السبت 2023/03/25

آخر تحديث: 11:47 (بيروت)

مبادرات تتصدى لأزمة النفايات: بدّل قمامتك بالمال والقسائم الشرائية

السبت 2023/03/25
مبادرات تتصدى لأزمة النفايات: بدّل قمامتك بالمال والقسائم الشرائية
في نهر ابراهيم مبادرة شبابية لجمع النفايات التي ترمى بالنهر (المدن)
increase حجم الخط decrease

يعاني لبنان منذ سنوات طويلة من أزمة النفايات التي تفاقمت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وهي تُعد واحدة من أخطر المشاكل البيئية التي تواجه البلاد. تعود أسباب الازمة إلى عدة عوامل، أبرزها عدم وجود خطط واضحة لإدارة النفايات، وعدم توفر مرافق لمعالجتها بشكل علمي صحيح؛ يضاف الى ذلك الإنهيار الإقتصادي في البلد وغياب التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص .

 تفاقم هذه الأزمة دفع عدداً من المواطنين إلى إطلاق مبادرات للتخفيف منها، مثل تأسيس شركات لإعادة تدوير النفايات.

قارب من النفايات
كريستوفر دكاش شاب عشريني من المتحمسين للحفاظ على البيئة. يقول "أنعمت الطبيعة علينا بالحياة، لذلك يجب الاهتمام بها". لذلك، أسس مشروع "Recycler" وبنى قارباً من النفايات لجمع النفايات.

يقول كريستوفر"كنت ورفاقي نرى نهر إبراهيم القريب من منزلي مليئاً بالنفايات وكان ذلك يزعجنا كثيراً. لذا تعاونا، ودمجت حبي للطبيعة بمجال دراستي للتكنولوجيا وصممت قارباً مصنوعاً من النفايات المعاد تدويرها. يعمل القارب على الطاقة الشمسية، ويجمع النفايات المرمية في النهر وهو مبرمج بأن يرسل رسالة نصية عندما يمتلئ لتفريغه".

يختم دكاش حديثه قائلا "ساهمت هذه المبادرة بتنظيف النهر والمحافظة على صحتنا وأيضا بفرز وبيع هذه النفايات لإعادة تدويرها".

المال مقابل نفاياتك
"تأسست شركة "Lebanon Waste Management" في العام 2019 كمحاولة للمساهمة في حل مشكلة النفايات. و"في العام 2022 قمنا بمبادرة الـ "درايف ثرو"Drive throw التي تهدف إلى تحويل القمامة إلى مال من خلال نافذة السيارة" يقول الناشط البيئي  ومؤسس الشركة بيار بعقليني".  يضيف" جاءت الفكرة من واقع رمي بعض المواطنين لنفاياتهم من نوافذ السيارات، من دون الاهتمام بالحفاظ على البيئة أو على ثقافة الفرز. لذا، فإن الحل الأمثل هو إلقاء النفايات في مصنعنا لتحويلها إلى أموال". وأشار لـ "المدن" أن بعض مستخدمي خدمة "درايف ثرو" يفضلون التبرع بالأموال الناتجة عن بيع القمامة لجمعيات خيرية محلية تدعم كبار السن وبنوك الطعام الخاصة بمرضى السرطان.

وختم بعقليني بالقول "إن ثقافة إعادة التدوير أصبحت أكثر انتشاراً في لبنان بعد أن كانت شبه معدومة"، مؤكداً أنه "تم شراء حوالي 316 طنا من النفايات من حوالي 5,400 مواطن من خلال أكثر من 11,500 عملية شراء.

النفايات قسائم شرائية
انطلقت مبادرة "Yalla Return" بأواخر الـ2021 لتشجيع الناس على فرز النفايات والاستفادة من الألومنيوم والبلاستيك القابلين لإعادة التدوير والاستخدام. تقول مديرة المنتج لين سراج لـ"المدن" أن "مبادرتها تهدف إلى تشجيع المواطنين على المشاركة في العملية البيئية والمساعدة في إدارة النفايات" وتشرح "يتم منح المواطنين نقاطًا تتوافق مع كمية النفايات التي يفرزونها، ويمكنهم تسجيل هذه النقاط عبر تطبيق على الهاتف المحمول أو من خلال بطاقة يتم تسليمها لهم من المركز. يمكنهم لاحقاً استبدال هذه النقاط بقسائم شرائية أو بالمال النقدي من المركز".
تضيف "غيّرت الأزمة الاقتصادية نظرة اللبنانيين تجاه النفايات، فبعدما كانت مجرد قمامة ترمى في المستوعبات، أصبحت مصدر رزق لكثير من المواطنين. لدينا ثلاثة أصناف من الزبائن، بعضهم يحبون المحافظة على البيئة، وبعضهم يرغبون في المساعدة والتبرع للجمعيات، وبعض الناس يرغبون بدخل مادي."

في ظل الأزمات التي يمر بها لبنان، ومع غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها وتهميشها الشان البيئي وثقافة الفرز وإعادة التدوير، يبقى الرهان على وعي المواطن لكي يساهم في الحدّ من ضرر النفايات وأزمتها وتحويلها إلى مصدر ربح يستفيد منه الأفراد والمجتمع.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها