من جهة أخرى، لا تزال بعض المناطق الجنوبية، مثل قرى قضاء جزين، مستمرة في قطف موسم الزيتون، رغم التحديات. ومع ذلك، يعترف العديد من أصحاب المزارع والعاملين في هذا المجال بأن الموسم هذا العام غير جيد. جورج، وهو أحد العاملين في معصرة في المنطقة، أوضح لـ"المدن" أن المعصرة التي كانت تستقبل محاصيل من قرى مثل الريحان، عرمتا، والعيشية، لن تتمكن هذا العام من عصر نصف الكمية التي عصرتها في العام الماضي.
وفيما يتعلق بالأسعار، أكد جورج أن سعر التنكة في المنطقة وصل إلى 150 دولارًا، وهو ارتفاع بسيط بنحو خمسين بالمئة عن العام الماضي. لكن بعض التجار يستغلون انخفاض الإنتاج لرفع الأسعار، حيث يبيعون التنكة في بيروت بسعر يصل إلى 200 دولار، مستفيدين من الطلب المرتفع وقلة العرض.
خسارة 8 ملايين دولار
تسببت الاعتداءات الإسرائيلية بتداعيات كارثية على مختلف القطاعات في لبنان، ولا سيما قطاع الزراعة وتحديداً موسم الزيتون، الذي بدأ قطافه. فشجرة الزيتون تعتبر شريان الحياة الاقتصادية في الجنوب اللبناني ورمزًا للصمود والتشبث بالأرض، تأثرت بشكل كبير نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمزارع. وبحسب وزيز الزراعة عباس الحاج حسن تعرض قطاع الزيتون في الجنوب لخسائر فادحة منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 8 تشرين الأول. احترقت في المنطقة حوالي 65 ألف شجرة زيتون. وهذه البساتين كانت تشكل نحو 22 بالمئة من مجمل المحصول الزراعي في الجنوب.
ووفقه، أنتج لبنان حوالي 20 ألف طن من الزيتون سنويًا، في السنوات الأخيرة، يصدر منها 5 آلاف طن إلى الخارج. وعلى المستوى الاقتصادي قيمة موسم الزيتون نحو 40 مليون دولار سنويًا، ومناطقياً يشكل موسوم الزيتون في القرى الجنوبية نحو 8 مليون دولار منها. ما يعني أن لبنان خسر هذه العائدات نتيجة غياب المحصول الحنوبي. وبيد أن المشكلة لا تكمن بخسارة موسم لا يستطيع أهالي الجنوب قطافه بسبب الحرب، بل أدى العدوان الإسرائيلي إلى إحراق مساحات شاسعة من بساتين الزيتون. وسيصبح جزء كبير من الأراضي غير صالح للزراعة مجددًا بسبب القصف بالقنابل الفسفورية وغيرها من القنابل التي تحتوي على مواد سامة.
وحتى الآن، لم تتمكن وزارة الزراعة من إجراء إحصاءات دقيقة عن الأضرار الناتجة عن استخدام الفوسفور الأبيض في الهجمات، ولم تتمكن من أخذ عينات لتحليل تأثير المواد الكيميائية على التربة والزراعة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها