قبل حوالي ثلاثة أشهر، غزت صور قادة حماس شوارع المدينة، ممهورة بشعارات داعمة للقضية الفلسطينية وبالولاء لمقاومتها، ومنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. لكن إزالتها تزامنًا مع تصاعد المخاوف من توسع رقعة الضربات الإسرائيلية إلى خارج بيروت، دفع كثيرين إلى القول، إن ثمة توجيهات سياسية أو حكومية حثت على ذلك.
معظم هذه الصور، انتشرت بعد اغتيال رئيس مكتب حركة حماس السابق إسماعيل هنية. وكانت أكثرها في ساحة النور ومتفرعاتها. ثم تكاثرت صور السنوار وأبو عبيدة وحتى الشيخ أحمد ياسين، في مشهد كان يدلل على حالة شعبية داعمة لحماس. واللافت أن بعض الصور المنتشرة، كانت موقعة باسم رئيس اتحاد نقابات العمال في الشمال شادي السيد، المعروف بولائه لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. (راجع المدن) بالإضافة إلى صور كثيرة نشرتها الجماعة الإسلامية وأفراد وجمعيات.
معرض صور عشوائي كبير؟
وفي حديث مع "المدن"، يقول رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، إن بلدية طرابلس لم تمنح في الأساس رخصًا لنشر الصور، ويستغرب ما يسميه البلبلة حول إزالتها.
ويشير يمق إلى أن البلدية أعطت توجيهًا للشرطة، من أجل إزالة مختلف الصور المعلقة في المدينة، من دون تحديد هويتها، إذا لم تكن حائزة على رخصة رسمية. ويضيف: "لقد أزلنا حتى صور معظم السياسيين، بعدما تحولت المدينة إلى معرض صور عشوائي كبير، وهذا لا يتناقض أبدًا مع دعم المدينة المطلق للقضية الفلسطينية".
في هذا الوقت، يتجلى واقع النزوح في طرابلس يومًا بعد آخر، بعدما تحولت عاصمة الشمال وضواحيها، قبلة لآلاف الأسر الهاربة من العدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية.
وتضم مراكز الإيواء في طرابلس، وفق معطيات "المدن"، ما لا يقل عن 10 آلاف نازح. ومن بين هؤلاء، هناك حوالي ألفي عائلة مسجلة لدى بلدية طرابلس، وتتلقى مساعدات معيشية عبر الصليب الأحمر. في الموازاة، قامت آلاف الأسر النازحة، باستئجار منازل على نفقتها الخاصة في طرابلس.
وتشير معلومات "المدن"، إلى أن العديد من هذه الأسر، تواجه تحديات في العثور على منزل، بسبب إصرار الكثير من المالكين على التحقق من هويات النازحين الذين سوف يسكنون المنزل، وتحسبًا لوجود شخصيات قد تكون هدفًا لإسرائيل. لكن شريحة واسعة من أبناء طرابلس، تندد بالاستغلال الذي يمارسه المالكون والتجار، حيث ارتفعت إيجارات المنازل ثلاثة أضعاف على الأقل، منذ ثلاثة أشهر.
اقتصاديًا، يقول يمق إن أسواق طرابلس تشهد انتعاشًا ملحوظًا في ظل النزوح، لا سيما في الأسواق الشعبية ووسط المدينة، والتي تسببت بدورها بارتفاع في أسعار مختلف السلع. وما يدلل على ذلك برأيه، هو زحمة السير الخانقة التي تعيق الحركة داخل المدينة. لكن التحدي الأكبر شمالًا، هو في انعكاسات النزوح والحرب، اقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًا، إذا طال أمد العدوان الإسرائيلي على لبنان.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها