الثلاثاء 2023/02/28

آخر تحديث: 12:39 (بيروت)

الأميركيون مقتنعون: فيروس كورونا تسرب من مختبر صيني

الثلاثاء 2023/02/28
الأميركيون مقتنعون: فيروس كورونا تسرب من مختبر صيني
التعرف إلى أصول الفيروس وكيفية انتقاله للإنسان يحظيان بأهمية بالغة لدى العلماء (Getty)
increase حجم الخط decrease

خلص تقريرٌ سري جديد حصلت عليه وزارة الطاقة الأميركية من مصادرٍ استخباراتية، إلى احتمال أن تكون جائحة كوفيد-19 قد نشأت على الأرجح نتيجة تسربٍ عرضي من مختبر في الصين، ليعيد هذا التقرير إشعال نقاشٍ مستمر في الأوساط السياسية والعلمية والاستخباراتية حول أصل الفيروس.

تسرب من مختبر!
بعد ثلاث سنوات من بداية الجائحة التي لا تزال تعطل بعض جوانب حياتنا اليومية، يعود تقرير وزارة الطاقة الأميركية إلى أواخر عام 2019، في ووهان بالصين، ليقول أن الفيروس تسرب من مختبرٍ هناك. وحسب مصدرين في وزارة الطاقة الأميركية، تم تقييم تقرير المخابرات بكونه يحظى بـ"ثقة منخفضة" في أن الفيروس التاجي قد تسرب عرضياً من مختبرٍ في ووهان.

يمكن لوكالات الاستخبارات إجراء تقييماتٍ بثقة منخفضة أو متوسطة أو عالية؛ ويعني تقييم الثقة المنخفض عموماً أن المعلومات التي تم الحصول عليها ليست موثوقةٍ بدرجةٍ كافية أو مجزأة للغاية لإصدار حكمٍ تحليليٍ دقيق أو أنه لا توجد معلوماتٍ كافية متاحة للتوصل إلى استنتاجٍ أكثر قوة.

ويأتي هذا التقرير ليعلن انضمام وزارة الطاقة الأميركية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي في القول إن الفيروس انتشر على الأرجح عبر حادثٍ عرضي. ووفق تقرير للاستخبارات الأميركية صدر عام 2021، لا تزال هناك 4 وكالات أخرى ترى أن الفيروس انتقل بشكلٍ طبيعي، واثنتان لم تحسما أمرهما بعد.

وقد اطلع على التقرير أبرز علماء الأحياء المشاركين في مشاريع مرتبطة بالحكومة الأميركية، والذين يتعاملون مع بحوث العلوم والتكنولوجيا الحيوية. وهو تقريرٌ مستقل عن تحليلٍ سابق أجرته مختبرات "لورانس ليفرمور" التابعة لوزارة الطاقة الأميركية، والذي أشار إلى تسربٍ عرضي محتمل في معهد "ووهان لعلم الفيروسات".

الديمقراطيون باتوا لا يعارضون الفكرة
هذه ليست المرة الأولى التي يُتطرق فيها لمسألة تسرب الفيروس من المختبر، فقد تم إغلاق تحقيقٍ أطلقته وزارة الخارجية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، سعى فيه إلى التحقيق فيما إذا كان برنامج الأسلحة البيولوجية الصيني يمكن أن يكون له دورٌ أكبر في أصل الوباء في ووهان.

واكتسبت نظرية التسرب في المختبر مزيداً من الجاذبية بمرور الوقت، خصوصاً بعد التقارير التي تفيد بأن مجتمع الاستخبارات وجد دليلاً على أن الباحثين في معهد "ووهان لعلم الفيروسات" أصيبوا بمرضٍ خطير وغامض في تشرين ثاني 2019، رغم عدم ذكر نوع الفيروس ومن دون التركيز على أي دليلٍ آخر يدعم هذا التقرير.

بحلول تموز 2021، اعتقد كبار مسؤولي إدارة بايدن الذين يشرفون على المراجعة الاستخباراتية لأصول الفيروس، أن نظرية التسرب المختبري تماثل بمصداقيتها احتمال ظهور الفيروس بشكلٍ طبيعي في البرية، وهو تحولٌ جذري عن عام 2020، عندما قلل الديمقراطيون علناً من أهمية هذه الفكرة.

المختبرات الوطنية تتحقق
هذا التقييم الاستخباراتي تم تقديمه إلى الكونغرس حيث كان الجمهوريون في الكابيتول هيل يضغطون لإجراء مزيدٍ من التحقيق في النظرية، بينما يتهمون إدارة بايدن بالتقليل من احتمالية حدوثها.

من جانبه، عبّر رئيس الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول عن سروره لأن وزارة الطاقة الأميركية توصلت أخيراً إلى النتيجة نفسها التي توصل إليها بنفسه سابقاً. وتوجه لإدارة بايدن بالقول "حان الوقت الآن لكي تنضم إدارة بايدن بأكملها إلى وزارة الطاقة، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وأغلبية الأميركيين من خلال استنتاج ما أخبرناكم به في البداية، بأن جائحة كورونا نتجت عن تسربٍ مختبري في ووهان بالصين".

وسُئل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن التقرير في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" يوم الأحد، فقال إن الرئيس بايدن "طلب على وجه التحديد" إدخال المختبرات الوطنية في التقييم "لأنه يريد وضع كل أداة قيد الاستخدام حتى يتمكن من تحديد ما حدث بدقة". لكنه أشار أيضاً إلى وجود "مجموعة متنوعة من الآراء في مجتمع الاستخبارات".

أضاف سوليفان "بعض عناصر مجتمع المخابرات توصلوا إلى استنتاجاتٍ حول تسرب الفيروس، فيما قال عدد منهم إنهم ليس لديهم معلوماتٍ كافية للتأكد من ذلك. إذا حصلنا على أي رؤية أو معلومات أخرى، فسنشاركها مع الكونغرس ومع الشعب الأميركي. في الوقت الحالي، لا توجد إجابة محددة ظهرت من مجتمع الاستخبارات بشأن هذا السؤال".

البحث لمنع الجائحة التالية
خلال مرحلة تفشي الفيروس، خرج باحثون آخرون بأدلةٍ تشير إلى سوق ووهان حيث تم بيع الحيوانات الحية كمركزٍ مبكر لتفشي المرض داعمين فكرة انتقال الفيروس من الخفافيش إلى البشر، إما بشكلٍ مباشر أو من خلال حيوانٍ مضيف. مع عدم تحديد أي مصدر حيواني مؤكد.

وكان التحقيق الاستخباراتي في أصول الفيروس، الذي أمر به الرئيس بايدن وتم إصداره في عام 2021، غير حاسمٍ إلى حدٍ كبير. وذكر الملخص الموجز أن مجتمع الاستخبارات "لا يزال منقسماً بشأن الأصل المحتمل لكورونا. لافتاً أن جميع الوكالات لديها فرضيتين معقولتين: "التعرض الطبيعي لحيوان مصاب وحادث مرتبط بالمختبر".

وقالت مجموعة خبراء من منظمة الصحة العالمية العام الماضي إن "أجزاء أساسية من البيانات" لشرح كيفية بدء الجائحة ما زالت مفقودة. وقد أغلقت المنظمة مؤخراً مرحلة جديدة من تحقيقها العلمي بسبب عدم تعاون الحكومة الصينية.

وتبقى الإشارة أن التعرف إلى أصول الفيروس وكيفية انتقاله للإنسان يحظيان بأهمية بالغة لدى العلماء، وحسب الدكتور ديفيد ريلمان، خبير الأمراض المعدية وعالم الأحياء الدقيقة بجامعة "ستانفورد"، فإن العثور على الإجابة يمكن أن يساعد في منع الجائحة التالية. مردفاً "نريد أن نعرف ما أدى إلى ذلك، لذلك نأمل أن نحاول منع حدوث شيءٍ مشابه في المستقبل".

يُذكر أنه في بعض الحالات، كما هي الحال مع فيروس الإيبولا، لم يتم تحديد المصدر الطبيعي الأصلي له مطلقاً، رغم مرور أكثر من 40 عاماً منذ ظهور أولى حالات الإصابة به.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها