الجمعة 2022/07/15

آخر تحديث: 11:59 (بيروت)

قطر طريقُ إسبانيا إلى النعيم المفقود

الجمعة 2022/07/15
قطر طريقُ إسبانيا إلى النعيم المفقود
انتهت مرحلة الـ"تيكي تاكا" وبدأت اسبانيا بجيل جديد (Getty)
increase حجم الخط decrease
قطفت إسبانيا ثمار أفضل دوري في أوروبا بانتزاع كأس العالم في 2010 بجنوب إفريقيا، في أفضل فترات العصر الذهبي لقطبي الكرة برشلونة وريال مدريد (ضمن المنتخب ثمانية لاعبين من الأوّل وخمسة من الثاني). آنذاك، نقل أندرياس إنييستا منتخب "لا روخا" إلى النعيم، وكان العنوان العريض لهذا الفوز بالمونديال للمرة الأولى: "إسبانيا فازت، العدالة انتصرت".

نهاية عيد إنييستا ونهاية "التيكي تاكا"
ولكن نعيم 2010 تحوّل إلى جحيم في 2014 بالبرازيل، فودّع أبطال العالم من الدور الأوّل بثلاث نقاط من فوز واحد (على أستراليا) وخسارتين من هولندا 1-5 وتشيلي صفر-2 لتكشف عن دفاع هزيل: سبعة أهداف في مباراتين، بينما لم يدخل مرماهم سوى ستة أهداف في ثلاث بطولات كبرى سابقة!

الجحيم كان أيضاً بانتظار الإسبان في المونديال الأخير بروسيا 2018، ولكن بدرجة أقل كلفة حيث الفشل للمرة الثالثة على التوالي في تحقيق الفوز في المباراة الأولى، فكان التعادل أمام البرتغال ورونالدو 3-3 وفوز على إيران بهدف يتيم وتعادل مع المغرب بهدفين لهدفين. وكان الخروج هذه المرة من ثمن النهائي أمام المنتخب الروسي بالركلات الترجيحية بعد التعادل الإيجابي.

المونديال الأخير دفن مرحلة إنييستا فكان المانشيت الشهير: "لا فييستا" مع إنييستا.. أي لا عيد! كما دفنت مرحلة "تيكي تاكا" إلى الأبد، بعدما شبع أسلوب التمرير القصير من اجترار نفسه (1029 تمريرة في 120 دقيقة!).

لقد أصبح الأمر مختلفاً عشية مونديال قطر، مع المدرب لويس أنريكه، الذي حضّر فريقاً شاباً على غرار النفضة التي أحدثها نادي برشلونة بعد رحيل ميسي إلى باريس، وعلى الخطى ذاتها التي كوّنت الجيل السابق مع إنييستا وميسي وتشافي هرنانديز، وتترواح أعمار التشكيلة الجديدة بين 17 و21 عاماً، ولا تضم سوى عناصر معدودة من المخضرمين، أمثال بوسكيتس وخوردي ألبا وموراتا.

جوهرة كاتالونيا على خطى الجوهرة السوداء
ومع هذا الأمر المختلف، سيقدم منتخب "لا روخا" لاعباً جديداً مختلفاً، يتوقع أن يكون من أبرز اكتشافات مونديال قطر هو العبقري غافي (بابلو مارتين بايس غافيريا) أحد النجوم الصاعدين الطامحين لقيادة منتخب اسبانيا ونادي برشلونة في السنوات المقبلة، وهو يشكّل ثنائي خط الوسط في برشلونة مع بيدري الذي توج أفضل لاعب شاب الموسم الماضي، الذي نال فيه ميسي الكرة الذهبية، وكان بدأ مع برشلونة في سن الـ17 وعمره الآن 18 عاماً، وشارك في 34 مباراة من 38 ممكنة.

غافي أصغر لاعب يرتدي قميص بلاده في سن الـ17 عاماً و62 يوماً، وذلك خلال مباراة اسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية أمام إيطاليا 2-1 محطماً رقماً عمره قرن كان يحمله أنخل سوبينيا ريدوندو (17 عاماً و248 يوماً).

"جوهرة كاتالونيا" التي ستضيء سماء مونديال قطر، سيصبح ثالث أصغر لاعب في العالم يلعب بنهائيات المونديال، بعد "الجوهرة السوداء" البرازيلي بيليه الذي لعب موندياله الأوّل في سن الـ17 عاماً والفرنسي كيليان مبابي الذي بات ثاني أصغر لاعب يفوز بالمونديال (2018) في سن التاسعة عشرة.

وعلى ملعب إيدن بارك أرينا في براغ، أمام تشيكيا وفي سن الـ17 و304 أيام بات غافي أصغر هداف في تاريخ بلاده بتسجيله هدف التعادل 1-1 (انتهت المباراة 2-2) محطماً بفارق 7 أيام رقم زميله في برشلونة أنسو فاتي الذي حقق هذا الانجاز في 6 أيلول/سبتمبر 2020 أمام أوكرانيا 4-صفر، وسيبلغ غافي الثامنة عشرة في 5 آب/أغسطس المقبل، وهذا اللاعب الواعد بمستقبل باهر الذي ينتهي عقده مع برشلونة في حزيران/يونيو 2023، حرق المراحل مع "لا روخا" من دون المرور في منتخب 21 عاماً متألقاً في المباريات الثلاث في دوري الأمم الأوروبية الحالي، وقد سيطر على الملعب في مواجهة البرتغال ورونالدو.

وريث ميسي في برشلونة وجناح مدريد
إلى جانب غافي، يبرز أنسو فاتي، وهو من الأسماء العائدة بعدما غاب معظم فترات الموسم بسبب الاصابة، علماً انه ظفر بقميص ميسي في برشلونة الرقم 10، وقد شارك في 10 مباريات بالليغا وسجل أربعة أهداف ومرر كرة حاسمة، ولعب ثلاث مباريات في دوري الأبطال وسجل هدفاً، كما سجل هدفاً في نهائي السوبر الإسباني.

ومن العائدين أيضاً بعد الإصابة جناح ريال مدريد ماركو أسنسيو الذي استدعاه أنريكه في أولى جولات دوري الأمم الاوروبية، وكان المدرب مصيباً إذ سجل 10 أهداف في 31 مباراة في الليغا. كما كانت عودة تياغو مستحقة بعد موسم قوي مع ليفربول، مع التتويج بلقبي كأس رابطة الأندية المحترفة والكأس، ووصوله إلى نهائي دوري الأبطال والمنافسة على بطولة الدوري حتّى الجولة الأخيرة.

ومع هذه الكتيبة الشابة تحمل اسبانيا شعار العيش من جديد في نعيم كأس العالم المفقود منذ مونديال 2010، متفائلة بانتقالها إلى قطر من صدارة مجموعتها بـ19 نقطة بفارق أربع نقاط عن السويد، التي أسقطتها لأوّل مرة موقفة سلسلة من 28 مباراة بلا خسارة.

ولكن لا يجب أن نكثر من التفاؤل، فاسبانيا وصيفة النسخة السابقة من دوري الأمم الاوروبية، لم تحقق في النسخة الحالية سوى فوز على التشيك مع خسارة أمام سويسرا وتعادلين، كما لا ننسى وجود ألمانيا في مجموعتها الخامسة بمونديال قطر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها