الجمعة 2022/06/03

آخر تحديث: 13:04 (بيروت)

ميسي-رونالدو: قطر الحلبة الأخيرة

الجمعة 2022/06/03
ميسي-رونالدو: قطر الحلبة الأخيرة
ماذا بإمكان أفضل لاعبيَن في العالم أن يفعلا لمنتخبيهما في قطر؟
increase حجم الخط decrease
كان الأديب المصري الكبير توفيق الحكيم يشاهد أمام التلفاز نهائي مونديال المكسيك 1986، حين رمى القلم وهو يتابع دييغو أرماندو مارادونا، أسطورة الارجنتين، يحمل كأس العالم، قائلاً: "انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم..".

حينذاك أُطلق على ذاك الحدث "مونديال مارادونا"، بعدما كان ملك الكرة بيليه سجل مونديالي 1958 و1970 باسمه، ليخلفه اثنان من راقصي السامبا: 1994 مونديال روماريو و2002 مونديال رونالدو، وبينهما 1998 مونديال الفرنسي زيدان، ولعل الألماني لوثر ماتيوس يستحق أن يحمل بدوره لقب مونديال إيطاليا 1990.

ولكن "مونديال النجم الواحد" انتهى في البطولات الثلاث الأخيرة، خصوصاً المونديال الأخير في روسيا 2018، حيث المنتخبات التي اعتمدت القوة الجماعية بدلاً من النجم الواحد كانت في المقدمة، وحتّى قبل ذلك اثبت مونديال 1998 أن الخطط أهم من المواهب الفردية، رغم أن زيدان كان بطل الفوز، وليس أدل من ذلك فوز فرنسا باللقب بمجموعة عناصر من المراحل العمرية. ولعل ما يعزز ذلك قول المدرب البرازيلي المخضرم كارلوس البرتو بطل مونديال 1994: "لو كانت الموهبة وحدها تكفي لكانت البرازيل فازت بأكثر من 5 كؤوس، لا بل 21"! وهو يشمل بذلك مونديال قطر الذي يحمل الرقم 21.

دفن المواهب الفردية حتّى مع ميسي ورونالدو
حتّى أبرز موهبتين ليونيل ميسي الأرجنتيني، وكريستيانو رونالدو البرتغالي، اللذين يسيطران على جائزة أفضل لاعب في العالم في السنوات الـ13 الأخيرة (فازا بـ12 جائزة، 7 لميسي و5 لرونالدو) كانا من بين الأبطال الكبار الذين دفنت مواهبهم الفردية في المونديالات الأخيرة، وهما ودعا مونديال روسيا في يوم واحد وفي ثمن النهائي. فالأرجنتيني خرج قبل البرتغالي بساعات بعد السقوط أمام فرنسا (3-4)، والأخير أدرك انه لن يحظى بفرصة الكرة الذهبية السادسة حتى قبل الخروج أمام الاوروغواي (1-2). كما أدرك انه لن يحظى بفرصة المباراة التي ينتظرها منذ 10 سنوات للقاء ميسي.

ومن هنا، فان مونديال قطر هو حلبة ميسي ورونالدو الأخيرة. فالأول بات في سن الـ35 عاماً، والثاني بلغ الـ38، ولكنه ما زال يحتفظ بلياقته البدنية العالية وحسه التهديفي، بتسجيله 24 هدفاً في 38 مباراة لمانشستر يونايتد في مختلف المسابقات هذا الموسم. وقد اجتاز في مونديال روسيا 35 كلم في 4 مباريات، منها 15 كلم مع الكرة. فيما اجتاز ميسي 31 كلم ولكنه لا يركض أكثر من 7 كلم في 90 دقيقة، أي أنه كان يمشي!

إسقاط الفشل هدف مشترك
والمبارزة الشخصية بين أشهر لاعبيَن في مونديال قطر، ليست أهم بالطبع من ضم كأس العالم إلى السجل الحافل لكل منهما، وهو المفقود الأغلى. إذ ليس في خزانة كل منهما سوى لقب قاري. لذا، فإنهما يخوضان معركة واحدة: سقوط الفشل في المحاولة الخامسة لكليهما.

ويتشارك النجمان المطلقان في فشل آخر، هو عدم تسجيل أي منهما هدف في الأدوار الإقصائية مدى المونديالات الأربعة، فرونالدو سجل 7 أهداف مع كرتين حاسمتين في 17 مباراة. وميسي 6 أهداف و5 كرات حاسمة في 19 مباراة. وكان مونديال 2010 الأسوأ للإثنين، وخصوصاً ميسي الذي لم يسجل أي هدف، مكتفياً بتمريرة حاسمة، فيما رونالدو أضاف هدفاً إلى تمريرة حاسمة.

والآن، ماذا بإمكان أفضل لاعبيَن في العالم أن يفعلا لمنتخبيهما في قطر، ما دام مونديال روسيا وُصف بأنه "مقبرة النجوم"، وحمل شعار: مات النجم الواحد عاشت الكرة الجماعية. وهذا ما تكرس بالفعل في الموندياليين السابقين لمونديال روسيا؟

الأرجنتين ستواجه السعودية في المباراة الأولى. وهذه الأخيرة سقطت في مباراة الافتتاح في روسيا بالخمسة أمام البلد المضيف. ولكن لن تكون مهمتها سهلة أمام كل من المكسيك وبولندا. وقد لامس ميسي أو كاد ما حققه ماريو كمبس بطل 1978 ومارادونا بطل 1986، بوصوله إلى نهائي مونديال البرازيل 2014، والخسارة أمام ألمانيا بهدف بعد تمديد الوقت، وقد ضل طريق المرمى بعدما سجل ستة أهداف في الدور الأوّل، ونال جائزة ترضية بتسميته أفضل لاعب في المونديال.

مونديال خاص في المونديال الاستثنائي!
البرتغال تلعب في مجموعة أسهل مع غانا والأوروغواي وكوريا الجنوبية. ولكن مع أن الافارقة خرجوا كلهم من دور المجموعات في روسيا، إلاّ أنّ الأرجنتين عانت أمام نيجيريا عندما سجلت هدف الفوز والتأهل من الدور الأوّل في الوقت القاتل، ولم تلبث أن خرجت من المونديال أمام فرنسا. ولم يفعل رونالدو شيئاً أمام الأوروغواي رغم تسجيله هاتريك أمام اسبانيا، إضافة إلى هدف رابع في مرمى المغرب. أما كوريا الجنوبية، فلن ينسى الجميع وفي مقدمهم البرتغاليون، إقصاءهم الألمان أبطال النسخة السابقة في البرازيل، والذين أذلّوا أصحاب الأرض بسباعية تاريخية!

قطر 2022 موعد المونديال الاستثنائي، وإذا آلت النتائج إلى التقاء عملاقي الكرة العالمية من دون منازع، فستشهد أرض قطر مونديالاً خاصاً أيضاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها