وكذلك نظم الأساتذة اعتصاماً مركزياً حاشداً أمام وزارة التربية في بيروت، شارك فيه مئات الأساتذة مطالبين بإقالة الهيئات الإدارية للروابط، واعتصام آخر حاشد في طرابلس، رفضاً للعودة إلى التعليم. وفيما عم الإضراب مختلف ثانويات منطقة بعلبك-الهرمل، فتحت العديد من الثانويات أبوابها في جبل لبنان سواء للأعمال الإدارية أو للتعليم الجزئي، وذلك في ظل تمنع عدد كبير من الأساتذة عن التعليم.
أثر سلبي لخطاب السيد
الملفت في الاعتصامات الحاشدة اليوم أن مشاركة الأساتذة ارتفع بعد خطاب السيد حسن نصرالله، الذي دعا الأساتذة إلى العودة إلى التعليم. فالخطاب أحدث رد فعل عكسي في الشارع السني وفي المناطق المسيحية، وظهر ذلك في الاعتصام الحاشد في بيروت وفي طرابلس. وحتى أساتذة من مناصري حركة أمل شاركوا في الاعتصامات في بيروت وصور والنبطية، كما أكد أساتذة لـ"المدن"، وذلك تزامناً مع الخلافات القائمة بين مناصري الثنائي الشيعي، على منصات التواصل الاجتماعي.
ورغم أن جزءاً من الأساتذة الموالين لحزب الله رضخوا وعادوا إلى التعليم بعد خطاب السيد حسن نصرالله، إلا أن أساتذة من مناطق صور ومرجعيون والنبطية والضاحية الجنوبية أكدوا لـ"المدن"، أن الخطاب أثر على المنتمين إلى الحزب وليس جميعهم. حتى أن الأساتذة الذي يناصرون الحزب واصلوا الإضراب، وكان لسان حالهم أن دمهم للسيد، لكنهم يرفضون اقحامه في قضية نقابية تتعلق بحقوقهم بالعيش الكريم، ويتمنون عليه عدم الوقوف ضد الأساتذة بناء على معلومات مغلوطة ينقلها إليه المحيطين به.
عودة متدرجة
بخلاف رغبات الهيئات الإدارية لروابط المعلمين ووزارة التربية، ما زال العام الدراسي غير منتظم في القطاع الرسمي. أما رفع قيمة الحوافز بالدولار لمدراء المدارس بخمسين دولاراً بالشهر، بغية ممارسة ضغوطهم على الأساتذة، فكان أثرها غير مرئي قياساً بالاعتصامات الحاشدة التي نظمها الأساتذة اليوم. ورغم ذلك، يبقى رهان روابط المعلمين ووزارة التربية على تعب هؤلاء الأساتذة، في ظل عدم وجود غطاء نقابي لهم للإضراب، تقول المصادر. وتضيف، أن التوقعات تشير إلى عودة وانتظام التعليم في القطاع الرسمي بغضون نهاية الشهر الحالي. فمع نهاية شهر آذار يتبقى أمام الأساتذة 35 يوماً حضورياً لإنهاء العام الدراسي، وفق الجداول التي وزعتها وزارة التربية لعدد أيام التعليم في أشهر نيسان وأيار وحزيران. وهذا قد يدفع الجزء الأكبر من الأساتذة إلى العودة إلى التعليم لعدم خسارة الحوافز المالية بالدولار (125 دولاراً بالشهر).
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها