الضغوط الحزبية التي تتعرض لها الروابط أكبر بكثير من إمكانية مجاراة الأساتذة لإعلان موقف ثابت بمقاطعة الامتحانات. فالقرار الحزبي أتخذ بضرورة إجرائها مهما كلف الثمن ومهما كانت النتائج. أما مأساة الروابط، كما تقول المصادر، أنه حتى مجرد التهديد بمقاطعة الأساتذة أعمال الامتحانات الرسمية، لا تأخذه وزارة التربية على محمل الجد. فالوزارة لم تكتف بأنها تمكنت من تأمين المراقبين والمصححين للامتحانات من القطاع الخاص ومن الأساتذة المتعاقدين، بل لديها فائض يغنيها عن مشاركة أساتذة الملاك. فالوزارة بحاجة إلى عدد قليل من أساتذة الملاك لتعيينهم كمراقبين عامين ورؤساء مراكز امتحانات، وهؤلاء سيجدون مبلغ الـ22 دولاراً مناسباً لهم للمشاركة. فهم يحسبون مصلحتهم بشكل جيد: سيعملون لخمسة أيام ويحصلون على مئة دولار، بينما راتبهم الشهري كله لا يساوي مئة دولار، تقول المصادر.
الإضراب بعد انتهاء العام الدراسي
بعد الجلبة التي أحدثها قرار المصرف المركزي بصرف الرواتب على سعر منصة صيرفة، وليس على أساس ستين ألف ليرة، قامت قائمة الأساتذة. وكان يفترض أن تجتمع الهيئات الإدارية للروابط يوم أمس لإعلان موقف موحد لمقاطعة الامتحانات ووقف الأعمال الإدارية ووقف تعليم الطلاب السوريين. لكن الضغوط الحزبية حالت دون انعقاد الاجتماع. واستعيض عنه بعقد اجتماع مع باقي روابط موظفي الإدارة العامة سيعقد مساء اليوم، تقول المصادر.
وتضيف المصادر أن الأفكار المطروحة هي التوافق على تحرك مشترك لجميع موظفي القطاع العام، والدعوة إلى إضراب عام في كل لبنان يوم الإثنين المقبل. لكن لا نتيجة منه طالما أن لا حوافز ستصرف لشهر نيسان ولا حوافز وبدل نقل للمتعاقدين ولا التعويضات التي أقرتها الحكومة ستصرف لهم.
وهنا يسأل الأساتذة: ما معنى الدعوة إلى إضراب عام يوم الإثنين، في وقت انتهى العام الدراسي وبدأت المدارس بإجراء الامتحانات النهائية؟ وما الفائدة من الإضراب الذي لن يحصّل للأساتذة والموظفين حتى سحب رواتبهم على ستين ألف ليرة، خصوصاً أن وزارة المالية حولت الرواتب اليوم وبدأ الأساتذة والموظفون بسحبها على سعر 86 ألف ليرة. في المقابل تؤكد مصادر في الروابط أن سلاح مقاطعة الامتحانات غير مجدٍ، بل الأفضل تمرير الامتحانات والتهديد بمقاطعة التصحيح وعدم صدور النتائج، التي يكون أهالي الطلاب في أمس الحاجة إليها.
اجتماع روابط المعلمين وروابط الإدارة لا معنى له، تقول مصادر في وزارة المالية، طالما أنه لن يؤدي إلى أي ضغوط حتى لسحب الرواتب الحالية على سعر ستين ألف ليرة. فقد حولت وزارة المالية الرواتب، ولم تحصل أي ضغوط على رئيس الحكومة ووزير المالية للطلب من حاكم مصرف لبنان صرف الرواتب على سعر مختلف عن منصة صيرفة. وتسخر المصادر من هكذا اجتماعات للروابط بالقول: "كان حرياً بهذه الروابط الاجتماع بعد يومين، عندما يكون كل الموظفين قد سحبوا رواتبهم".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها