جعل العائلة على يقين بأن حسين إختفى على مقربة من منطقة الكفير.
بحسب البيان الذي تلاه باسم العائلة جمال الرمح فإن الدولة اللبنانية بسلطاتها الأمنية والقضائية والسياسية باتت على علم بقضيته، إلا أنها لم تبد حتى الآن أي تحرك عملي لمعرفة مصير حسين. وهي لم تتواصل حتى مع عائلته لمعرفة تفاصيل إضافية حول قضية إختطافه. وقال الرمح "أن تحركنا حتى الآن هو تحت سقف القانون وهو سيظل كذلك. ونحن ننتظر من الدولة اللبنانية أن تتحمل المسؤولية وتعيد مواطن لها الى عائلته، ولكن إذا لم تتحرك سيكون لنا كلام آخر وأيضاً تحت سقف القانون".
وقال الرمح: "مناشدتنا هي أيضا للدولة السورية أو لمن استلم السلطة، وإذا كان هؤلاء صادقون فعلا في ما يدلون به بالإعلام وأتوا فعلا ليغيروا النظام، فعليهم ان يعملوا لإعادة حسين الى أهله".
وشدد على أن حسين ليس حزبيا، ولا يتعاطى السياسة، إنما هو مواطن يريد أن يعمل كي يعيل عائلته التي تعتمد عليه بشكل أساسي. وتمنى من مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان الذي ذكر أنه ذاهب الى سوريا يوم الأحد، أن يطرح قضية إختفاء حسين على الأراضي السورية، معتبراً أن قضية إختفائه يجب أن تتقدم على أي قضية أو إهتمام آخر لكل رجل دين أو سياسة يتوجه الى سوريا.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها