الجمعة 2022/10/07

آخر تحديث: 08:48 (بيروت)

كاين... قناص كتيبة "الأسود الثلاثة" في قطر

الجمعة 2022/10/07
كاين... قناص كتيبة "الأسود الثلاثة" في قطر
غالباً ما تدخل إنكلترا البطولات الكبرى مرشحة للفوز ولكنها سرعان ما تخرج باكراً (انترنت)
increase حجم الخط decrease

لم ترفع إنكلترا كأس العالم خلال 15 مشاركة إلاّ مرة واحدة، تلك البطولة التي استضافتها في 1966، وتخوض غمار مونديال قطر 2022 بخاطر مكسور بعد هبوطها إلى المستوى الثاني في دوري الأمم الأوروبية بخسارتها أمام إيطاليا صفر-1 وتعادلها 3-3 أمام ألمانيا في ختام منافسات المجموعة الثالثة التي تذيلتها بثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات وثلاث هزائم، مكتفية بأربعة أهداف سجل نصفها المهاجم هاري كاين، وجاء هدفاه من ركلتي جزاء.

هداف المونديال بلا ألقاب جماعية!!
"كاين من أعظم المهاجمين في كل العصور"... هذا ما قاله المدرب الإيطالي السابق لمنتخب "الأسود الثلاثة" فابيو كابيلو، الذي بنى رأيه على أن نجم توتنهام يسهم في الأهداف والتمريرات الحاسمة ولا ينتظر الكرة فقط، والآن يعود إلى الوراء ويشارك في بناء الهجمات. أما التكريس الأكبر لنجومية قائد المنتخب الإنكليزي، فمنحه وساماً من رتبة الإمبراطورية البريطانية في عام 2019.

قد يكون هاري كاين أكثر اللاعبين في العالم استحواذاً على الألقاب الفردية، ولكنه لم يزل بلا الألقاب الجماعية إن كان مع توتنهام (وصيف كأس الرابطة الإنكليزية المحترفة مرتين ودوري الابطال مرة) أو مع منتخب بلاده، حيث قاد منتخب "الأسود الثلاثة" إلى المركز الرابع في مونديال 2018 وفاز بالحذاء الذهبي بستة أهداف وهو أول لاعب يحقق ذلك بعد غاري لينيكر هداف مونديال 1986 بستة أهداف أيضاً. وكان منقذ المنتخب في التأهل للمونديال الروسي، حين سجل هدف التعادل مع اسكوتلندا وهدفاً آخر في سلوفينيا، والإثنان جاءا في الوقت الإضافي، ليصبح مجموع أهدافه خمسة.

قائد إنكلترا في المونديال الأخير في عمر الرابعة والعشرين، سجل هدفي الفوز على تونس وهاتريك في بنما والهدف السادس في مرمى كولومبيا في دور الـ 16 من ركلة جزاء، وبات ثالث لاعب إنكليزي يسجل الهاتريك في كأس العالم بعد جيف هورست في 1966 ولينيكر 1986.

هاري كاين يتحرق شوقاً لمونديال قطر، حيث تنتظره مبارزة في الأرقام القياسية المزدحمة في سجلاته، مع هداف إنكلترا التاريخي واين روني صاحب 53 هدفاً، أكثر بهدفين من نجمنا الذي كان وصل إلى الهدف 51 في مرمى ألمانيا في المباراة الختامية لدوري المجموعات في دوري الأمم الأوروبية. وفي طريقه إلى قطر سجل 12 هدفاً صنفته ثالث هدافي تصفيات المونديال ومن ضمنها "سوبر هاتريك" في مرمى سان مارينو، ليصبح أول لاعب منذ 1993 بعد إيان رايت يسجل أربعة أهداف وما فوق في مباراة واحدة في قميص إنكلترا، مع الإشارة إلى أن رباعية كاين كانت متتالية وفي غضون 15 دقيقة فقط (من الدقيقتين 27 حتى 42).

يقود كاين في قطر جيلاً ذهبياً معظم عناصره كانوا في عداد المنتخب الفائز بالمركز الرابع بالمونديال الأخير، وبوصافة يورو 2020 (الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا). ومن هنا كان التأهل للمونديال بلا خسارة (8 انتصارات وتعادلان) مع صدارة المجموعة التاسعة بـ 26 نقطة.

ولعل هذه الخبرات أبرز العوامل لتفاؤل الإنكليز في مشاركتهم المونديالية الرقم 16، علاوة على الاستقرار الفني باستمرار المدرب غاريث ساوثغيت ست سنوات، وثباته على هاري كاين ورحيم سترلينغ خياراً أول في الهجوم، مع عناصر مميزين في المقدمة: مايسون ماونت وجاك غريليش وبوكايو ساكا وجايدون سانشو من دون أن ننسى جود بيلينغهام ابن الـ 19 عاماً الذي أقل ما يقال فيه انه لاعب استثنائي والصفة المميزة لهذه الكتيبة الهجومية الخطيرة في المرتدات بقيادة كاين القناص.

ساوثغيت أمّن الاستقرار ولم يجد الحلول
ولكن، غالباً ما تدخل إنكلترا البطولات الكبرى مرشحة للفوز ولكنها سرعان ما تخرج باكراً، ففي يورو 2012 خرجت من ربع النهائي بعد صدارة مجموعتها، وفي مونديال 2014 هبط المستوى وخرجت من الدور الأول متذيلة المجموعة، وفي يورو 2016 غادرت من الدور الثاني بعدما كانت في صدارة المجموعة، ومع أن ساوثغيت، بخلاف أسلافه يتمتع بشخصية صارمة، ومع أنه أمّن الاستقرار ونجح في تشكيل توليفة بين الشباب والخبرة، غير أنه يؤخذ عليه ميله للتغيير المستمر والوفاء لمجموعة من اللاعبين برغم تراجع مستواهم، مثل المدافع هاري ماغواير الذي فقد مكانه في مانشستر يونايتد والذي تسبب بهدفين من الأهداف الثلاثة التي دخلت مرمى منتخب بلاده أمام ألمانيا في ختام منافسات دوري الأمم، فيما استبعد سانشو لاعب الجناح المتألق مع يونايتد وزميله ماركوس راشفورد وترنت-ألكسندر أرنولد مدافع ليفربول، مع أن هذا الثلاثي يُنظر إليه انه المستقبل المشرق لجيل جديد واعد. وأكثر من ذلك، استبعد ايفن توني نجم برنتفورد المتألق هذا الموسم بتسجيله 5 أهداف في 8 مباريات في الـ "بريميرليغ" ليعود ويستدعيه للجولتين الأخيرتين من دوري الأمم من دون أن يشركه!!

وتتصاعد الانتقادات في وجه ساوثغيت لعدم إيجاده حلاً لضعف الهجوم أمام المرمى بدليل الأهداف الثلاثة في 6 مباريات بدوري الأمم الأوروبية، واكتفائه باستدعاء توني الذي أقصاه في الصيف الماضي برغم تسجيله 12 هدفاً في 33 مباراة في أول موسم له في النخبة (سجل 31 هدفاً في 45 مباراة في الشامبينشيب في موسم 2020-2021)، وأكثر من ذلك حد المدرب من دور الجناحين مما جعل المنتخب أكثر ميلاً للدفاع مع أخطاء فادحة وكذلك ضعف في الحراسة!!

ومع ذلك، فإن منتخب إنكلترا في عداد الفرق المنافسة على مونديال قطر، وهو مرشح أول لصدارة المجموعة الثانية وذلك في متناوله كون هذه المجموعة سهلة مع إيران والولايات المتحدة وويلز، واذا تحقق ذلك فسيكون في مواجهة نظيره الإكوادوري وهي مهمة ليست سهلة أمام ثالث المنتخبات المتأهلة عن قارة أميركا الجنوبية وإذا أكمل الإنكليز سيصطدمون مع الفرنسيين المدافعين عن اللقب. وستحمل هذه المواجهة عنوان: لقاء الجريحين في دوري الأمم الأوروبية، ومن بعدها يكون الاحتمال بلقاء ناريي في نصف النهائي مع بلجيكا ثانية التصنيف العالمي وثالثة آخر مونديال، لينتهي السيناريو المفترض بلقاء القمة مع البرازيل التي تجمع الآراء والتحليلات على أرجحية ظفرها باللقب السادس.

كاين الأوّل في كل شيء
هاري كاين الذي تبلغ قيمته السوقية 100 مليون يورو، تحت رادار بايرن ميونيخ الألماني ليعوض رحيل ماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي إلى برشلونة، أما قيمته في سوق الإنجازات فتستحق أغلى الأثمان، فهو الأول في كل شيء: أول لاعب إنكليزي يسجل في مبارياته الثلاث الأولى في كأس العالم، أول لاعب في تاريخ دوري أبطال يسجل 9 أهداف في أول 9 مباريات، الأول الذي سجل 6 هاتريك في عام واحد (2017-2018) كاسراً سيطرة رونالدو وميسي على مدار 7 سنوات، الأول الذي يسجل 10 أهداف مع 10 تمريرات حاسمة في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى (موسم 2020-2021)، الأول في تاريخ إنكلترا يسجل 16 هدفاً في عام واحد محطماً رقمه السابق (12 هدفاً) سجله في 2019.

وهو الأفضل والأكثر مرات ومرات: أفضل هداف في توتنهام متجاوزاً تيدي شيرنغهام (97 هدفاً) مسجلاً هدفه الـ 100 في 2018. وفي 2019 أفضل هداف للنادي في أبطال أوروبا (24 هدفاً) وأكثر لاعب صناعة للأهداف لزميل في مباراة واحدة (هيونغ مين 4 أهداف في موسم 2020-2021). الأكثر تسجيلاً للأهداف لنادٍ واحد (190 هدفاً في 287 مباراة). الأكثر تسجيلاً للأهداف في ديربي شمال لندن ضد أرسنال (14 هدفاً)، الأكثر تسجيلاً للأهداف في 4 مواسم متتالية (أكثر من 20 هدفاً). أكثر لاعب يسجل الهاتريك في موسم واحد في الدوري (6 مرات)ـ وأخيراً وليس آخراً الأكثر تسجيلاً في الدوريات الخمس الكبرى في مختلف المسابقات (56 هدفاً في 2017)

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها