الخميس 2022/12/08

آخر تحديث: 17:55 (بيروت)

مؤتمر كارنيغي بحث في تغيّر المناخ وتباطؤ الاقتصاد العالمي

الخميس 2022/12/08
مؤتمر كارنيغي بحث في تغيّر المناخ وتباطؤ الاقتصاد العالمي
ازمة الديموقراطية والعدالة الاجتماعية احتلت جزءاً من النقاشات(علي علوش)
increase حجم الخط decrease

انعقد المؤتمر السنوي لمركز "مالكوم كير – كارنيغي الشرق الأوسط"، اليوم الخميس8 كانون الأول ويوم أمس الاربعاء في بيروت، بهدف مناقشة تداعيات مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بعد انقطاع لثلاث سنوات نتيجة جائحة كورونا والتطورات السياسيّة التي شهدها لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.
شارك في المؤتمر حشد سياسي متنوع ضم وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناصر ياسين والنواب إبراهيم منيمنة ومارك ضو وحليمة قعقور وفراس حمدان، وعدد كبير من الدبلوماسيين والباحثين والصحفيين والناشطين المدنيين والبيئيين من لبنان وخارجه.

استضاف المؤتمر باحثين من مكاتب كارنيغي حول العالم وتحديداً من بيروت وبروكسل وبكين ونيودلهي وواشنطن ناقشوا سلسلة من العناوين أبرزها الآثار الاقتصادية والمالية للغزو الروسي على أوكرانيا، مروراً بالتأثير المدمر لوباء كورونا المستجد على العالم، بما في ذلك تضخم الديون العامة، إضافة إلى تعزيز تحديات الحوكمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تأثر النمو الاقتصادي والانتاج الغذائي
تقاطعت آراء الخبراء والباحثين على ان النمو الاقتصادي العالمي يتجه إلى التباطؤ في خلال السنوات القادمة وذلك انطلاقاً من ارتفاع أسعار الطاقة في العالم إلى جانب مدى القدرة على تصديرها وسط كل هذه التحولات الجارية وأبرزها الحرب الروسية الاوكرانية التي ستؤدي إلى مزيد من ارتفاع اسعار المواد الغذائية في العالم، ما يعني ارتفاع تكاليف انتاج الغذاء العالمي.

تناولت النقاشات كذلك موضوع تغير المناخ باعتباره اختباراً وجودياً رئيسياً في العالم. فتغّير أنماط الطقس سيهدد أيضاً الانتاج العالمي للغذاء، لاسيما أن التكيف مع تأثيرات تغير المناخ ستكون معقدة جداً في المستقبل. وهنا تظهر أهمية ايجاد الحلول الجذرية لمعالجة هذه الأزمة التي ستؤثر على كل دول العالم من دون استثناء.

أزمة الديمقراطية
بالمقابل، شرح الباحثون التحديات الديمقراطية وأزماتها بسبب الاتجاه العالمي نحو الشعبوية وحرية الخيار والتي تسعى إلى تقويض المؤسسات الرسمية والحكومات. وأعتبروا أن خطورة هذه التحديات تكمن في تضاؤل وانحلال الاستقرار في مختلف  البلدان الواقعة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. علماً أن النزاعات والاضطرابات السياسية لزيادة استقطاب الشعوب هي محاولة من محاولات الدول للدفاع عن مصالحها وللحفاظ على سياستها في ظل بيئة سريعة التغير.

يحيى: تحديات مراكز الأبحاث
انطلاقاً من هذا النقاش، اعتبرت الدكتورة مهى يحيى، مديرة مركز مالكوم كير- كارنيغي للشرق الأوسط، خلال حديثها لـ"المدن" أن "تحديات عدة تواجه مراكز الأبحاث في مختلف أنحاء العالم، والتي تؤثر بشكل مباشر على الباحث خلال عمله، وتظهر أشكال القمع وكم الأفواه لحظة منع أو عرقلة عمل أي باحث خلال اتمام بحوثه، كمنعه من التوجه إلى بعض البلدان التي تعاني من الحروب والأزمات". كما لفتت إلى أن "بعض الدول لا زالت تمارس سياسة القمع الممنهج على الباحثين وتحاول السيطرة على أقلامهم عن طريق تهديدهم أو توقيفهم". واعتبرت يحيى أن" لبنان بالرغم من أزماته ومشاكله لا يزال يتمتع ببعض الديمقراطية لمناقشة أي موضوع بحرية كاملة".

خطورة المستقبل
وكذلك شدد رئيس مركز كارنيغي، ماريانو فلورنتينو كويلار، على ضرورة الانتباه بأن للمسائل العالمية نتائج محلية، فالقضايا البيئية في بلد ما تؤثّر على بلدان أخرى انطلاقاً من التغيرات البيئية الحاصلة والتي لا تأبه لها الدول الكبرى.

وتطرق كويلار لتطورات الحرب في أوكرانيا والتي اعتبرها قضية في غاية الأهمية وفي قمة المأساوية، بيد أنها تشكّل تذكيرًا بأن العالم لم يتغيّر من نواحٍ عدة وأن النظام العالمي لايزال يمارس نفس السياسات دون التنبه لخطورة ما سببه خلال العقود الماضية من كوارث وحروب ومجاعات.

وأفاد كويلار أن الولايات المتحدة لن تعمد إلى فك ارتباطها بشكل كامل في الشرق الأوسط، وهذا الأمر ظهر في سوريا ولبنان ودول أخرى، وتابع أنه من شأن أي متابع للسياسات الأميركية أن يلاحظ أن ما من خطاب حول السياسة الخارجية يُجرى من دون الإتيان على ذكر الصين.

وذكر رئيس كارنيغي أن الرئيسان جو بايدن وشي جين بينغ أدانا التهديدات النووية خلال قمة مجموعة العشرين في بالي. أتى موقفهم هذا في ظل تصعيد الخطر النووي حول العالم، واعتبر أن مؤسسة كارنيغي بذلت الكثير من المجهود للتحذير من خطر حدوث حرب نووية عالمية.

الغزو الروسي الاوكراني
بالمقابل اعتبر نائب رئيس كارنيغي، مروان المعشر، أن الصين راقبت عن كثب ردّ فعل دول الغرب عند حدوث الغزو الروسي لأوكرانيا، للتعامل مع أي أزمة مستقبلية مع تايوان، معتبراً أن هذه الحرب ستؤثر على مناطق أخرى حول العالم، ولا سيما على منطقتي الهندي-الهادئ، بما في ذلك تايوان. وانطلاقاً من تأثير السياسات الصينية المحلية وانعكاسها على النفوذ الصيني في العالم، اعتبر المعشر، أنه بالرغم من تجديد ولاية الرئيس الصيني، إلا أنه اليوم يواجه موجة كبيرة من الاحتجاجات ضد السياسة التي يعتمدها وهي "صفر كوفيد".

ياسين ومعدلات التضخم
يؤكد وزير البيئة ناصر ياسين لـ"المدن" على ضرورة إعادة تفعيل النقاشات حول أزمات العالم والمنطقة انطلاقاً من مؤتمر كارنيغي والذي يجمع نخبة المفكرين حول العالم للحوار والنقاش، والذي يرصد ايضاً التحديات العالمية السياسية والمناخية والاقتصادية وتأثيراتها على الدول الفقيرة.

وفقاً لياسين فقد شهد العام 2022 استمراراً لأزمة الاقتصاد العالمي المصاب أساسًا بأزمات تحت وطأة تغيرات متتالية، من بينها معدّلات عالية وغير مسبوقة من التضخم، وتباطؤ في وتيرة نمو الاقتصاد للدول المنتجة كالصين مثلاً، وتبعات الصراع المستمر في أوكرانيا.

وأشار ياسين أن معدّل التصخم العالمي في العام الماضي بلغ 4.5 في المئة ويُرجَّح أن يرتفع المعدّل هذا العام ليصل إلى حوالى 9 في المئة. لكن وتيرة الارتفاع ستكون أسرع من وتيرة الانخفاض. فستتطلّب عودة المعدّل إلى ما كان عليه قبل الارتفاع عامَين إلى ثلاثة أعوام.

منيمنة: العدالة الإجتماعية
وبحسب النائب ابراهيم منيمة، في حديثه لـ "المدن"، اعتبر أن أهمية المؤتمر اليوم هي الحاجة إلى مناقشة قضايا الشعوب ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها. ومما لا شك فيه فإن النقاشات حملت مشاكل متعددة ومختلفة بحاجة إلى حلول سريعة، وأبرزها قضية الديمقراطية في العالم العربي التي تعاني من تحديات كبيرة، لاسيما أنها على الصعيد اللبناني تعتبر هذه القضية هي أساس المعركة الانتخابية وذلك بهدف القضاء عى الخطاب الطائفي المكرس في لبنان منذ عقود وتحقيق العدالة الاجتماعية.

 

 

 

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها