الأحد 2023/03/05

آخر تحديث: 12:29 (بيروت)

الأساتذة اعتبروه إعداماً جماعياً: "الروابط" قررت العودة للتعليم الاثنين

الأحد 2023/03/05
الأساتذة اعتبروه إعداماً جماعياً: "الروابط" قررت العودة للتعليم الاثنين
تمكنت الروابط من كسر إرادة الأساتذة وعدم الأخذ بتصويتهم في الجمعيات العمومية (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
قال الأساتذة في كل لبنان كلمتهم: "جمعيات عمومية أو مواصلة الانتفاضة"، وذلك رداً على قرار الهيئات الإدارية لروابط التعليم الرسمي العودة إلى التعليم يوم غد الإثنين، من دون استفتاء رأيهم حول ما حققته الروابط من مكاسب. 

قرار روابط المعلمين
وكانت الهيئات الإدارية لروابط المعلمين مجتمعة (ثانوي وأساسي ومهني) قررت في وقت متأخر من مساء أمس السبت العودة إلى التعليم، من دون عقد جمعيات عمومية للأساتذة، وذلك وفق بيان شرحت فيه أنه في ظل الاستعصاء وبعد شهرين على الإضراب، "أطلقت الروابط مبادرة حلّ لتحقيق المطالب المتعلقة بوزارة التربية من أجل تعليق الإضراب، على أن تتمّ متابعة باقي الأمور مع الحكومة".

وأضافت في البيان، أن الروابط حصلت على "الاعتراف بالحقّ الكامل في دفع الحوافز والتي أصبحت بدل انتاجية عن الأشهر الثلاثة الماضية تّصل إلى 300 دولار، وتحديد مواقيت الدّفع. وإعطاء بدل انتاجية بقيمة 125 دولاراً شهريًّا مرتبطة بالحضور بصفتها بدل إنتاجية. وإصدار قرار بإعطاء بدل نقل بقيمة 5 ليترات عن كلّ يوم حضور". 

وخلصت إلى أن "الروابط تعي تمامًا أصول العمل النقابي. فعندما يتمّ طرح مبادرات لحلّ أيّ أزمة من الخارج، عليها أن تعرضها على المندوبين والجمعيات العمومية. أمّا وأنّها تطلق مبادرة للحلّ وتقوم بالتفاوض بشأنها، وعقد جلسات متعدّدة لإقرارها، وبعد أن تصدر بقرار رسمي، فلم يعد من حاجة لعرضها على جمعيات عمومية. من هنا تعلن الروابط العودة إلى التدريس في الثانويات والمدارس والمعاهد اعتبارًا من صباح يوم الإثنين".

رد الفروع في الرابطة
بعد صدور هذا البيان قامت قائمة الأساتذة في كل لبنان على وسائل التواصل الخاصة بهم، وكالوا الشتائم بالهيئات الإدارية للروابط، معتبرين أن هذا البيان بيان عار لأن الهيئات الإدارية تهربت من الأساتذة ومن استفتاء رأيهم المعروف، وهو رفض ما حققته من مطالب. وحال الاعتراض لم يعم بين الأساتذة العاديين وحسب، بل امتد إلى روابط الأساتذة نفسها، ولا سيما رابطة التعليم الثانوي. وقد صدرت بيانات عن كل فروع الرابطة في لبنان، رفضت فيه تهريب قرار العودة إلى التعليم من دون العودة إلى أسس العمل النقابي واستفتاء الأساتذة.
واعتبر فرع عكار وفرع الشمال لرابطة التعليم الثانوي أن الإضراب مستمر حتى تحقيق المطالب، وأن أي قرار آخر يتخذ هو غير شرعي وغير قانوني، كما أنه عملية اغتيال جماعية للأساتذة، وبالتالي لكل القطاع التربوي. وطالب بعرض توصيات العودة إلى التدريس أو عدمها على الأساتذة، ويبنى على نتائج التصويت القرار، مع ضرورة فرز نتائج التصويت في الفروع بحضور المندوبين. وكذلك طالب فرع النبطية الهيئة الإدارية العودة إلى رأي الاساتذة عبر الجمعيات العمومية.

فرع جبل لبنان أصر على الاستمرار بالإضراب وعدم العودة. ودعا إلى عقد جمعيات عمومية في جميع الثانويات نهار الاثنين. وأهاب فرع بيروت بالهيئة الإداريّة العودة إلى رأي الأساتذة كونهم أصحاب القرار النهائي في إقرار العودة من عدمها، وذلك من خلال الدعوة إلى عقد مجلس مندوبين لتتوضّح خلاله المعطيات كافّة، وليتحمّل الجميع مسؤوليته، فيبنى على الشيء مقتضاه، ثمّ تتمّ الدعوة إلى عقد جمعيّات عمومية فيكون القرار تشاركيًّا منسجمًا مع مصلحة الأساتذة في تقرير مصيرهم.

بدوره اعتبر فرع بعلبك الهرمل أن الروابط تتآمر على الأساتذة، وتتعامل معهم بكيدية، مؤكداً أنه الهيئات الإدارية لا تؤتمن على مطالب الأساتذة، بعد أكثر من شهرين على انتفاضتهم في وجه كل أركان السلطة. وحذر من تخطي تلك الهيئات صلاحياتها وأصول العمل النقابي والنظام الداخلي للرابطة. ودعا إلى إجراء جمعيات عمومية واستفتاء الأساتذة بتوصيات واضحة حول التقديمات المزعومة التي حققتها الروابط. 

..وصولاً إلى الثانويات
إلى ذلك صدر عن نحو مئة ثانوية، من أصل نحو 264 ثانوية في لبنان، بيانات تدعو إلى الإضراب غد الإثنين، هذا فضلاً عن عشرات البيانات الموقعة من عشرات الأساتذة من كل لبنان، تدعو الهيئة الإدارية للرابطة إلى التزام أصول العمل النقابي، واستفتاء رأي الأساتذة. هذا ومن المتوقع ارتفاع عدد البيانات أيضاً.

المستقبل يرفض أيضاً
بدا واضحاً من بيانات الفروع في الرابطة أن تيار المستقبل رفض قرار الهيئة الإدارية. فرغم أن المستقبل ممثل بأربعة مندوبين في الهيئة الإدارية، إلا أن بيانات الفروع التي يسيطر عليها المستقبل في الشمال وعكار وبيروت تشي بأن قرار الهيئة الإدارية أتخذ من دون موافقة ممثلي "المستقبل". ما يعني أن حزب الله وحركة أمل والتقدمي الاشتراكي قرروا العودة إلى التعليم من دون استفتاء الأساتذة بصددها، خصوصاً أن حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، غير ممثلين في الرابطة.
وحيال قرار روابط المعلمين الذي تهرَّب من رأي الأساتذة، سيكون يوم غد الإثنين أول اختبار لمدى قدرة الروابط على تنفيذ قراراتها على الأرض. وكان أحد أعضاء الإدارية الحاليين علَّق لـ"المدن"، قائلاً إن الأمر ليس في اتخاذ القرار بل في كيفية تنفيذه. ولا قدرة للهيئة الإدارية على تنفيذ هكذا قرار عنوة.

إقالة الهيئة الإدارية
عضو الهيئة الإدارية السابقة والمدير الحالي لثانوية الدكوانة، سليمان جوهر، لفت إلى أن الأساتذة تخطوا الرابطة منذ 9 كانون الثاني وفرضوا الإضراب. وها هي الرابطة تعود لتتمكن من الأساتذة غداً الإثنين في السادس من آذار، وضربت حقوقهم في الصميم كما اعتادت على ضرب النظام الداخلي.

وقال: "رؤوس الرابطة أينعت وحان قطافها، لما اقترفته من موبقات بحق الأساتذة وعائلاتهم". و"دعا الأساتذة إلى رص الصفوف ومواجهة هذه الهيئة الإدارية بكل ما أوتي من قوة، وصولاً إلى خلعها من منصبها، لأنها دأبت على التفريط  بحقوق الأساتذة، منفذة أجندات أولياء أمرها كي لا نقول مشغليها، ولغايات معروفة لم تعد تخفى عن أحد، وليس مصلحة الأساتذة".

في السابق تمكنت الروابط من كسر إرادة الأساتذة وعدم الأخذ بتصويتهم في الجمعيات العمومية، وكانت النتيجة انتفاضة الأساتذة المستمرة منذ شهرين، كما يؤكد النقابي حسن مظلوم، والناظر في ثانوية أديب سليمان.
وأكد أن الرابطة بأحزابها الممثلة في الحكومة لم تحقق للأساتذة أي مطلب، بل ما حصل هو انخفاض قيمة التقديمات حتى عن مرحلة ما قبل الإضراب. وبالتالي، لم تعد الرابطة تمثل الأساتذة وما يعانونه. ولأنه لم يعد للأساتذة ما يخسرونه، سيواصلون انتفاضتهم، وذلك من خلال تنظيم اعتصامات في المناطق وفي بيروت غداً الإثنين، وذلك حتى إقالة الرابطة وانتخاب أخرى بديلة، تعيد للأساتذة حقوقهم. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها