وتضيف أن الوضع مزرٍ والجسم التمريضي في خطرٍ كبير. فأغلب الممرضات/ين الذين هاجروا هم من الفئات الشابة ويمتلكون خبرات طويلة من الصعب تعويضها بسهولة. وهم من الكفوئين وأصحاب الشهادات والاختصاصيين/ات. وبسبب النقص الكبير في عددهم أقفلت مستشفيات بعض أقسامها، وأُجبرت على الاستعانة بحديثي الاختصاص أو بمساعدين لا يمتلكون الخبرة المطلوبة، وهذا يشكل خطرًا على الخدمة التمريضية.
نحو قطر والعراق
اتجه الممرضون/ات في هجرتهم إلى دول الخليج، وخصوصًا قطر والعراق. وذلك لرغبتهم في الحصول على رواتب بالدولار الأميركي، بعد انهيار العملة اللبنانية.
و80 في المئة من الممرضين/أت متزوجون ويسعون لإعالة عائلاتهم الصغيرة، وقد واجهوا صعوبة كبيرة في ايجاد حليب أطفالهم وأدويتهم خلال أزمة الأدوية وشحها. وهم عانوا من صعوبة توفير المحروقات للوصول إلى مراكز عملهم اليومي. والظروف هذه جعلتهم يتخلون عن عملهم ويبحثون عن الاستقرار الدائم خارج لبنان، إذا توفرت ظروف مناسبة لعائلاتهم.
سوء تغذية
وفي دراسة علمية أشرفت عليها النقابة، تبين أن صحة الطاقم التمريضي في خطر. وأظهرت الدراسة أنهم يعانون من نقص في التغذية بسبب الضائقة المعيشية، التي أفقدتهم الوزن المناسب لأجسامهم، بسبب تخليهم عن بعض الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية اليومية المطلوبة للجسم.
واللافت في الدراسة، أنهم الممرضات/ين تخلوا عن تناول اللحوم والدجاج، بعد ارتفاع أسعارها، إضافة إلى انخفاض استهلاكهم من مشتقات الحليب وأنواع من الفاكهة والخضر. كما أنهم عانوا من جهد كبير وتعب متواصل خلال فترة العمل. ما يعني أن الممرض/ة خلال هذه الأزمة يعيش على الخبز والحبوب ليستطيع إكمال يومه والقيام بعمله.
أجور متدنية
لا تتعدى رواتب الممرض/ة مليونين و500 ألف ليرة لبنانية، أي 100$. وبهذا الراتب لا يمكن لأي عامل في القطاع أن يعيل عائلته. فراتبه لا يكفي لدفع ايجار المنزل. والغلاء حمل ممرضين/ات على العمل في أكثر من مستشفى لتأمين راتب إضافيّ لعائلته.
وقامت الممرضات بمساعدة أزواجهن بزيادة دوامهن في المستشفى. وبسبب ارتفاع أسعار المحروقات وكلفة المواصلات، نمن في أقسام عملهن في المستشفيات ولم يعدن إلى منازلهن، وذلك توفيرًا لبعض المال.
مطالبات برفع الأجور
يعاني الطاقم التمريضي من نقصٍ في الغذاء وضعف بدني، بسبب قلة الوجبات اليومية خلال فترات العمل، وبسبب الجهد المتواصل في المستشفيات، وبعضهم طالب بفتح كافيتريا خاصة بهم في حرم المستشفى لتأمين وجبات طعامهم اليومية بأسعار رمزية، ألا أن مطلبهم لم يتحقق حتى اليوم.
من جهتها، رفعت نقابة الممرضات والممرضين الصوت عاليًا مطالبةً كل الجهات المعنية التدخل لمساعدتهم، قبل الانهيار الكبير. ألا أن أحدًا لم يتحرك رغم كل الوعود. وجاءت أبرز المطالب برفع نسبة الأجور بما يناسب التضخم الحاصل، إضافة إلى تقاضي نصف الراتب بالدولار لمواكبة الغلاء المعيشي، وتأمين وجبات غذائية للممرضين خلال فترات عملهم لتقوية بنيتهم الجسدية. إضافة إلى مطالبتهم رئاسة الجمهورية والوزارات المختصة، بتأمين سبل تمويل القطاع التمريضي.
إرهاق نفسي
يعمل بعض الممرضين/ات أكثر من 15 ساعة يوميًا. وهذا الجهد يوثر على بنيتهم الجسدية وصحتهم النفسية. ولجأ ممرضون/ات إلى الأطباء والمعالجين النفسيين لمساعدتهم في اجتياز هذه الفترة.
وخصصت بعض المستشفيات لممرضيها ساعات اسبوعية مخصصة لزيارة المعالج النفسي. فمنهم عانى من صعوبة إيجاد حبة دواء لوالدته أو عبوة حليب لرضيعه، ووجدوا صعوبة في تأمين مستلزمات عائلاتهم اليومية، بسبب تدني رواتبهم. لذا خضعوا إلى بعض جلسات العلاج النفسي. لكن هؤلاء يحتاجون إلى متابعة مستمرة مع بعض الأدوية اللازمة لحالات معينة ولا أحد منهم يكفي راتبه كلفة العلاج الباهظة.
جهود منهكة
ويقول أحد الممرضين إن على كل ممرض الاهتمام بـ7 مرضى ومتابعة حالتهم، والنقص الكبير في الكوادر التمريضية فرض عليهم الإهتمام بـ20 مريضاً ومتابعتهم أحيانًا. وهذه مسؤولية مضاعفة مرهقة ويصعب احتمالها، وولدت ضغطًا كبيرًا على الممرضين.
لذا قامت نقابة الممرضين والممرضات بوقفة تضامنية مع ممرضيها، وعقدت مؤتمرات وأصدرت بيانات منذ أشهر، لإيصال الصوت إلى منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة وكل الجهات المعنية، لوضع حلول سريعة لإنقاذ ما تبقى من الطاقم التمريضي. ودعت النقابة الجامعيين إلى اختيار مهنة التمريض، لأنها تحتاج وجوهًا جديدة، وهي مهنة إنسانية.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها