"سوق الذواقة": لنقل المطبخ الطرابلسي إلى العالمية

وداخل معرض رشيد كرامي، توافد المئات من طرابلس وخارجها للمشاركة بفعاليات السوق، الذي امتاز تنظيمه الشكلي واللوجستي بالبساطة.. في حين ركز منظموه على عمق الأفكار القابلة لخلق مشاريع ريادية من المطبخ الطرابلسي، كخطوة بمسار نقلها إلى العالمية، بدل الاستمرار في تهميش هذا المطبخ، وعدم الاستفادة منه على المستوى الاستثماري وكهوية خاصة بالمدينة.  

فعاليات السوق 
وبنسخته الثانية، عاد "سوق الذواقة" إلى طرابلس عبر تنظيم نادي رواد الأعمال في طرابلس (TEC) TEC-Tripoli Entrepreneurs Club، وشارك فيه حوالى 45 مشروعًا خلاقًا ومميزًا أسسه شباب وشابات من طرابلس، تعنى جميعها بالإنتاج الغذائي والمطبخ.  

وفي جولة وسط الأكشاك، عبّر الوافدون عن تجربة استثنائية اختبروها بمشاركتهم، سواء لجهة التذوق والتصويت للأفضل بالنسبة لهم، أو لجهة اكتشاف نمط جديد من التجارب والمشاريع الابتكارية والاستثمارية التي تجذب إليها مختلف الفئات والأعمار.  

وفي حديث لـ"المدن"، يضع فادي ميقاتي، وهو مدير وعضو مؤسس في نادي TEC، "سوق الذواقة" في إطار 4 أهداف رئيسية:  

أولًا، ضرورة التوعية حول مفهوم الأمن الغذائي، في ظل الأزمة غير المسبوقة التي تهدد لقمة عيش اللبنانيين.  

ثانيًا، خلق منصة تشاركية لمشاريع الإنتاج الغذائي، وتسليط الضوء على المشاريع الناشئة المتعلقة بها.  

ثالثًا، الإضاءة على ضرورة الجهوزية لمتطلبات السوق الداخلي والخارجي، عبر العمل على تعزيز مفهوم الابتكار وتطوير المنتجات.  

رابعًا، وهو الهدف الذي حققه "سوق الذواقة": تقييم المنتجات الجديدة من قبل الجمهور وأصحاب الاختصاص لإعطائها فرصة للتطور.  

لنمو المدينة
ويعتبر فادي ميقاتي أن ثمة حاجة ماسة لإيجاد مخارج لمسألة الأمن الغذائي، عبر تشجيع الإنتاج المحلي كبديل للإنتاج المستورد، بالإضافة إلى استقطاب مستثمرين للتصدير إلى الخارج. ويقول: "بالطبع لسنا جاهزين كفاية لتحقيق الأمن الغذائي بكامل أركانه، لكن هذه المبادرات والمشاريع هي خطوة مهمة لاستكشاف وتحديد نقاط قوتنا وضعفنا بالإنتاج الغذائي". 

ومن هنا، يشرح ميقاتي أهمية "سوق الذواقة"، كفكرة ستكون موسمية من وحي تميّز المطبخ الطرابلسي، في الحلويات والعصائر والطهي، والذي يقصده الجميع من مختلف مناطق لبنان. ولكن لم يجرِ -برأيه- استغلاله كما يجب على مستوى التسويق والتصدير، ولم يتم التعاطي معه كمكمن لأحد سبل النمو الاقتصادي بالمدينة. فـ"الإنتاج الغذائي في طرابلس فريد وعالي الجودة، ونسعى بكل السبل لتعبيد الطريق أمامه نحو العالمية، كتحويل بعض الأصناف المميزة إلى علامات تجارية خاصة".  

نتائج "الذواقة"  
في اليوم الأول، جرى التصويت لأفضل 10 أصناف، وتأهل أصحابها للمرحلة الثانية، وهي عرض منتجاتهم على لجنة التحكيم، وجرى التصويت فيها وفق معايير: الطعم، الابتكار، حاجة السوق وقابلية التطور، التغليف ولـbranding والجهوزية للتصدير. وذهب المركز الأول لصالح نصيب منتج Arapat، المتخصص بصنع الباستا. أما المركز الثاني فذهب لـpastel المتخصص بصناعة الحلويات، والمركز الثالث كان من حصة salsé المتخصص بصناعة الصلصات من المنتجات المحلية.  

ومن المفترض في المرحلة المقبلة أن يكون نادي رواد الأعمال حاضنًا لهذه المشاريع. ويتطلع منظمو "سوق الذواقة" إلى إجراء فعالياته مرتين في العام، كنوع من الإصرار على ضرورة الاستثمار بالإنتاج الغذائي الطرابلسي.