امرأة وطفل ضحايا مركب موت جديد وانقاذ العشرات

يطوي شمال لبنان الليلة الأخيرة من العام 2022، بغرق مركب هجرة غير نظامية قبالة شاطئ سلعاتا، وكان على متنه 232 مهاجر، تمكن الجيش اللبناني من إنقاذهم، فيما غرقت امرأة وطفل وتم انتشال جثتهما أثناء عمليات الإنقاذ.  

وتشير معلومات ميدانية لـ "المدن" أن معظم ركاب هذا القارب، هم من الجنسية السورية، ومعهم مجموعة صغيرة من اللبنانيين والفلسطينيين. وقد جرى نقل المهاجرين للانطلاق من قبالة شاطئ المدفون، وأبحر المركب لوقت قصير قبل أن يصاب المحرك بعطل كبير.  

وقبالة مرفأ طرابلس حيث ينتظر الأهالي وصول الناجين، يقول السوري يونس جمعة المتحدر من إدلب لـ"المدن" أنه بانتظار وصول شقيقه وعائلته. ويضيف: "رغم مأساة الحادث لكن لم يبق لنا أي خيار سوى أن نرمي أنفسنا بالبحر سعيًا للجوء إلى أوروبا. فلا نحن قادرون على العودة إلى سوريا خوفًا من الاعتقالات والوضع الأمني والاقتصادي هناك، ولا قادرون على العيش في لبنان بسبب الغلاء الفاحش وعجزنا عن توفير حاجاتنا والشح الكبير بتقديمات مفوضية الأمم التي انقطعت عنا مؤخرًا. يضيف: "لو كنت قادرًا ماديًا ولو أملك ما أستطيع رهنه أو بيعه، سأسافر حتما برحلة غير نظامية".  

وتشير معلومات أمنية لـ"المدن" إلى أن "المهاجرين وقعوا في مصيدة المهرب منظم هذه الرحلة (لم تعرف هويته بعد) وتقاضى منهم مبالغ طائلة ناهزت نحو ستة آلاف دولار عن الفرد مقابل إيصالهم إلى إيطاليا، لكنه خدعهم بإحضار مركب ليس مجهزًا بالطريقة التي وعدهم بها. كما لم تعرف بعد وجهة المركب، فيما تشير المعلومات إلى أنه كان متجهًا إلى إحدى الدول الأوروبية. 

وتشير المعلومات إلى أن المرأة المتوفية مع الطفل من الجنسية السورية، وإن اللبنانيين في هذه الرحلة معظمهم من منطقتي باب التبانة والقبة في طرابلس.  

ردود أمنية ورسمية 
وعند نحو الرابعة مساءً، أعلن الجيش عن توجه دورية من القوات البحرية لإنقاذ مركب يغرق قبالة شاطئ سلعاتا- الشمال، و"على متنه أشخاص كانوا يحاولون مغادرة المياه الإقليمية اللبنانية بطريقة غير شرعية". 

واستمرت عملية الإنقاذ نحو ثلاث ساعات، أعلن الجيش على إثرها أن القوات البحرية بالتعاون مع اليونيفيل أنهت إنقاذ الأشخاص الذين كانوا على متن المركب قبالة شاطئ سلعاتا وعددهم 232 مهاجراً، ويجري نقلهم إلى مرفأ طرابلس. وقال: "تم انتشال جثتَي شخصين غرِقا أثناء عملية الإنقاذ". وسبق أن وصلت ثلاثة مراكب من القوات البحرية يرافقها مركب من اليونيفيل إلى موقع المركب.  

من جانبه، قال وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، أنّ المركب تعطل بعد خروجه من المياه الإقليمية اللبنانية، "ما استدعى تدخلاً سريعًا من قبل الجيش اللبناني، الذي قامت عناصره بإنقاذ معظم ركابه ونقلهم إلى مرفأ طرابلس". 

ونوّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالجهود الكبيرة التي بذلها الجيش في سبيل انقاذ ركاب المركب الذي جنح قبالة شاطئ سلعاتا ونقلهم الى طرابلس. وشكر قوات اليونيفيل على مساعدتها في عملية الانقاذ.