الجمعة 2022/09/23

آخر تحديث: 01:16 (بيروت)

فاجعة "قوارب الموت" تضرب طرابلس وعكار مجدداً.. الضحايا بالعشرات

الجمعة 2022/09/23
فاجعة "قوارب الموت" تضرب طرابلس وعكار مجدداً.. الضحايا بالعشرات
انطلق القارب قبل يومين فجرًا من شواطئ المنية (Getty)
increase حجم الخط decrease

تلقى أبناء طرابلس وعكار نبأ غرق قارب الهجرة غير النظامية بالقرب أرواد في طرطوس السورية، ليل الخميس، بحزن وغضب شديدين، بعدما تبين أن عددًا من ضحاياه يتحدرون منهما، لقوا حتفهم غرقًا، ناهيك عن مفقودين مجهولي المصير.  

ومنذ تواتر الأخبار والصور والفيديوهات عن غرق القارب الذي يحمل لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، قبالة ساحل طرطوس السوري، وكان ينوي التوجه إلى قبرص -وفق أقوال بعض الناجين- بدأ أهالي الهاربين بالقوارب يبحثون إن كان لهم أبناء وأقارب فيه. 

وحسب معلومات "المدن"، فإن الضحايا اللبنانيين بينهم نساء وأطفال، لقوا حتفهم غرقًا، وفق ما تبين حتى الآن، هم: نحو 4 أفراد من عائلة المانع من منطقة القبة، نحو 3 أفراد من آل المستو من باب الرمل، ناهيك عن امرأة مفقودة مع 4 من أولادها، بينما نجا زوجها وسام تلاوي، وهو عامل نظافة في شركة "لافجيت" في طرابلس، يقبع حاليًا في إحدى مستشفيات طرطوس من سكان باب التبانة وأصولهم من عكار.  

وفي اتصال مع "المدن"، يقول أحمد، شقيق وسام، بصوت مختنق: "استيقظنا قبل يومين على خبر هروبهم بالبحر. سبق أن حاول شقيقي الهرب نحو إيطاليا بالبحر مع عائلته لكن الجيش أحبط الرحلة قبل أشهر. بقي مصرًا على خيار الهرب، ولا نعلم كيف دبّر ثمن الرحلة للمهربين، لأنه فقير ولا يملك شيئًا وكان بحالة يأس كبيرة من وضعه، وعجزه عن توفير حاجات أطفاله". 

وترددت في أجواء طرابلس أصداء إطلاق الرصاص بالهواء، ومصدرها باب التبانة، على خلفية غرق القارب، وهو واحد من العشرات القوارب التي تشق البحر بوتيرة شبه يومية للهرب برحلات غير آمنة، وخطر الموت فيها حاضر جدًا.  
ويشهد ليلاً مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطيين تجمعاً للأهالي بعدما تبين وجود عدد من أبنائهم على متن القارب الغارق.

وفيما يخشى الأهالي من تصاعد عداد المفقودين والضحايا من طرابلس وعكار، تتحدث المعلومات عن إلقاء مخابرات الجيش القبض على اثنين من المتورطين بهجرة هذا القارب من مهربين وسماسرة.  

ولم يعرف بعد العدد النهائي لركاب القارب، وسط شهادات منقولة عن ناجين تقول أنه كان يحمل نحو 150 مهاجراً. وترجح المعطيات أن يكون غرقه ناتج عن الرياح والأمواج ولعدم امتلاكه الحد الأدنى من مقومات الأمان والسلامة. 

وفي آخر تحديث لأرقامها، أفادت وزارة الصحة السورية بأن 34 شخصاً لقوا حتفهم إثر غرق زورق كان يقلهم قبالة سواحل مدينة طرطوس، وأنه جرى إنقاذ نحو 20 آخرين.  

وانطلق القارب قبل يومين فجرًا من شواطئ المنية، مقابل أثمان كبيرة بالدولار دفعها المهاجرون لمنظمي الرحلة من مهربين وسماسرة. وتشير معلومات خاصة بـ"المدن" أن عددًا كبيرًا من مهاجري هذا القارب يحملون الجنسية السورية، دخلوا خلسة من الداخل السوري للهرب عبر شمال لبنان. 

وتذكر هذه القصة المأساوية التي لم تتضح كامل خيوطها ولم تظهر الحصيلة النهائية لضحاياها، بقصة "قارب الموت" الذي غرق في نيسان الفائت قبالة شواطئ طرابلس، وفيه ما لا يقل عن 33 مفقودًا، تعذر انتشالهم عبر الغواصة الهندية وسط ظروف غامضة.  

وفيما تستمر عمليات البحث عن المفقودين، يطرح مراقبون التساؤلات حول الخلفيات السياسية لهذه الرحلات، التي تتجاوز معضلتها كأحد نتائج الانهيار الاقتصادي والفقر المدقع. إذ يبدو أن خلفها شبكة واسعة من "المستفيدين" سياسيًا وأمنيًا بالاتجار بأرواح الناس ومآسيهم.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها