الإثنين 2023/03/13

آخر تحديث: 14:25 (بيروت)

خطاب "السيد" استفزّ الأساتذة.. والقطاع الخاص ينضم للإضراب الثلاثاء

الإثنين 2023/03/13
خطاب "السيد" استفزّ الأساتذة.. والقطاع الخاص ينضم للإضراب الثلاثاء
تراهن وزارة التربية على تعب الأساتذة في ظل عدم وجود غطاء نقابي لهم (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
فيما يواصل أساتذة التعليم الرسمي إضرابهم، ولا سيما في التعليم الثانوي والمهني، ينضم إليهم أساتذة التعليم الخاص في إضراب تحذيري يوم غد الثلاثاء في 14 آذار.

الراتب أقل من 20 دولار
لا يعول نقيب المعلمين في القطاع الخاص، نعمة محفوظ، على الاجتماع الذي يرعاه وزير التربية عباس الحلبي مع إدارات المدارس لتحقيق مطالب المعلمين. وبالتالي، ستنفذ النقابة إضراباً تحذيرياً يوم غد الثلاثاء، كما أكد لـ"المدن". وأضاف أنه لا يمكن المضي بالتعليم في ظل عدم تطبيق قانون مساواة الأساتذة في الخاص مع الرسمي، بما يتعلق ببدل نقل يساوي خمسة ليترات بنزين باليوم. هذا فضلاً عن أن نحو عشرين بالمئة من المدارس الخاصة لا تدفع ولو دولاراً واحداً للأساتذة، في وقت باتت رواتبهم بالليرة اللبنانية أقل من عشرين دولاراً بالشهر. وكذلك يعاني الأساتذة الذين يتقاعدون من تلقي راتب تقاعدي يوازي نحو عشرين دولاراً بالشهر، يقول محفوظ.

لكن الإضراب لن يكون شاملاً في لبنان، كما أكدت مصادر اتحاد المؤسسات الخاصة لـ"المدن". فالمدارس المنضوية في الاتحاد أمنت لأساتذتها رواتب لائقة، ولن تقبل بأن يدفع طلابها ثمن تمنّع مدارس خاصة أخرى عن دعم الأساتذة. وبالتالي، سيقتصر الإضراب على المدارس الخاصة التي ترفض تحسين رواتب الأساتذة. ولذا، لن يلتزم بالإضراب الجزء الأكبر من المدارس الخاصة.

اعتصامات حاشدة في المناطق
في التعليم الرسمي يواصل أساتذة التعليم الثانوي والمهني، وجزئياً في التعليم الأساسي، الإضراب رفضاً لقرار الهيئات الإدارية للعودة إلى التعليم. لكن زخم الإضراب ازداد مع مطلع هذا الأسبوع بعكس توقعات الروابط بالعودة المتدرجة إلى التعليم. وقد انضم طلاب المدارس الرسمية إلى اعتصام الأساتذة، كما حصل اليوم في صيدا، حيث نظم الطلاب تظاهرة طلابية حاشدة في المدينة دعماً لأساتذتهم.

وعمت الاعتصامات التي نظمها الأساتذة المعارضون لقرار روابط المعلمين مختلف المناطق اللبنانية، ونظم الأساتذة اعتصاماً حاشداً في مدينة صور للمرة الأولى، شارك فيه أكثر من مئتي أستاذ. فقد أقفلت 13 ثانوية من أصل 16 في قضاء صور. وفتحت ثلاث ثانويات وبتعليم جزئي اقتصر على بعض الأساتذة ولا سيما المتعاقدين، يقول أساتذة لـ"المدن". 

وكذلك نظم الأساتذة اعتصاماً مركزياً حاشداً أمام وزارة التربية في بيروت، شارك فيه مئات الأساتذة مطالبين بإقالة الهيئات الإدارية للروابط، واعتصام آخر حاشد في طرابلس، رفضاً للعودة إلى التعليم. وفيما عم الإضراب مختلف ثانويات منطقة بعلبك-الهرمل، فتحت العديد من الثانويات أبوابها في جبل لبنان سواء للأعمال الإدارية أو للتعليم الجزئي، وذلك في ظل تمنع عدد كبير من الأساتذة عن التعليم.

أثر سلبي لخطاب السيد
الملفت في الاعتصامات الحاشدة اليوم أن مشاركة الأساتذة ارتفع بعد خطاب السيد حسن نصرالله، الذي دعا الأساتذة إلى العودة إلى التعليم. فالخطاب أحدث رد فعل عكسي في الشارع السني وفي المناطق المسيحية، وظهر ذلك في الاعتصام الحاشد في بيروت وفي طرابلس. وحتى أساتذة من مناصري حركة أمل شاركوا في الاعتصامات في بيروت وصور والنبطية، كما أكد أساتذة لـ"المدن"، وذلك تزامناً مع الخلافات القائمة بين مناصري الثنائي الشيعي، على منصات التواصل الاجتماعي.
ورغم أن جزءاً من الأساتذة الموالين لحزب الله رضخوا وعادوا إلى التعليم بعد خطاب السيد حسن نصرالله، إلا أن أساتذة من مناطق صور ومرجعيون والنبطية والضاحية الجنوبية أكدوا لـ"المدن"، أن الخطاب أثر على المنتمين إلى الحزب وليس جميعهم. حتى أن الأساتذة الذي يناصرون الحزب واصلوا الإضراب، وكان لسان حالهم أن دمهم للسيد، لكنهم يرفضون اقحامه في قضية نقابية تتعلق بحقوقهم بالعيش الكريم، ويتمنون عليه عدم الوقوف ضد الأساتذة بناء على معلومات مغلوطة ينقلها إليه المحيطين به.

عودة متدرجة
بخلاف رغبات الهيئات الإدارية لروابط المعلمين ووزارة التربية، ما زال العام الدراسي غير منتظم في القطاع الرسمي. أما رفع قيمة الحوافز بالدولار لمدراء المدارس بخمسين دولاراً بالشهر، بغية ممارسة ضغوطهم على الأساتذة، فكان أثرها غير مرئي قياساً بالاعتصامات الحاشدة التي نظمها الأساتذة اليوم. ورغم ذلك، يبقى رهان روابط المعلمين ووزارة التربية على تعب هؤلاء الأساتذة، في ظل عدم وجود غطاء نقابي لهم للإضراب، تقول المصادر. وتضيف، أن التوقعات تشير إلى عودة وانتظام التعليم في القطاع الرسمي بغضون نهاية الشهر الحالي. فمع نهاية شهر آذار يتبقى أمام الأساتذة 35 يوماً حضورياً لإنهاء العام الدراسي، وفق الجداول التي وزعتها وزارة التربية لعدد أيام التعليم في أشهر نيسان وأيار وحزيران. وهذا قد يدفع الجزء الأكبر من الأساتذة إلى العودة إلى التعليم لعدم خسارة الحوافز المالية بالدولار (125 دولاراً بالشهر). 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها