بدورها أنشأت مدرسة "الإليزيه" صندوق دعمٍ وطلبت من الأهالي دفع مبلغ نقدي يتراوح بين 200 و400 دولار عن الطالب الواحد، مع امكانية تقسيط هذا المبلغ على دفعات، تاركةً لهم حرية إختيار الطريقة التي تناسبهم.
أما ثانوية الحريري الثانية فتراوح قسطها السنوي بين 19 مليون ليرة و28 مليون ليرة. وطلبت من الأهالي دعماً استثنائياً يبدأ من 350 دولار ويصل إلى 450 دولار نقداً.
وكذلك مدرسة القلبين الأقدسيين حددت مبلغا نقدياً تراوح بين 600 و800 دولار للطالب الواحد. أما القسط السنوي فتراوح بين 9 مليون و350 ألف و12 مليون و300 ألف ليرة.
اعتراض الأهالي
إلى ذلك يتراوح رسم التسجيل في عدد من المدارس بين 100 و150 دولار، لقاء التأمين ضد الحوادث داخل المدرسة، وثمن القرطاسية والمنصة الإلكترونية.
اعترض أولياء الطلاب على جدول الأقساط الجديد، ورفعوا الصوت مطالبين الإدارات إلغاء القرار، خصوصاً في ظل انفلات سعر الصرف. لكن الإدارات أكدت تمسكها بقراراتها، متذرعة بأنها تضمن حق المدرسة وموظفيها، والحفاظ على المستوى التربوي الجيد للمدرسة.
يشار إلى أن مصادر معنية أكدت لـ"المدن" أن "رواتب الأساتذة لم تعدل خلال هذين العامين إلا بنسبة بسيطة جداً". وقد طالب العديد منهم رفع رواتبهم وتحديد نسبة من الرواتب بالدولار الأميركي أو ربطها بما يتناسب مع سعر الصرف في السوق، ألا أن المدارس رفضت متذرعة بالخسائر التي تكبدتها خلال الأزمة.
قلق الأهالي
هذا الواقع، دفع بلجان الأهل الى الخوف من خسارة الطلاب العام الدراسي المقبل، خصوصاً أن أوضاع الأهالي الاقتصادية لا تسمح لهم بدفع تلك المبلغ الباهظة، وتحديداً للعائلات المؤلفة من 4 أو 5 أولاد. هذا فضلاً عن أن قسماً كبيراً من الأهالي يعمل في القطاع العام أو السلك العسكري، وبالتالي يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية، التي لا تتعدى خمسة ملايين ليرة شهرياً. وهم عاجزون عن تسديد تلك الأقساط، هذا من دون احتساب التكاليف الإضافية للزي المدرسي والكتب والقرطاسية، مما يدفعهم إلى نقل أولادهم إلى المدارس الرسمية، التي لم يتعلم طلابها إلا ما ندر في العامين الماضيين، بسبب إضراب الأساتذة، واحتجاجهم على تدني رواتبهم وفقدانها القيمة الشرائية.
فوضى مخالفة القانون
في حديث لـ "المدن" مع رئيسة اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة، لما الطويل، أكدت: "أمام فوضى في تحديد الأقساط هناك مخالفات قانونية جمة، لأن عملة الموازنة المدرسية بالليرة، وتحديد القسط منوط بالهيئة المالية للجنة الأهل، بعد درس قطع حساب السنة الحالية، والتدقيق بموازنة العام المقبل في الفصل الأول من العام الدراسي. لكن كل ما يحصل مخالف للقانون".
أضافت: "صحيح أن الزيادة على الاقساط حتمية في ظل هذه الظروف، ولكن يجب أن تخضع للأصول والقانون ومبدأ الشفافية والتدقيق. لذا على وزارة التربية أن تطبق القانون وتضع ظوابط وسقوف وحدود لهذه الهرطقات الحاصلة، وإلا سيتحملون نتيجة انهيار القطاع التربوي، خصوصاً أن المجالس التحكيمية التربوية مغيبة قسراً ووضع الأهل لا يحتمل المزيد من الظلم".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها