الأربعاء 2023/05/03

آخر تحديث: 18:59 (بيروت)

يوميات الشقاء واليأس: انتحار سوري بإهدن وجريمة قتل بطرابلس

الأربعاء 2023/05/03
يوميات الشقاء واليأس: انتحار سوري بإهدن وجريمة قتل بطرابلس
تراجع قدرات المؤسسات الأمنية في ضبط الأمن (المدن)
increase حجم الخط decrease

تتكرس نظرية "عدوى الانتحار" في لبنان، مع توالي الأخبار عن حالات الانتحار، لا سيما في صفوف الشباب. وآخر الضحايا شاب سوري قتل نفسه شنقًا في إهدن شمال لبنان.

ورغم أن الحادثة تتزامن مع تصاعد السجال حول عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وما يتعرضون له من مضايقات، غير أنها -وفق المعلومات الميدانية- لا ترتبط مباشرة بالقضية.

انتحار مفاجئ
يوم أمس، جرى العثور على جثة شاب سوري مشنوقًا في إهدن، في ظروف غامضة. وفي التفاصيل التي حصلت عليها "المدن" من مخفر إهدن، فإن السوري عبد الرحمن. ص. من مواليد 2005، شنق نفسه في فيلا يعمل بها، لصاحبها إيدي الدويهي، وفق ما أكدت أيضًا إفادة الطبيب الشرعي الذي كشف على جثمانه.

ومنذ نحو عام يعمل عبد الرحمن ناطوراً في الفيلا مع شاب سوري آخر، ويتوليان مهمات زراعات الشتول والعناية بالأرض، وهما يقيمان فيها أيضًا. وفي اتصال مع "المدن"، يقول الدويهي إنه صدم بالحادث الذي وقع ظهرًا، عقب قيامه مع الشابين السوريين بزراعة شجرة. ويقول: "تركتهما لاستكمال العمل في الأرض حتى أقضي عملًا في زغرتا، ثم اتصل بي زميله الساعة 2:30 وأخبرني أنه عاد ووجد عبد الرحمن وقد انتحر شنقًا بعدما غاب عنه أيضًا".

وحسب إفادته، يقول الدويهي إن علاقته مع الشاب المنتحر كانت ممتازة، وما زال مفجوعًا بالحادث الذي وقع بظروف ملتبسة.

ومنذ انفجار الأزمة في خريف 2019، يتسلط الضوء على حالات الانتحار في لبنان، علمًا أن المعدلات المعلن عنها ما زالت متقاربة، وإن كانت لا تعكس حقيقة أعداد الانتحار في لبنان، والتي قد تكون أكثر من ذلك بكثير. ففي العام 2022، تم تسجيل نحو 138 حالة انتحار بحسب القوى الأمنية.

ويذكر أن لبنان في شهر آذار الفائت، شهد حالات انتحار عديدة بفترة زمنية واحدة.

وواقع الحال، ورغم أن الانتحار ليس ظاهرة جديدة في لبنان، غير أن تناميها يعكس وجهًا من أوجه تدهور الحالة النفسية عمومًا التي تصيب سكان لبنان. وفي حين تتمايز دوافع حالات الانتحار عن بعضها البعض، لكن الرابط بينها وفق خبراء، هو فقدان الأمل.

وفي تقرير عن شبكة حلول التنمية المستدامة -وهي مبادرة عالمية غير ربحية أطلقتها الأمم المتحدة العام 2012– تصدّر لبنان الشهر الفائت المرتبة ما قبل الأخيرة لمؤشرات السعادة، ليصبح ثاني بلد يلي أفغانستان، من الشعوب الأكثر تعاسة في العالم.

وبما أن اللاجئين السوريين من الفئات الأكثر هشاشة في لبنان، ومع تصاعد خطاب التخويف والكراهية ضدهم والدعوات لترحيلهم، فهم وفق خبراء أصبحوا معرضين لتنامي ظواهر كالانتحار والجرائم الفردية، نتيجة شعورهم بالنبذ الاجتماعي.

جريمة قتل
توازيًا، شهدت طرابلس الأربعاء تشييعًا لجثمان الشاب عبيدة خرمة، الذي سقط قتيلًا في حادث فردي أثناء اعتدائه مع ثلاثة آخرين كانوا على دراجتين ناريتين، على مكتب للعقارات في منطقة المعرض لآل السبسبي، يحكى أنه بسبب إشكال سابق على خلفيات مالية. وقد أطلق صاحب المكتب النار على الزمرة، قبل أن يفر إلى جهة مجهولة، فقتل الشاب بينما أصيب الآخرون بجروح. ولم تعرف الملابسات الحقيقية والكاملة للجريمة. كما شهدت طرابلس إطلاقًا كثيفًا للنار ليل الثلثاء والأربعاء. 

وفي وقت يعبر فيه المواطنون، وتبعاً لتداعيات الأزمة الاقتصادية، عن خشيتهم الكبيرة من انتشار السلاح غير الشرعي، وارتفاع معدلات الجرائم الفردية مع تراجع قدرات المؤسسات الأمنية في ضبط الأمن. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها