الأحد 2024/11/24

آخر تحديث: 10:07 (بيروت)

خطة "التربية" نجحت بسحق المتعاقدين ورسبت بتعليم الطلاب

الأحد 2024/11/24
خطة "التربية" نجحت بسحق المتعاقدين ورسبت بتعليم الطلاب
بعد تخفيض دوام الدراسة إلى 21 حصة اسبوعية جرى تشحيل ساعات لآلاف الأساتذة (فضل عيتاني)
increase حجم الخط decrease
لم يبق من الخطة التربوية التي أطلق على أساسها وزير التربية عباس الحلبي العام الدراسي أي شيء على أرض الواقع. فقد تعدلت الخطة بكل تفاصيلها ولم يتحقق مبدأ وصول التعليم للتلامذة بعد. وضع مدير عام التربية ومستشارته خطة من خلف المكاتب، من دون معرفة الواقع وراحت تتبدل الخطة لمراعاة الوضع. ولم يبق أي شيء منها مطبق، رغم عدم صدور أي قرار رسمي بتعديلها، لعدم إعلان فشلها. أما الشيء الوحيد الثابت في الخطة فهو الوفر المالي الذي حققته الوزارة من جيوب الأساتذة المتعاقدين وهم بالآلاف، وذلك جراء تخفيض وتقليص الحصص التعليمية.

التعديلات على اللاخطة
الخطة كما تصفها مصادر نقابية تشبه التعاميم والقرارات التي تصدر عن الوزارة، والتي تخضع لتعديلات وتوضيحات عدة بعد صدورها، لأن المعنيين في الوزارة غير ملمين بالأمور الإدارية. وحالياً التعديلات على الخطة جعلتها مسخاً: كانت تقوم على التعليم الحضوري حصراً، لكن حالياً تحولت غالبية المدارس للتعليم من بعد. كانت تقوم على أربع دوامات صباحية ومسائية وتوزيع الطلاب على مجموعات، لكن باتت محصورة في الفترة الصباحية، ذاك أن المدارس الخاصة رفضت منح مبانيها لاستخدامها في الفترة المسائية. وبالتالي ما زال هناك عشرات المدارس التي تضم الاف الطلاب بلا تعليم، لأن المديرين لم يجدوا مكاناً لهم بعد. كما أن مدارس عدة اضطرت إلى دمج الصفوف نظراً لعدد الطلاب المسجلين ولا سيما في المرحلة الابتدائية. بمعنى أن طلاب الصف الأول والثاني ابتدائي يتعلمان في صف واحد، كما لو أن التعليم هو فقط لتسجيل الحضور والساعات.

وتلفت المصادر إلى أن الكتب التي كان يفترض أن تصل للطلاب، التي قال مدير عام التربية أنه طبعها منذ أكثر من شهر، لم تصل إلى أي طالب بعد في لبنان. وهذا معطوف على أن صناديق المدارس ما زالت فارغة ولا أموال فيها. ما يعقّد الأمور أمام مديري المدارس لدفع عقود الأساتذة ولتأمين المصاريف التشغيلية.

بعد تعديل الخطة والانتقال للتعليم من بعد في المدارس التي تستخدم كمراكز إيواء تبين أن حزمة الانترنت مزحة ثقيلة. وتقول المصادر إن التعليم من بعد لم يصل لجميع الطلاب، مثله مثل حزمة الانترنت. فبعيداً عن المشاكل اللوجستية التي أدت إلى عدم استفادة الاف الطلاب من حزمة الانترنت، تبين أن الحزمة بسعة 20 جيغابيت تعمل من الصباح ولغاية الساعة 1:30 بعد الظهر، هذا رغم أن وزارة التربية لم تلغِ التعليم في فترة بعد الظهر، ولم تصدر أي تعديل رسمي للخطة. وحزمة الانترنت مخصصة لمنصة "تيمز" حصراً، أي في حال لا تعمل هذه المنصة لا يستطيع الأساتذة استخدام برنامج "زوم" أو غيره. أما الأساتذة والطلاب الذين يستخدمون "واتساب"، حيث توجد إشكاليات تقنية أو لوجستية تعيق استخدام "تميز" فلا يستفيدون من الأنترنت المجاني.

إلى ذلك، ارسلت الحزم إلى ارقام هواتف أهالي الطلاب المسجلة في بيانات الوزارة. وبعيداً من أنها وصلت إلى هواتف أساتذة متقاعدين وخرجوا من الخدمة، من الصعب استفادة كل الطالب منها، ولا سيما الذين يعتمدون على هواتف أحد الوالدين. وقد استدرك مديرو مدارس هذا الأمر بعد ورود شكاوى من أهالي طلاب. فهم موظفون ولا يستطيعون ترك هواتفهم مع أولادهم خلال دوام العمل.

تشحيل ساعات المتعاقدين
خطة وزارة التربية نجحت، إلى حد الساعة فقط، في تشحيل ساعات المتعاقدين والمستعان بهم، ليس لتعليم الطلاب اللبنانيين بل حتى السوريين. ومن المعروف أن التعليم الابتدائي يقوم على هيئة تعليمية تضم أكثر من ثمانين بالمئة من المتعاقدين، فيما النسبة معكوسة في التعليم الثانوي. لكن ما هو حاصل بعد تخفيض دوام الحصص من 32 ساعة أسبوعية إلى 21 ساعة، جرى تشحيل ساعات لآلاف الأساتذة. ويقول الأستاذ حمزة منصور، الذي نزح من النبطية إلى صيدا، أنه شخصياً كان يعلم قرابة 31 ساعة وبات دوامه حالياً 12 ساعة، وهذه حال الاف المتعاقدين. ويلفت إلى أن عشرات المتعاقدين وبمواد أساسية الغيت عقودهم بعد خفض الدوام. فمنهم من كان يعلم عشرين ساعة أو أقل وباتوا اليوم بلا أي ساعة.

تخفيض الدوام سينعكس على تلقي المتعاقدين بدلات إنتاجية بالدولار. فالعام الماضي كان يتقاضى الأستاذ 300 دولار في حال علّم نصاب يزيد عن 17 ساعة. لكن إلى حد الساعة لم يعرف الأساتذة إذا كانوا سيتلقون بدلات إنتاجية، بعد قرار منح أساتذة الملاك ستة رواتب إضافية، أسوة بموظفي القطاع العام. وحتى لو جرى دفع بدل إنتاجية مثل العام السابق، من فقد ساعات عقده بعد خفض الدوام، مهدد بحرمانه من الإنتاجية الشهرية كلياً أو جزئياً. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها