الثلاثاء 2023/01/24

آخر تحديث: 11:35 (بيروت)

كرة السلة اللبنانية: أهداف النساء في رياضة التمييز والانهيار

الثلاثاء 2023/01/24
كرة السلة اللبنانية: أهداف النساء في رياضة التمييز والانهيار
بالكاد تستطيع اللاعبات الإناث تأمين دخل من احترافهن الرياضي (Getty)
increase حجم الخط decrease

"سنة 1998 اتجهتُ إلى الرياضة عندما كنت مراهقة، وخُيرت بين الرياضة أو أخذ منحى تجاه نشاطات أقل منفعة"، تحكي منى مخزوم عن بداية رحلتها مع كرة السلة لـ"المدن". "ثم تنقلت بين فرق عدة، حتى نصحني مدرب بالانضمام إلى فريق الشياح سنة 2013 الذي كان أعيد تأسيسه من جديد"، تكمل منى.

"تكمن أهمية النادي أنه تأسس في منطقة استراتيجية كثيرة السكان استقطبت أهالي المناطق المجاورة، حيث لا يوجد نوادٍ أو مرافق يمضي بها الشباب وقتهم. كان الهدف من تأسيس النادي حث الشباب على الرياضة كيلا يذهبوا بمنحى آخر"، تشرح منى عن نادي الشياح الرياضي.

ملعب الشياح
سنة 2013، اشترت بلدية الشياح أرضاً بنت عليها مبنى يضم نادياً رياضياً ومسرحاً ودار سينما. وتركت  حيزا ليتدرب فريق كرة سلة خاص بالشياح. سمحت هذه الخطوة بتوفير ملعب للنادي. وهي خطوة مهمة نحو تقليص مصاريف النادي. اذ أنه ليس مجبراً على دفع مبلغ طائل كل شهر مقابل إيجار أرض، طالما أنه لا يمتلك ملعباً خاصاً به، عكس النوادي الكبيرة هائلة التمويل.

كما كل النوادي، أسس نادي الشياح فريقاً للذكور ثم آخر للأناث. لكن طبعاً، غالبا ما يهتم الممولون بفريق الذكور أكثر، كما يحصل مع جميع النوادي، مما يؤدي إلى ارتفاع رواتب اللاعبين الذكور مقارنة بتلك المعطاة للإناث، ويسمح للفريق بالتقدم بشكل أسرع نحو الفوز ببطولة لبنان السنوية لكرة السلة. تقول منى في هذا الحيال: "هناك صورة عامة عن أن العمل مع الذكور أسهل. تفضلهم الشركات لأنهم معروفين أكثر ويحبهم الجمهور".

كما يفرض هذا التفضيل التمويلي صعوبات اقتصادية جمة على فرق الإناث، ويقلل من إمكانية تفوقهن في عالم الرياضة. إذ يجبرن على إيجاد عمل بدوام كامل إضافة إلى عملهن بالرياضة فيصبح العمل الرياضي دخلاً ثانوياً يستثمرن فيه وقتاً وجهداً أقل. أو قد لا يشكل دخلاً بتاتاً. كما تساهم النظرة التقليدية المهيمنة على بعض المناطق اللبنانية والعربية إلى تفضيل الرجال على النساء في عالم الرياضة، مما يحد من فرص النساء بالوصول إلى الممولين، لأن الرجال بالرياضة يحظون باهتمام جماهيري أكبر.

الصعود إلى الدرجة الأولى
"نحن فقط 10 لاعبات في الفريق بينما يجب أن نكون 15: تلعب 12 منا وتبقى ثلاث لاعبات للتبديل كي يرتحن اللاعبات وقت المباراة. لكن بسبب شح الموارد المالية نضطر إلى اللعب طوال المباراة بنقص قدره لاعبتين وبلا أخذ استراحة من اللعب بتاتاً. وهو يؤدي إلى ضغط وتعب لا تواجهه الفرق التي تحظى باهتمام الممولين، وهي غالباً فرق الذكور"، تخبرنا منى عن صعوبة اللعب بظل غياب اهتمام الممولين وسط الأزمة الاقتصادية اللبنانية الخانقة.

الجدير بالذكر أن الفريق النسائي لنادي الشياح ربح بطولة لبنان لكرة السلة مرتين رغم الغياب شبه التام للتمويل. أحرز الفريق الفوز الأول سنة 2016 عندما ترقى من الدرجة الثالثة إلى الثانية. ثم أحرز الفوز الثاني في تشرين الثاني عام 2022. بالفوز الأخير، تمكن الفريق من الترقي إلى الدرجة الأولى التي تضم أفضل الفرق اللبنانية وأكثرها شهرة واحترافية.

تضم الفئة الأولى عشرة فرق تتنافس فيما بينها على أرض الملعب. كل سنة، تحسم نتائج المباريات من سيبقى بالدرجة الأولى ومن تسقط رتبته. من المفترض أن تنعكس درجة الفريق على رواتب اللاعبين. قبل الأزمة، وصلت رواتب لاعبي لبنان الأشهر إلى 10,000$ شهرياً في نواد تبلغ ميزانيتها السنوية 400,000$. أما الآن فيبلغ أقصى راتب 1,000$ تقريباً بفرق شاسع بين رواتب اللاعبين واللاعبات اللواتي قد لا يتقاضين شيئاً أو يتقاضين بدل مواصلات أو قد يصل راتبهن إلى 400$ بأفضل الحالات.  

الميزانية الشحيحة
اليوم، تترك الفرق الرياضية، النسائية والذكورية، وحدها، لتصارع الأزمة الاقتصادية وسط غياب شبه تام لوزارة الشباب والرياضة، التي تعاني شحاً هائلاً وتهميشاً اقتصادياً مقارنة بحقائب "سيادية" أخرى.

حسب مبادرة غربال، بلغت ميزانية الوزارة سابقاً، ما يقارب 15.5 مليار ليرة أي ما يقارب 10.3 مليون دولار. تدنت هذه الميزانية إلى ما يقارب 12.5 مليار ليرة سنة 2020 وسط تقلب سعر الصرف. وهو مبلغ شكل فقط 0.06% من ميزانية الدولة آنذاك.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها