إلى هذه الانقسامات بين المتعاقدين، يضاف شرخ كبير بين المتعاقدين أنفسهم وأساتذة الملاك، يقول أساتذة لـ"المدن". ويتهمون رابطة الأساتذة الحالية بأنها عملت لمصلحة الأساتذة في الملاك وأمنت لهم بدلات الإنتاجية، فيما هم حرموا منها لقاء رفع أجر ساعاتهم ليصبح بين 800 ألف ومليون وأربعمئة ألف ليرة، حسب رتبة الأستاذ. وبدلات أتعابهم هذه تحصل كل سنتين مرة، ما يعني عدم قدرتهم على تأمين لقمة عيشهم. فيما كانوا ينتظرون بدلات الإنتاجية بالدولار، لأنها تدفع شهرياً وتمنحهم الحد الأدنى من الاستقرار الوظيفي.
التمييز بين أساتذة الملاك والمتعاقدين
ويشير أساتذة إلى تمييز فاضح بينهم وبين أساتذة الملاك، رغم أن الجامعة تقوم على أكتاف المتعاقدين الذين يشكلون ثمانين بالمئة من الهيئة التعليمية. ما يعني أن لا تعليم في الجامعة من دون المتعاقدين. ويقولون إنه كان على الرابطة الضغط على إدارة الجامعة لإبقاء بدلات الإنتاجية للمتعاقدين، وأن تكون مثلها مثل أساتذة الملاك، إضافة إلى رفع أجر الساعة، كي تكون بدلات أتعابهم موازية لنصف ما يتقاضاه أساتذة الملاك. فهم يعلّمون في الجامعة مثلهم مثل أساتذة الملاك، والفرق الوحيد بينهم هو التسمية. لا بل إن العديد منهم يعلّمون ساعات أكثر من أساتذة الملاك.
ويلفت الأساتذة إلى أن وعدهم بإقرار ملف التفرغ لا يحل مكان بدلات الإنتاجية. ففي حال أقر ملف التفرغ، وهو مستبعد في ظل رفض القوى المسيحية له، لن يفرّغ أكثر من ربع المتعاقدين. ويسألون: ماذا يفعل باقي الأساتذة غير المشمولين بالتفرغ، وكيف يعيشون؟
خطايا رابطة الأساتذة
ويقول أساتذة في مجلس المندوبين لرابطة الأساتذة أن الهيئة التنفيذية للرابطة أخطأت بعدم احتضان المتعاقدين وعدم المطالبة بمنحهم الحقوق عينها لأساتذة الملاك لناحية بدلات الإنتاجية. كان من الأفضل دعوة الأساتذة المتعاقدين لانتخاب ممثلين عنهم، لدعوتهم لحضور اجتماعات الهيئة التنفيذية لتنسيق الخطوات معهم في سبيل تنفيذ مطالبهم.
ويسأل أحد الأساتذة المشككين بطريقة عمل الرابطة الحالية: كيف لنقابي يحتل منصباً رفيعاً في رابطة الأساتذة أن يكون في الوقت عينه محامياً لشركة طيران الشرق الأوسط؟ فهذه الشركة حرمت الجامعة من مبلغ 50 مليون دولار كانت بأمس الحاجة لها، وكان بإمكان الجامعة دعم جميع الأساتذة ببدلات إنتاجية أيضاً. بمعنى آخر، لا يمكن لهذا النقابي ادعاء الدفاع عن الجامعة وأستاذها، فيما هو محام للشركة التي حرمت الجامعة من أموال فحوص كورونا، ولا تريد تنفيذ القرار القضائي بهذا الشأن.
حلول خلّاقة لملف التفرغ
أما حول ملف التفرغ الموعود، فيقول أحد المتابعين له أن هناك طريقة خلّاقة يعمل عليها حالياً ترضي جميع الأساتذة المستحقين، رافضة الكشف عن تفاصيلها قبل أن تنضج. لكن يشكك أساتذة في كيفية إدارة هذا الملف ورسوه على بر الأمان. فعدد الأساتذة المتعاقدين من الطوائف المسلمة طاغياً، ولا سيما من الطائفة الشيعية. والمسيحيون لن يقبلوا بملف تفرغ غير قائم على المناصفة مع المسلمين، أو غير "متوازن"، كما يقال في أروقة الجامعة، كلغة تخفيفية، لهذه المأساة التي تعاني منها "جامعة الوطن". لكن الحجة المقابلة لهذه "المعضلة المسيحية" في الجامعة أن لا ذنب ارتكبه الأساتذة المستحقون من الطائفية الشيعية، لأن طائفتهم تشكل الأغلبية في الهيئة التعليمية. ويقول أحد أساتذة الفرع الثاني، المصنف مسيحياً: ما ذنب الشيعة إذا كان النقص في الفرع الثاني سيغطى بأستاذ متعاقد من الطائفية الشيعية يعلم في هذا الفرع، أو لا يوجد أستاذ مسيحي لتغطية هذا النقص؟
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها