الأربعاء 2022/04/27

آخر تحديث: 14:03 (بيروت)

قطر 2022: أيام العرب

الأربعاء 2022/04/27
قطر 2022: أيام العرب
إقامة المونديال في قطر سيعزز جسور التواصل بين العالمين العربي والغربي (Getty)
increase حجم الخط decrease
السباق العربي لتنظيم أوّل مونديال في المنطقة حملت لواءه دولة المغرب، التي رفعت في الوقت ذاته عنوان "الدولة المثابرة" بالترشح ثلاث مرات، كان آخرها لمونديال 2010 الذي نالت خلال التصويت أعلى نسبة لها (خلف جنوب إفريقيا 10-14)، بعدما كانت نالت 7 أصوات بمواجهة كل من الولايات المتحدة في 1994 (7 -10)، وفرنسا في 1998 (7-12)، فيما مرت مصر مرور الكرام في دخول سباق 2010 عشوائياً، فلم تنل حتى صوتاً واحداً يحفظ ماء وجه الممثل المصري العالمي عمر الشريف، الذي ترأس ملف مونديال بلاده!

أولى في أكثر من مجال
وإذا كانت دولتا كوريا الجنوبية واليابان سجلتا اسميهما في سجلات البلاد المنظمة لكأس العالم، كصاحبتي أوّل مونديال يُقام على أرض أكبر قارات العالم، فإن دولة قطر بظفرها بملف الترشح لتنظيم مونديال 2022، كانت أوّل دولة في أكثر من مجال. فهي أوّل دولة عربية وشرق أوسطية تنظم المونديال في الشتاء، وأوّل دولة تُقيم المونديال في أقل من شهر (28 يوماً) منذ مونديال 1978 (24 يوماً)، وأوّل دولة تنظم بطولة تشهد تقارباً في المسافات ما يمكن المشجعين حضور مباراتين في اليوم.

وهي أوّل دولة تستخدم تقنية تفكيك المدرجات بعد المونديال ونقلها إلى بلدان أخرى. وأوّل دولة تستخدم تقنية تبريد الملاعب الكروية.

هذه المميزات والمكتسبات التي سجلتها قطر من نجاحها في تنظيم مونديال 2022، لا يقل عنها أهمية انتزاع ورقة الترشح أمام الولايات المتحدة الأميركية. فإحدى أصغر دول العالم فازت أمام دولة هي من بين الأكبر، وبنتيجة لافتة (14-8). وانتقل المونديال من أكبر دول العالم مساحة (روسيا- مونديال 2018) إلى دولة قطر التي تصغر مساحتها 1400 مرة ويقل عدد سكانها 85 مرة!

الليلة التاريخية
أما بين قطر والولايات المتحدة فالفروقات هائلة. فلنأخد مثلاً الإمكانات المالية والاقتصادية. فصحيح أن قطر تتمتع بثروات هائلة بفضل مخزونها من البترول والغاز، ولكن المردود في المونديال يمكن أن يكون أكبر في الولايات المتحدة من ناحية التسويق والكفلاء. ومن هنا جاء رفض السويسري سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي السابق، اعتبار اختيار قطر انتصاراً للمال، قائلاً: "لو كان المال يهمنا لاخترنا الولايات المتحدة..".

قطر هذا البلد الصغير ذو الـ11 ألف كيلومتر مربع، ولا يصل تعداد سكانه مليوني نسمة، انتزع في ليلة تاريخية في زوريخ عام 2010 اعتراف العالم بقوة ملفه، متفوقاً على الدولة العظمى التي كانت مرشحة فوق العادة لاستضافة العرس العالمي، بعدما كانت أبهرت العالم في مونديال 1994، وكانت صدمة الخسارة قوية عكسها تصريح الرئيس السابق باراك أوباما، الذي كان قدّم ملف بلاده عبر رسالة مسجلة، علاوة على مداخلات سلفه بيل كلينتون من المنصة الرئيسية. وبلغ غيظ أوباما حداً وصف فيه اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022 بدل الولايات المتحدة بالقرار السيء!

"إنها أيام العرب"
قطر هذا البلد الصغير أثبت أنه كبير بأدواره. ومن هذا المنطلق دافع سمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعقيلته سمو الشيخة موزة ونجلهما سمو الأمير محمد عن ملف قطر. ولم تتأخر سمو الشيخة موزة عن مبادرة أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا بالقول: "حان لمنطقة الشرق الأوسط شرف استضافة كأس العالم للمرة الأولى عبر الملف القطري".

كان سمو أمير قطر موفقاً في إعطاء الإنجاز القطري بُعداً عربياً في غمرة فرحه بالفوز مركّزاً على أنه انجاز للدول العربية، مطلقاً صرخته: "إنها أيام العرب"، كما أن الإطار العربي كلل كلام سمو الأمير محمد رئيس لجنة ملف قطر: "إقامة المونديال في قطر سيعزز جسور التواصل بين العالمين العربي والغربي، وسيتيح لدول العالم الأخرى الاطلاع على الثقافة العربية الأصيلة، وسيكون محاولة جريئة نيابة عن المنطقة بأسرها".

قطر 2022 (21 تشرين الثاني/نوفمبر– 18 كانون الأول/ديسمبر) مونديال سيقام، حقاً سيقام. فمنذ 2010 تغيرت أمور كثيرة وبقيت عزيمة قطر ثابتة. وكان موقف الدولة أقوى من الرياح العاتية التي هبت من أميركا وأوروبا في محاولات يائسة لاقتلاع المونديال من قلب الخليج العربي، وحتى الزلزال الذي دمّر "الفيفا" وأوقف مسؤولين كباراً، وأودع بعضهم السجون، لم تكن له ارتدادات تؤثر على وصول المونديال الاستثنائي إلى برّ الأمان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها