العمل لصالح التجار والمركزي
الحادثة، كما يروي الصرافون، ستجعلهم لا يثقون ببعضهم البعض، ولا حتى بالأشخاص الذين إمتهنوا شراء الدولارات بليرات مصرف لبنان، وربما لا يثقوا بعد اليوم بمجموعاتهم، التي يبدو أنها إخترقت من قبل "نصابين" وأحيانا مجرمين، على حد وصفهم.
هذه الحادثة تضاف إلى أخرى، حصلت قبل أسابيع، ذهب ضحيتها محمد نايف رايد، الذي يعمل صرافا في شتورا أيضا، لا زالت ماثلة في الاذهان. وكان رايد وفقا لما تبين من خلال تفاصيل التحقيقات في طريق عودته إلى بلدته عرسال مع رفيقين له، بعد أن عرض كمية من الأموال التي عمل على تبديلها على أحد هذه المجموعات. وبالتالي فإن من إعترضوه يخترقون هذه المجموعات أيضا.
وفق المعلومات فإن الصرافين عموما يحتاجون إلى التعاون فيما بينهم عبر هذه المجموعات. وهي مجموعات يطرح فيها الصوت بمعظم الأحيان لتجنيد الصرافين في تلبية حاجات كبار التجار، وأحيانا لحاجة مصرف لبنان لتبديل العملة الوطنية بالدولار أو العكس. ويؤثر نشاط هذه المجموعات بشكل كبير في عدم الاستقرار الذي يعانيه سوق الصرف، خصوصا عندما تكون الأموال المطلوبة كبيرة.
ويقول الصرافون أن هناك عددا من الأشخاص، ومن بينهم س.ي. الذي نفذ عملية النصب الأخيرة، هم ممن يعملون مع كبار التجار ولمصلحة مصرف لبنان، وبالتالي، فإن الصرافين بحاجة إليهم لمساعدتهم في تصريف كميات الدولارات التي يجمعونها يوميا من خلال مصادر مختلفة.
غير أن اللافت أن صناديق الأموال "المجلتنة" التي يتحدث عنها الصرافون لا تتوقف حركتها في ساحة شتورا. فبينما كان أحد الصرافين يخبرنا عن الحادثة التي وقعت في الساحة، توقف ليرشدنا إلى وصول أحدى تلك الصناديق المحملة بالأموال الحديثة الطباعة. وتشكل هذه الفوضى السبب الرئيسي وراء تكاثر عمليات النصب التي بات يسمع بها يومياً في ساحة شتورا. وهي لا تقتصر على محيط ساحة شتورا التي تضم تجمع الصرافين، وإنما تمددت قبل أسبوعين تقريبا إلى أحد مصارف شتورا لدى سلب مواطن مبلغ 50 ألف دولار من أمام بنك عوده الذي يتعامل معه. وهو ما يشكل مؤشرا إلى المنحى غير الآمن الذي بات يحيط بعمليات تبادل الأموال، بعد أن صارت كتلة السيولة المتوفرة بمتناول الناس ضخمة جدا، إلى حد إثارة الأطماع بأشكال مختلفة، وتهديد أمن المواطنين وسلامتهم، متى وجدوا في ساحات عمليات السلب أو النصب المنفذة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها