الجمعة 2022/06/10

آخر تحديث: 19:31 (بيروت)

إسرائيل تطوّر سلاحاً بيولوجياً: عناكب مفترسة تستخدم بالزراعة

الجمعة 2022/06/10
إسرائيل تطوّر سلاحاً بيولوجياً: عناكب مفترسة تستخدم بالزراعة
استغرقت عملية تطوير هذا "السلاح" قرابة عقد من البحوث كانت في غاية السرية (Getty)
increase حجم الخط decrease
ضجّ العالم من كوارث استخدام المبيدات الكيميائية في مكافحة الآفات الزراعية، إذ لم تفلح عوامل إطالة الوقت، ولا التعرّض لعوامل الطقس من رياح وأمطار ورطوبة وحرارة، في إزالة آثار هذه المبيدات، حتى بعد غسل وتبريد وتجفيف المنتجات الزراعية. لذا، لجأت الكثير من الدول المتقدمة علمياً وتكنولوجياً إلى نوعٍ جديدٍ من أسلحة مواجهة الآفات الزراعية بلا استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية، وهو ما يُعرف حالياً بالمكافحة الحيوية، والتي يُستخدم فيها ما يُسمى بأعداء الآفاتن وهي حشرات أخرى نافعة تتغذى على الآفات والحشرات الضارة بالزراعات. 

المفترس الأكاروسي
بعد قرابة عقد من البحوث كانت في غاية السرية، وجد علماء إسرائيليون بديلاً لمبيدات الآفات الكيميائية التي يتم رشها على الفواكه والخضروات. ويتضمن البديل العضوي الإنتاج الضخم في المختبر لأنثى من أقارب العناكب تقتات على سوس العنكبوت الأحمر الذي يُعدّ سبباً رئيسياً لتلف المحاصيل الزراعية.

لطالما استُخدم المفترس الأكاروسي Phytoseiulus persimilis، وهو عنكبوتٌ صغير، كبديل طبيعي للمبيدات الحشرية، نظراً لأنه يتغذى بشكلٍ خاص على سوس العنكبوت الأحمر الذي يمثل لعنة لمزارعي الخضار والفاكهة، ويتسبب غالباً بتلف المحاصيل بأكملها وبسرعة فائقة. كما يُعرف المفترس الأكاروسي بأنه حيوان صغير جداً يُصعب رؤيته بالعين المجردة، ويتميز بوجود بقعتين بنيتين على السطح الظهري، تستورده معظم بلدان العالم بأعدادٍ كبيرة.

هذا المفترس الصغير الذي نجح العلماء سابقاً في استخدامه كأحد عوامل المكافحة البيولوجية للعنكبوت الأحمر، يُباع بالغرام، ويبلغ ثمن الغرام الواحد منه 600 دولار. وتُعدّ إسرائيل أكبر مصدر له. ففي وادي بيت شيعان شمال إسرائيل، يتم تعبئة الآلاف منها في عبواتٍ صغيرة أو أكياس تشبه أكياس الشاي لإرسالها إلى حقول الفراولة في كاليفورنيا، وبساتين الكليمنتين في إسبانيا، وشجيرات التوت في المكسيك، والصنوبريات الزراعية في كولومبيا، وحقول الورود والقنّب في كندا. ويفضل المزارعون الذين يمتلكون هذه المحاصيل استخدام المفترس الأكاروسي بدلاً من مبيدات الآفات التي تُستخدم في حماية المحاصيل من الحشرات والحشائش الضارة.

نقلة نوعية
وتربية هذا الكائن الصغير صعبة بل ومكلفة جداً، ما جعل الكثير من المزارعين والشركات الكبرى يشككون بالجدوى الاقتصادية لتربيته. وهذا ما دفع شركة "بيوبي BioBee" الإسرائيلية لتطوير طريقة سرية حصلت بموجبها على براءة اختراع لتربية المفترس الأكاروسي بشكلٍ جماعي في المختبر.
للقيام بذلك، تمكنت الشركة الإسرائيلية من إنشاء بديلٍ غذائي خاص بسوس العنكبوت الأحمر، وهو الفريسة الأساسية التي يقتات عليها هذا المفترس الصغير، مع الحفاظ على شهيتها لهذا النوع من سوس العناكب عندما يكون متوفراً.

تأكل هذه الحشرات الدقيقة البيض واليرقات، وتهاجم جميع أطوار العنكبوت الأحمر العادي، بيضة ويرقة وحورية أولى وحورية ثانية وحيوان كامل، حيث إن كفاءتها الافتراسية عالية. وتسمح أرجلها الأمامية الطويلة بالتحرك بسرعة وسهولة للتنقل عبر شبكات سوس العنكبوت. وفي الظروف المناسبة، يمكن أن تتطور بشكلٍ أسرع من فريستها، ما يسمح لها بقمع انتشار السوس بسرعة وبدقة.

وتعد الشركة الإسرائيلية بأن أساليب الإنتاج الجديدة الخاصة بها تعني إمداداً لا ينتهي للمزارعين في إسرائيل وحول العالم من هذا الكائن الصغير، ما سيوفر جيش من القتلة المفترسين الذين يستهدفون محطمي المحاصيل بينما يتركون النباتات نفسها دون أن تصاب بأذى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها