السبت 2022/07/23

آخر تحديث: 17:29 (بيروت)

عنف جسدي ولفظي بحضانات الأطفال: قضية "الآنسة إقبال جمعة"

السبت 2022/07/23
عنف جسدي ولفظي بحضانات الأطفال: قضية "الآنسة إقبال جمعة"
حضانة أطفال في لبنان- الصورة لا علاقة لها بالتقرير (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
تتوزع دور الحضانة في لبنان على مناطقه، وهي تعنى بالأطفال حديثي الولادة حتى الخامسة من أعمارهم. وتتفاوت الخدمات فيها وتكاليفها الشهرية تبعاً لنوع هذه الخدمات. وكغيرها من المراكز تأثرت بعض الحضانات بالأزمة الاقتصادية، فتقلصت خدماتها وازدادت تكاليفها الشهرية. وطالبت معظم الحضانات بتحصيل أقساطها الشهرية بالدولار، تماشياً مع الانهيار الاقتصادي. وأدت الظروف المادية وتداعياتها على الموظفين إلى نشوب مشاكل عدة بينهم وبين إدارة الحضانات.

ملابسات الحادثة
تداول رواد التواصل الاجتماعي، مساء الجمعة 22 حزيران الماضي، مقطعاً صوتياً نشرته المحامية نادين عماد حسون، ونسب إلى مديرة حضانة "الآنسة إقبال جمعة". وتظهر جمعة في المقطع الصوتي وهي تطلب مساعدة بعض المعلمات في الحضانة لاستدراج والدة أحد الأطفال إلى الحضانة لضربها والاعتداء عليها، لأنها اشتكت من معاملة الحضانة طفلها معاملة سيئة. وتضيف المديرة في المقطع الصوتي أنها تريد تعاون المعلمات معها لإخراج الوالدة من الحضانة في حالة يرثى لها. وأكدت جمعة أنها ستصور ذلك لنشره، واتهام والدة الطفل المشتكية بأنها افتعلت مشكلة مع الإدارة. لتقوم بعدها باستعمال نفوذها ومعارفها لدى جهات أمنية لإثبات التهمة على المرأة المشتكية.

وقد تكون المشاكل الواقعة بين جمعة والأم التي أتت إلى لبنان في إجازة قصيرة، مادية ومالية. وانتشر المقطع الصوتي بعد أن علمت والدة الطفلة عن طريق إحدى معلمات الحضانة أن طفلتها البالغة من عمرها عامين، وتعاني من حالة نفسية خاصة وبحاجة إلى اهتمام معين من المعلمات، تتعرض في الحضانة للتعنيف من قبل معلمة أخرى. وتربط على كرسي عند بكائها بهدف إسكاتها.
وحسب الأم فإنها اتجهت إلى إدارة الحضانة لمعرفة التفاصيل الحقيقية. وبعد جدال مع المديرة جمعة، اعترفت الأخيرة أن بعض المعلمات تُجلسن الأطفال في كراسي الأكل لإسكاتهم. وهذه طريقة معتمدة للحفاظ على الهدوء. وانهت حديثها معها قائلة: "اللي عندو اعتراض يبلط البحر".

شهادات الأهالي
وحسب مصادر "المدن"، فإن إحدى الامهات سجلت طفلها في الحضانة، ولاحظت بعد فترة قصيرة شدة بكاء طفلها عند عودته من الحضانة بلا أسباب واضحة. فذهبت إلى الإدارة للاستفسار. ففوجئت برد المديرة التي استخدمت ألفاظاً سيئة، قائلةً للوالدة: "طفلك غبي ولا يتفاعل مع المعلمات".

وهناك حالة ثانية: أخبرت طفلة والدتها أنها تتعرض للضرب يومياً من ابن مديرة الحضانة، التي أنكرت التهمة، مؤكدة أن الضرب ممنوع في الحضانة. وشاهدت الأم مصادفة فيديو يبين أن طفلها يتعرض للضرب، فواجهت المديرة بهذا الفيديو.

والحالة الثالثة التي تقصتها "المدن"، هي رواية إحدى الأمهات التي يعاني طفلها من حركة زائدة. وقد أرسلت الإدارة للأهالي مقاطع مصورة للاطفال خلال رحلاتهم خارج الحضانة. فانتبهت الأم أن المعلمة تتعاطى مع ابنها بطريقة غير لائقة. ولما راجعت الأم مديرة الحضانة السيدة جمعة، دافعت عن المعلمة معتبرة أن حقها يخولها ضبط الأطفال. وتابعت قائلة إنها ستمنع الطفل من المشاركة في الرحلات خارج الحضانة بسبب حركته الزائدة. وبعد جدال طويل أصرت الوالدة على انهاء التعاون مع الحضانة وطالبت بالأقساط التي دفعتها، فرفضت المديرة حتى تدخل الزوج وحصل على المبلغ.

هناك شهادات أخرى دافعت عن الحضانة وإدارتها، واعتبرت أن هذه التهم غير صحيحة. ومن بينها تأكيد والدة طفلة تعاني من التوحد، أن تعامل الحضانة مع ابنها حسن ولا تشوبه شائبة. ولم تجد أي مشكلة في سلوك المعلمات مع الأطفال. وتؤكد شهادة أم أخرى، أنها سجلت طفلها في "الكولوني" في الصيف ولم يعانِ من أي مشكلة.

قضية رأي عام
وفي حديث "المدن" مع المحامية نادين عماد حسون، أشارت إلى أن هذا الموضوع أثار ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنها تقصدت نشر المعطيات وفق القانون، بهدف تحويل القضية إلى قضية رأي عام. ووصلت القضية إلى النائب العام الاستئنافي في النبطية القاضي رمزي فرحات، الذي طلب من حسون التوجه إلى مخفر النبطية وفتح محضر.
واستمع عناصر المخفر إلى إفادة الأم والشاهدة (المعلمة) صباح يوم اليوم السبت 23 تموز. وبدورها ادعت الأنسة اقبال جمعة على والدة الطفلة بتهمة القدح والذم والتشهير، وبعد مواجهة المرأتين وأخذ افادتهما ختم التحقيق وأحيل الملف إلى النيابة العامة في النبطية لتحويله إلى القضاء المختص.

رد مديرة الحضانة
وفي اتصال هاتفي مع الأنسة إقبال جمعة، أكدت أن كل هذه الأخبار كاذبة ولا تمت إلى الحقيقة بصلة. وأن إدارة الحضانة تستنكر هذه الروايات والشائعات الكاذبة. وتابعت: "لا وجود للعنف أو الضرب في الحضانة. والكراسي الموجودة هي للكبار، ويطلب من الأهالي إحضار كراسي أطفالهم معهم. والمشكلة كلها أن المعلمة التي أخبرت الأهالي أن أطفالهم يتعرضون للعنف في الحضانة من معلمة أخرى، سببها الغيرة بينهما لارتفاع راتب إحداهما عن الأخرى".

وقالت جمعة أنها تقدمت ضد الوالدة بدعوى "تشهير، قدح وذم، وتهديد بقتل معلمة متهمة زوراً بتعنيف الأطفال". وعن المقطع الصوتي الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، دافعت عن نفسها قائلةً: "يبدو واضحاً أنني كنت أضحك ولست جدية في هذا الموضوع. ولكنني من باب الدفاع عن نفسي بعد تهديد والدة الطفلة بقتل المعلمة واقتلاع عينيها، أرسلت هذه الرسالة الصوتية لمسؤولة الاستقبال في المدرسة، خوفاً من هجوم الوالدة على الحضانة والاعتداء علينا".   

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها