الخميس 2023/04/20

آخر تحديث: 12:20 (بيروت)

اللبنانيون في السودان بخير.. بانتظار عملية إخلاء فرنسية

الخميس 2023/04/20
اللبنانيون في السودان بخير.. بانتظار عملية إخلاء فرنسية
المشكلة الكبيرة التي تواجه اللبنانيين والأجانب هي تدمير المطار في الخرطوم (Getty)
increase حجم الخط decrease

وصل اللبناني عبد طيارة إلى العاصمة السودانية نهار الخميس الماضي، برحلة عمل، لينظّم خلالها عبر الشركة التي يعمل فيها كمدير، إفطاراً للموظفين، وليستطلع أحوالهم والاطمئنان على سير العمل، ويلتقي بهم في اجتماعات تمتدّ حتى الأحد تاريخ عودته إلى لبنان. لكن برنامجه لم يسر ضمن الخطة المرسومة له. فكانت الأحداث العسكرية بالسودان أقوى، وفرضت نفسها عليه وعلى كل اللبنانيين المتواجدين في السودان، إضافة إلى كل السودانيين والأجانب في ذلك البلد.

يقول طيارة العالق في فندقه منذ يوم السبت الماضي، في حديث لـ"المدن": "استيقظت السبت على أصوات غريبة ظننتها عملية ترميم داخل الفندق، قبل أن اكتشف أن المسألة أخطر بكثير، وأنا اللبناني الوحيد في الفندق الذي يضم زبائن من جنسيات عديدة، ولحدّ اللحظة فإن الشارع الذي يتواجد فيه الفندق لا يزال آمناً، لكننا لا نعرف ما قد يحصل في الأيام المقبلة". مشيراً إلى أنه تواصل مع السفارة اللبنانية في الخرطوم، وأبلغته أنه تم تسجيل اللبنانيين مع الفرنسيين، بحال كان هناك إمكانية لأي عملية إخلاء. مشدداً على أن الأجانب في الفندق، من الفيليبين، أميركا، أورغواي والهند، يُعانون المشكلة ذاتها.

الحلول صعبة وطريق البر خطرة
لا حلول في الأفق، حسب الرجل، ويُشير إلى أن المشكلة الكبيرة التي تواجه اللبنانيين والأجانب هي تدمير المطار في الخرطوم، حيث لم يعد صالحاً للاستخدام، وهو ما يصعب أي عملية إخلاء. كاشفاً عن محاولات تأمين طريق عبر البرّ إلى اثيوبيا أو مصر، لكن المسألة محفوفة بالمخاطر إن كانت ستتم بغياب رعاية دولية.

في السودان اليوم حوالى 250 لبنانياً فقط، أغلبهم يملكون مصالح خاصة، فنسبة من الجالية اللبنانية سافرت إلى لبنان قبل الأحداث بهدف قضاء عطلة الأعياد، ومنهم رئيس الجالية سعد الله ميقاتي، الذي يؤكد عدم وجود أي إصابة بصفوف اللبنانيين، متحدثاً عن أضرار أصابت مطعم وفندق الساحة الذي يتواجد قرب مركز عسكري، مما أجبر الإدارة على إخلاء النزلاء إلى منطقة آمنة، وترك المكان كلياً.

يُشير ميقاتي في حديث لـ"المدن" إلى أن اللبنانيين الذين يسكنون في أماكن قريبة من مركز الصراع، أخلوا منازلهم خلال الهدنة، وتوجهوا إلى فنادق أو منازل أصدقاء لهم. والجالية اللبنانية تتواصل مع بعضها البعض، ومع السفارة عبر مجموعة واتساب خاصة أنشأتها السفيرة لهذه الغاية. وتم التنسيق مع السفير الفرنسي بالخرطوم لتسجيل كل اللبنانيين وإخلائهم مع الفرنسيين، بحال تمكنوا من تنفيذ عملية إخلاء، عبر نقلهم إلى مطار آخر غير مطار الخرطوم الذي خرج من الخدمة.

تعمل الخارجية اللبنانية على التنسيق الدائم مع الجالية بالسودان، وتؤكد مصادر عبر "المدن" أن التواصل يتم مع الجميع، ولا إصابات حتى الآن، كما يتم التنسيق مع الدول لضمان أمن المدنيين.

الحل.. عالمي
اجتمع كل الأميركيين في السودان في مركز السفارة، بعد إخلاء منازلهم، وهناك محاولات خجولة لإخلاء اليابانيين، كذلك روسيا تدرس هذا الأمر. إنما بالنتيجة، يعاني اللبنانيون كما كل الأجانب من الواقع المرير الذي أصاب السودان، ويُنذر نقص الغذاء والماء بظروف صعبة مقبلة. حتى الدواء الذي جاهد طيارة للحصول عليه، كونه لم يكن يدري أن سفرته ستطول، وتمكن من تأمينه بمساعدة أحد الأشخاص، إلا أن الأزمة بحاجة إلى حل لا يتعلق بلبنان وحده، بل بالعالم، الذي عليه تدارك ما يجري في سبيل إعادة الاستقرار إلى السودان وعاصمته.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها