رئيس بلدية صور، المهندس حسن دبوق، الذي يتولى رئاسة اتحاد بلدياتها، كان يتابع الأشغال لحظة بلحظة. نسأل دبوق عن حجم الدمار في المدينة وإذا ما أجروا أي إحصاء للأضرار، فيجيب: "الدمار كبير جداً، ولم يحصل في تاريخ المدينة الحديث. الدمار حل في كل الشوارع والأحياء، من الحارة القديمة إلى أحياء الرمل كافة. لقد أحصينا حتى الآن أكثر من 50 بناية، دمرت تدميراً كاملا، يبدأ ارتفاع كل منها بأربع طبقات، ويزيد العديد منها على العشر طبقات".
ويلفت دبوق إلى إن تدمير كل بناية من هذه البنايات، نتج عنه أضرار بالغة بالأبنية المحيطة، التي اصبحت غير قابلة للسكن، قبل إعادة ترميمها. ويستدرك، رغم كل ذلك فإن الأهالي تدفقوا إلى صور، بعد وقف العدوان، نظراً للتكافل الاجتماعي بين ابناء المدينة، لناحية تأمين منازل بديلة مؤقتة. وقال دبوق: "نبذل قصارى جهدنا، ونحن مستنفرون على مدار الساعة، لتأمين الحد الأدنى من المتطلبات المتعلقة بإطلاق ورشة إصلاح الكهرباء والمياه وغيرهما من الخدمات الحيوية والملحة، ولن تلين عزيمتنا مهما بلغت الصعوبات والتحديات الناجمة عن هذا العدوان".
النهوض من جديد
شارع" أبو ديب" نسبة إلى أحد أقدم مطاعم المدينة، نال نصيباً وافراً من العدوان الإسرائيلي، حيث دمرت الطائرات عدداً من الأبنية بعد إنذارها. هنا كان ديب بدوي، رئيس جمعية تجار صور، منهمكاً مع أشقائه وعدد من العمال، بتنظيف المطعم وإزالة الركام. بدا حزيناً على ما حل بصور من دمار وخراب. وقال لـ"المدن": الجمعية، لم تحص بعد عدد المؤسسات والمحال والمطاعم والمقاهي، التي دمرت كلياً او جزئياً، او أصيبت بأضرار مختلفة، لكننا سننهض من جديد، ولدينا أمل كبير بعودة دورة الحياة وإعادة إعمار ما تهدم.
على بعد عشرات الأمتار من" أبو ديب" يسرع محمود ناصر، في رفع الأنقاض، عن " قهوة ابو شريف" التي اسسها والده قبل أكثر من 35 عاماً. ويقول ناصر: صحيح إن الدمار كبير والخسائر أيضا، لكن كل شيء يعوض. ستبقى صور مدينة للحياة والعيش المشترك، الذي ارساه الإمام الصدر.
من ناحيته يتابع وسام شعيب، في محل عصير وصاج شعيب، في شارع قرطاج، التحضير لإعادة تأهيل وترميم ما خلفته الغارات الإسرائيلية على مقربة من محله. ويؤكد شعيب اننا باقون في صور، ولن نتزحزح عنها، مهما كبرت وغلت التضحيات.
الدمار الذي حل بالمباني والمؤسسات لم يثن أبناء صور عن العودة السريعة لإعادة إصلاح ما تهدم. وإلى حين الانتهاء من إصلاح الأضرار يتدبرون أمور السكن في بيوت بدلية أو لدى الأقارب. ويشير المهندس على شرف الدين إلى أنه تواصل مع عدد من أصحاب مؤسسات الزجاج والألمينيوم والطاقة الشمسية، بهدف إعادة ترميم وإصلاح منزله، الذي أصبح غير صالح للسكن. لكن في ظل الطلب الكثيف على هذه المواد، وإلى حين إطلاق ورشة الصيانة، يتدبر سكنه في منزل بديل للعائلة.
دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أكثر من مبنى في مجمع تاج الدين- مفرق معركة. فخسر هاشم سعد شقته التي كانت تأويه مع عائلته المؤلفة من خمسة أفراد. ويقول سعد: "عدت للتو من منطقة زحلة حيث نزحت، لكن لقد أصبحنا من دون منزل".
كان سعد يتعاون مع افراد عائلته، لنقل غالونات المياه من السيارة إلى سكنه الجديد. ولدى سؤاله إذا كان قد عثر على مأوى مؤقت، يلفت إلى أنه حل ضيفاً لدى اقارب زوجته، آملاً إطلاق ورشة إعادة الإعمار قريباً كي يعود إلى منزله.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها