الجمعة 2022/05/20

آخر تحديث: 13:47 (بيروت)

أطفال ينتخبون بمدارس حزب الله: فوز كاسح للشهداء والقادة

الجمعة 2022/05/20
أطفال ينتخبون بمدارس حزب الله: فوز كاسح للشهداء والقادة
تعتمد مدارس حزب الله الإسلامية على نشر ثقافة الحزب وإيران (Getty)
increase حجم الخط decrease
أنشأ حزب الله عددًا كبيرًا من المدارس الدينية التابعة له. وهي تتوزع في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، وتضم أكثر من 20 ألف طالب. وتعتمد في تربيتها الطلاب على تعميم ثقافة حزب الله وإيران، فتنشر وترسخ الخصوصية الثقافية والمذهبية في أذهانهم.

الأسبوع الماضي، أقامت إحدى مدارس حزب الله نشاطًا في صف من صفوفها: تدريب انتخابي لأطفال الحلقات الثانية الذين لم تتجاوز أعمارهم سنوات عشر، وذلك لتدريبهم على عملية الاقتراع التي جرت يوم الأحد الماضي. وفرق الكشافة، أقاموا بدورهم يومًا للنشاط الانتخابي، شارك فيه البراعم داخل المساجد، لتوحيد صوتهم الداعم لحزب الله مسجلين موقفًا علنيًا واضحاَ: على العهد باقون.

ثقافة حزب الله الإيرانية
تعتمد مدارس حزب الله الإسلامية على نشر ثقافة الحزب وإيران. وأهالي طلابها يعلمون ذلك جيدًا ويريدونه تأسيسًا لاستمرار مجتمع حزب الله الملتزم. والأهالي هؤلاء معظمهم من مؤيدي حزب الله. وبعض من الطلاب هم أبناء عائلات شيعية عادية، وترغب بتعليم أبنائها على نهج حزب الله.

المدارس هذه أدرجت اللغة الفارسية ضمن مناهجها في صفوف الطلبة ليتعلموها ويكتسبوها. وعمدت إدارة المدارس هذه إلى إقامة أنشطة لا تغيب عنها شعارات الحزب والجمهورية الإسلامية، من صفوف الروضة وحتى نهاية المرحلة الثانوية. هذا إضافة إلى الأنشطة التي تحث الطلاب على المشاركة في مناسبات حزب الله الدينية.

منذ الصباح الباكر، وقبل توزع الطلاب إلى صفوفهم، ينشدون نشيد زيارة الإمام الغائب، ثم يرفعون أصواتهم عاليًا بلعن "أمريكا" وإسرائيل، ومن ثم يدعون لأمين عام حزب الله  وكبار القادة بطول العمر والنصر. ثم ينشدون في بعض المناسبات وخلال أنشطتهم، نشيد الولاية الذي تم تحفيظهم إياه في الصفوف الدراسية الابتدائية: "وهتفنا للولاء لعلي خامنئي..". والمدارس هذه تفصل الذكور عن الإناث في صفوف خاصة بكل جنس. كذلك يتم فرض قوانين خاصة على المعلمات، فيطلب منهن ارتداء ثيابٍ شرعية واسعة ويمنعن من وضع أي مسحوق تجميل. وتعتمد المدارس نظامًا خاصًا بها. إذ تقفل أبوابها في المناسبات الدينية ولا تلتزم دائمًا بالمناسبات الوطنية والأعياد الرسمية.

عرس الأطفال الانتخابي
أقامت إدارة المدارس، يومها "الانتخابي الديمقراطي" لمجموعات من طلابها، لم يبلغوا العشر بعد. واعتبر هذا اليوم تطبيقًا للديمقراطية، وليكونوا أقرب للنشاط الانتخابي، على اعتبار أنهم فاعلون في مجتمعهم. وشرحت لهم أهمية الانتخابات وأهمية فوز حزب الله فيها، وضرورة مشاركة الشيعة في لبنان للمساهمة في تحقيق هذا الفوز الإلهي.

قامت إدارة المدارس بتجهيز الطلبة وتعليمهم عملية الاقتراع. لون صندوق الاقتراع أصفر طبعًا. ويبدو أن التلامذة الأطفال هم من صنعوا هذا الصناديق، إذ ظهر وكأنه مصنوع يدويًا. وفي إحدى المدارس وضع الصندوق على طاولة وسط الملعب. على الصندوق شعار واضح: "صوتي وفا للدم". وهو الشعار الذي يردده حزب الله دومًا في مهرجاناته.

جلس التلامذة على كراسٍ أمام الصندوق، الصبيان على جهته اليمنى، واليسرى للفتيات. وطلب من كل تلميذ أن يختار الشخص الذي يصوت له، ومن ثم يضع الورقة في الصندوق، لتفرز الأصوات ويعرف الفائز. وفي إطارات من القش، تم وضع صور قادة حزب الله وإيران، وبعض صور شهداء حزب الله وايران، أمثال قاسم سليماني، عماد مغنية. ولأن بعض التلامذة أبناء شهداء قضوا في سوريا، وضعت صور آبائهم إلى جانب صور قادة حزب الله. والصورة التي يختارها كل تلميذ هي صوته التفضيلي.

بصمة الدم الأزرق
يختار التلميذ الصورة التي تعجبه، ويضع إصبعه الصغير في المحبرة الزرقاء، ومن ثم يبصم بإصبعه على الجهة الخلفية من الصورة ويرميها في الصندوق. ويتقدم كل طالب وسط حماسة عالية الأناشيد التي لطالما رددها في أروقة المدرسة حتى حفظها غيبًا. ويتمايل التلامذة على كراسيهم وهم يرددون الأناشيد، ومنها: "نخوض البحر معك"، "عالحلوة وعالمرة معك". ثم يصطفون بطابور ليتسنى لهم المشاركة في هذا "العرس الانتخابي الديموقراطي".

غياب العازل الانتخابي
اللافت في عملية محاكاة الاقتراع هذه، أن لا وجود لعازل ولا حاجة له، ولا ضرورة لأي سرية انتخابية. وذلك ليتعلم الأطفال أن صوتهم يجب أن يكون موحدًا وعليهم جميعهم أن يكونوا على خطٍ واحد وينتخبوا حزب الله لحفظ دم الشهداء. يقترب التلميذ ويختار الصورة التي تعجبه، يناقش أقرانه قرب صندوق الاقتراع حول الصور الموجودة.

فوز اللائحة الوحيدة
في النهاية تقدم للتلامذة الحلويات احتفالًا بالنصر، حتى قبل إعلان النتيجة، كما يحصل في الضاحية في المناسبات. وهكذا فعلوا عشية الأحد الانتخابي الماضي، محتفلين بفوز حزب الله قبل انتهاء عملية الاقتراع.

وزعت العصائر والحلوى على التلاميذ في انتظار إعلان النتيجة بعد عملية الفرز. وعلى صوت تصفيقهم أعلن فوز لائحة حزب الله التي لا منافس لها، وفوز كل مرشحيها بأصوات تفضيلية من التلامذة جميعًا.

وكل انتخابات وأنتم بخير وحزب الله بخير أيضًا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها