خاضت الأحزاب السياسية معركة انتخابية "شرسة" في نقابة محامين بيروت، انتهت بفوز المحامي فادي المصري (المدعوم من حزب الكتائب اللبنانية) بمنصب نقيب المحامين بعد حصوله على ( 1973صوتًا) فيما حصل منافسه مرشح القوات اللبنانية عبده لحود (1950 صوتًا).
نسبة مرتفعة
في الأيام الماضية، توقعت نقابة المحامين بأن عدد المقترعين لن يتجاوز 4200 محام. اليوم، تبين فعليًا بأن نسبة المشاركة وصلت إلى 4780. وهي سابقة في تاريخ نقابة المحامين، وفقًا لكلام نقيب المحامين السابق، ناضر كسبار في حديثه لـ"المدن".
في ساعات الصباح، المشهد العام كان ضبابيًا، فهي المرة الأولى التي تتوسع فيها دائرة الخيارات إلى هذا الحد، فطغى التخبط على معظم المحامين واستمر حتى الساعة الأخيرة قبل إعلان نتائج الدورة الأولى. كان صعبًا حسم المعركة، فالتنافس استمر حتى اللحظات الأخيرة بين المرشحين.
توزعت الأصوات في الدورة الأولى على الشكل التالي، ليفوز في مركز العضوية كل من المحامين: لبيب حرفوش (2264 صوتًا)، عبده لحود (2031 صوتًا)، فادي مصري (1929 صوتًا)، إيلي قليموس (1869 صوتًا)، اسكندر إلياس (1843 صوتًا)، وجيه مسعد (1531 صوتًا) ألكسندر نجار حلّ عضوًا رديفًا (1528 صوتًا).
الأحزاب تنتصر
قبل أسبوع من تاريخ الانتخابات، رجحت عدة مصادر داخل نقابة المحامين بأن المعركة ستكون محصورة بين مجموعة مرشحين وهم: عبده لحود (مرشح القوات)، ألكسندر نجار (مستقل ومقرب من حزب الكتائب)، فادي المصري (مدعوم من حزب الكتائب)، اسكندر إلياس (مستقل). فيما كان مفاجئًا تراجع عدد من المحامين عن التصويت لصالح نجار الذي حلّ عضوًا رديفًا فقط.
ووفقًا للمعلومات التي جرى تداولها داخل قصر عدل بيروت، فإن عددًا لا يستهان به من المحامين "انقلبوا" على نجار في الساعات الأخيرة، ولم يحظ بالنسبة التي كان يتوقعها، على اعتبار أنه اقترح على نقابة المحامين التعديلات على آداب مهنة المحاماة ومناقبية المحامي، التي أثارت جدلًا واسعًا بين المحامين لناحية ضرورة حصولهم على إذنٍ مقابل الظهور الإعلامي، كما أنه كان وكيلًا قانونيًا لرجل الأعمال ميشال مكتف، الذي كان معروفًا بأنه كاتم أسرار المصارف.
دعم متنوع للكتائب
تمسكت الأحزاب السياسية بمرشحيها في الدورة الأولى ولم تدعم بعضها البعض، فيما ظهر واضحًا داخل قاعات قصرعدل بيروت بأن حزب الكتائب اللبنانية دعم بشكل مباشر المرشح فادي المصري، إذ جرى التداول بأن النائب نديم الجميل تمنّى على المحامين انتخاب المصري.
تبدّل المشهد في الدورة الثانية، وانقسمت الأحزاب السياسية بين المرشحين بشكل لافت. وتغيرت المعادلة بعد أسبوع كامل من توقع عدد كبير من المحامين بأن لحود هو المرشح الأوفر حظًا وسيحل نقيبًا للمحامين. المحامون المستقلون وجميع الداعمين لثورة 17 تشرين قرروا التصويت للمصري، التيار الوطني الحر فضّل الكتائب على القوات اللبنانية ونقل الأصوات لصالح المصري، وكذلك الحزب الاشتراكي جيّر الأصوات لصالح الكتائب، فيما كان لافتًا بأن الثنائي الشيعي فضّل الكتائب في الساعة الأخيرة على القوات. أما المرشح لحود فنال دعمًا من حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل. وبالرغم من ذلك أتى فارق الأصوات قليلاً بين المرشحين.
فاز المصري بمنصب النقيب، وأمام آلاف المحامين احتفل حزب الكتائب اللبنانية بفوز مرشحه، والصورة التي حظيت بإعجاب معظم المحامين هي لحظة اقتراب النائب نديم الجميل، والرئيس الأسبق أمين الجميل نحو المصري، ليعانقاه بدموعهما.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها