الثلاثاء 2022/10/04

آخر تحديث: 14:08 (بيروت)

روابط المعلمين تصمت عن طرد شاهين و"رسالة الحلبي مردودة"

الثلاثاء 2022/10/04
روابط المعلمين تصمت عن طرد شاهين و"رسالة الحلبي مردودة"
الأساتذة حريصون على طلابهم أكثر من الدولة التي تخلت عن التعليم الرسمي (المدن)
increase حجم الخط decrease
اعتصم عشرات الأساتذة أمام وزارة التربية، منددين بقرار وزير التربية الاستغناء عن خدمات المدرِّسة في التعليم الأساسي نسرين شاهين، مطالبين بعودة الوزير عن قراره. لكن غاب عن التحرك أي ممثل لروابط المعلمين، كما لو أن الأمر لا يعنيهم، رغم أن قرار الوزير أتى بسبب نشاط شاهين النقابي، الرافض لجر الأساتذة إلى الصفوف من دون تأمين أدنى الشروط.
وصحيح أن شاهين متعاقدة ولا رابط عضوياً لها مع روابط المعلمين الرسمية، إلا أن الأخيرة فضلت الصمت ولم تتحل بروح الزمالة حتى وإصدار بيان يندد بفعلة الوزير.

تهديد جيش المتعاقدين
وتقول الأستاذة المتعاقدة نيفين زرقوط إن المتعاقدين لم يتلقوا بعد بدل أتعاب الفصل الثالث من العام الفائت، وكل الوعود التي تلقوها العام الفائت لم تتحقق بتاتاً. فقد وعدوا بتلقي بدل نقل، حيال غلاء كلفة المواصلات بما يفوق أجر ساعة التعليم بمرات، ولم يتلقوا أي شيء. وحتى مساعدة التسعين دولاراً من الدول المانحة وصلتهم أقل من ذلك بكثير، وعلى سعر صرف المنصة أيضاً، ولم يعرفوا السبب.
ورغم أن زرقوط من الأساتذة الذين لا ينشطون في المجموعة النقابية التي ترأسها شاهين، اعتبرت أن الاستغناء عن شاهين ليس إلا لكم الأفواه، ورسالة لهؤلاء المغبونين بأن عليهم الخضوع. فشاهين لم تساوم مثل باقي المجموعات النقابية للمتعاقدين على حقوق الأساتذة، ورفضت إبداء الطاعة للوزير. وهذا هو السبب وراء الاستغناء عن خدماتها، قالت.

رسالة تهديد واضحة
وأضافت أن الأساتذة الذين عادوا إلى الصفوف إنما عادوا لأنهم يريدون مصلحة طلابهم. فهم حريصون على طلابهم أكثر من الدولة التي تخلت عن التعليم الرسمي وعن الأساتذة.
وسط صمت مطبق من روابط المعلمين الرسمية حول خطوة وزير التربية عباس الحلبي بفصل شاهين، الناشطة بين أساتذة التعليم الرسمي، يبدو أن وزير التربية يريد تسيير العام الدراسي بأي طريقة كانت. فقبل عقد رابطة التعليم الثانوي جمعيات عمومية لاستفتاء الأساتذة بقرار العودة أو اللاعودة إلى التعليم، قرر وزير التربية استخدام أسلوب التهديد، بعدما لم تنفع كل أساليب الترغيب، بمنح الأساتذة مساعدة من الدول المانحة مبلغ 130 دولاراً، لم يعد لها أي قيمة شرائية بفعل غلاء الأسعار. 

لم تكن خطوة الوزير غير مدروسة أو متسرعة. فقد أتت بعد رسالة تهديد أخرى قالها للأساتذة بأن من لا تعجبه "عطاءات" الحكومة يمكنه البقاء في بيته. ولم ينتق الحلبي الأستاذة شاهين عشوائياً، بل لأنها الحلقة الأضعف لتأديب الأساتذة، بمعنى أن شاهين متعاقدة ويمكن فسخ العقد معها بشحطة قلم، الأمر الذي لا يمكن فعله مع أساتذة الملاك. فعلى أعتاب بدء العام الدراسي في مرحلة التعليم الأساسي، الذي يعتمد على جيوش الأساتذة المتعاقدين والمستعان بهم (أكثر من 2800 أستاذ) أتى قرار الاستغناء عن خدمات شاهين، كرسالة واضحة لجميع هؤلاء "الجنود" بأن عليهم تنفيذ أمر اليوم والذهاب إلى المدارس، لتجنب مصير شاهين. بمعنى آخر، عليهم السكوت على الغبن اللاحق بهم. فالحلبي يعلم أن لا تعليم في المدارس الابتدائية والمتوسطة من دون جيوش المتعاقدين، المحرومين من أبسط حقوقهم الوظيفية، مثل تلقي بدلات النقل والاستشفاء وغيرها. وبما أنهم غير راضين عن المساعدات التي رصدت، فعليهم الحضور بالغصب والترهيب. 

وكان سبق أن الحلبي لم يدع شاهين لآخر اجتماع عقده مع ممثلي الأساتذة، بسبب مواقفها وانتقاداتها المتكررة للوزارة حول وجود فساد وهدر فيها. ثم أتى قرار الاستغناء عن خدماتها ملتبساً. فقد طلب الوزير عدم تجديد عقد التعاقد معها للعام الحالي والأعوام اللاحقة، "لانتفاء الحاجة إلى خدماتها"!

..ليتعظ من أسلافه
ويقول النقابي في لقاء النقابيين الثانويين حسن مظلوم إنه إذا كان الوزير الحلبي يريد من طرد شاهين إيصال رسالة إلى الأساتذة الرافضين للعودة إلى المدارس، قبل تأمين الحد الأدنى لحياة لائقة فهو مخطئ. واعتبر أن الاستغناء عن شاهين ليس إلا سياسة كم أفواه النقابيين الذين ينتقدون الفساد والهدر والمحسوبيات في وزارة التربية.
وأضاف أن ما أقدم عليه الحلبي "سقطة كبرى. فقد كان بإمكانه الإيعاز لمدير المدرسة بعدم تجديد عقدها لو تحلى بالذكاء. لكن بما أنه اخذ القرار على عاتقه، فهذا يعبر عن عقلية سلطوية لتهديد جميع الأساتذة. وبما أنه أراد إرسال رسالة تهديد، فهو قاضٍ ويعرف بالقانون. ونقول له إن الأساتذة في الملاك مثبتين بمرسوم ولا يقالون إلا بمرسوم. وبالتالي الرسالة وصلت وهي مردودة ولا قيمة لها. لكن ما عليه معرفته إن إدارة التربية بعقلية دكتاتورية لا تمر مع الأساتذة. وعليه أن يسأل أسلافه ماذا حصل في العام 1973 عندما فصلت حكومة صائب سلام 300 أستاذ بسبب مواقفهم النقابية، وعادت وسحبت قراراها وأعطت الأساتذة حقوقهم. الأساتذة لن يعودوا إلى التعليم قبل تأمين شروط عودة كريمة ولائقة".  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها