الجمعة 2022/06/24

آخر تحديث: 11:11 (بيروت)

الصيحة الثالثة للديوك في قطر؟

الجمعة 2022/06/24
الصيحة الثالثة للديوك في قطر؟
بن زيمة ومبابي ونكونكو ثلاثي القوة الفرنسية (Getty)
increase حجم الخط decrease

تأتي فرنسا إلى مونديال قطر حاملة كأس العالم للدفاع عن لقبها الذي حظيت به للمرة الثانية، بعد مسيرة مونديالية طويلة تفاوت فيه أداؤها ونتائجها، تحت عنوان عريض: عدم الاستقرار. ففي مقابل الخيبات العديدة، سجل "المنتخب الأزرق" أو "منتخب الديوك" ومضتين ونصفاً، فكتب الصفحة الأجمل في سجله بفوزه الأوّل وعلى أرضه في 1998، وبالثلاثة على البرازيل ورونالدو، والثانية على أرض روسيا وبالأربعة على كرواتيا (مقابل هدفين)، وبينهما نصف فوز بالوصافة أمام إيطاليا في مونديال ألمانيا 2006، وخسارة، بل سقوط، لبطل الفوز الأوّل زين الدين زيدان الذي طُرد من المباراة بعد نطحته الرأسية الشهيرة للإيطالي ماتيراتزي، ليسير على خطى الشاعر الفرنسي موليير الذي اختار السقوط فوق المسرح، وعلى إيقاع أغنية داليدا "أريد أن أموت فوق المسرح.."!

فرنسا- البرازيل: نهائي مكرر؟
فرنسا المتذبذبة في مستوياتها الكروية والتي كانت تائهة في مونديال جنوب إفريقيا 2010، لم تفز وحدها بأي مباراة في الدور الأوّل مع نقطة وهدف، وخرجت من مونديال البرازيل 2014 في ربع النهائي أمام ألمانيا. وهذه الفرنسا التي لم تتأهل لمونديالين على التوالي (1990 و1994) تأتي إلى قطر وسط قلق وشكوك بعد الخيبة الأخيرة بالخروج من دوري الأمم الأوروبية مُجردة من لقبها بلعبها أربع مباريات بلا فوز مكتفية، بنقطتين من تعادلين وخسارة أولى أمام الدانمارك وثانية أمام كرواتيا وصيفتها في المونديال الروسي.

ومع ذلك لا يفقد المدرب ديدييه ديشان، الذي يعمل مع المنتخب منذ 10 سنوات، الأمل في استعادة الفوز والروح القتالية، فيما رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لوغريت يأمل في الوصول إلى نهائي المونديال القطري، في وقت حددت الجمعية العمومية لاتحاد الكرة الفرنسي الوصول إلى نصف النهائي.. بينما بعض الشركات المتخصصة بالإحصاءات قدمت دراسة عن المنتخبات المرشحة، متوقعة تكرار نهائي مونديال فرنسا 1998 بين البطلة فرنسا ووصيفتها البرازيل، وذلك بعد 24 عاماً، مع أفضلية الفوز للفرنسيين. وهذا ما خلص إليه أيضاً أحد المواقع الذي نشر توقعات كمبيوتر.

هذه التوقعات ليست بعيدة عن واقع المنتخب الفرنسي، الذي يمكن أن نصفه بالفتي، كون عناصره جلهم من فئات المراحل السنية. والقيمون على المنتخب مدركون لهذه الناحية الإيجابية، لذلك أبقوا على ثقتهم بالمدرب ديشان بالرغم من خسارة نهائي بطولة أوروبا 2016 على أرض فرنسا.

بيليه فرنسي وزيدان جديد
وينتظر الفرنسيون أن يشهد مونديال قطر تكريس لاعبهم الشاب كيليان مبابي الذي أنقذ منتخب بلاده من الهزيمة أمام النمسا في دوري الأمم الأوروبية. وهو في المونديال الأخير بروسيا ذكّر بملك كرة القدم بيليه. فكان أصغر بطل يفوز بكأس العالم في سن التسعة عشر عاماً، وبات ثاني لاعب (بعد بيليه) يسجل في نهائي المونديال محققاً أربعة أهداف ليحصل على لقب أفضل لاعب شاب في مونديال 2018. وقد مدد عقده مع سان جيرمان غير مكترث بعرض ريال مدريد.

ويتسلح الفرنسيون بعناصر الخبرة أيضاً، ومنهم أنطوان غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد الاسباني، رغم حالة الإحباط التي ظهر بها في دوري الأمم الأوروبية، ولكنه رفع رصيده إلى 108 مباريات دولية متساوياً مع الأسطورة زيدان، وفي المركز السادس في قائمة الفرنسيين الدوليين، ولكن هبوط مستواه أخيراً وخصوصاً في دوري الأمم الأوروبية، جعل ديشان يعتمد على الشاب كريستوفر نكونكو، لاعب لايبزيغ الألماني، الذي قدّم في سن الـ24 عاماً مستويات رائعة الموسم المنصرم، مسجلا 35 هدفًا، بينها 20 في الدوري الألماني، و19 تمريرة حاسمة في 50 مباراة في جميع المسابقات، ليمدد فريقه عقده حتّى عام 2026.

ولكن النجم الأوّل سيكون بلا شك كريم بن زيمة، الفائز مع ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا وبالدوري الإسباني وبلقب الهداف في البطولتين، مما يعزز ترشيحه للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، بمباركة مسبقة من الأرجنتيني ليونيل ميسي، صاحب الرقم القياسي في الفوز بهذه الجائزة. لذا لم يتردد ديشان لحظة في إعادة بن زيمة إلى صفوف المنتخب بعد غياب أربع سنوات ونصف السنة بسبب فضيحة الشريط الجنسي.

مسار سهل
وفي قطر سيكون التأهل للدور الثاني متاحاً في مجموعة سهلة نوعاً ما، انضمت إليها مؤخراً استراليا من الملحق الدولي إلى جانب تونس والدانمارك. وهذه الأخيرة تُعتبر المنافسة الجديدة لفرنسا على صدارة المجموعة. وهذا ما اعتمد عليه أصحاب الآراء التي تحصر الترشيحات للفوز في مونديال قطر بين فرنسا والبرازيل، مع اعتبار مسار الأخيرة صعباً في مجموعتها إلى جانب سويسرا وصربيا والكاميرون، وأكثر صعوبة في الدور الثاني مع ثاني مجموعة تضم البرتغال والأوروغواي وكوريا الجنوبية وغانا، وكذلك في ربع النهائي بمواجهة اسبانيا أو ألمانيا. فيما فرنسا من المتوقع مقابلة ثاني مجموعة الأرجنتين والمكسيك وبولندا والسعودية، وفي ربع النهائي هولندا.

يبقى السؤال: هل تُصيح الديوك مرة ثالثة في كأس العالم؟ وهل يكون قطر 2022 مونديال بن زيمة كما كان فرنسا 1998 مونديال زيدان المتجذرين من أصول جزائرية، فتكون النكهة عربية في مونديال العرب؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها