وأثار الفيديو امتعاضًا واسعًا لدى الرأي العام، وتذكر البعض كيف أن النائب السابق عينه سبق أن هاجم قبل نحو إربع سنوات مطلقي نار، مخاطبًا إياهم: "ما بتفهموا، ما بقى حدا يقوّص".
وواقع الحال، فإن توقيف الجيش لعلم الدين الذي لا يتمتع بأي حصانة حاليًا، تبدو استجابة لغضب الناس ضد مشهد إطلاق الرصاص، بعدما ظهر متباهيًا أمام عدسات الهواتف التي توثق "فخره وسعادته" بحمل رشاش حربي أمام الجموع وإطلاق الرصاص.
لكن ما فعله علم الدين، ليس من خارج سياق نهج النواب عمومًا، وفي عكار على وجه التهديد، حيث يمتهنون كل أساليب الخروج عن القانون وتكريس ممارساتهم كثقافة عامة في مناطقهم. وقد تكون اصغر ارتكابات معظم نواب عكار، السابقين والحاليين، اطلاق النار وحمل السلاح، بينما تصل، في أحد وجوهها إلى التهريب نحو سوريا والتواطؤ بكل اشكاله، تعزيرًا لنفوذهم العشائري والزبائني بالمنطقة، ولجني الأرباح غير الشرعية، وعلى مرأى من أعين الدولة وأجهزتها الأمنية.
يشار ألى أن علم الدين كان من مناصري تيار المستقبل. وكان عضوًا في التيار الأزرق وانتخب عن المنية على لائحته في العام 2018 حاصدًا نحو عشرة الاف صوت. لكنه بعد عزوف زعيم "المستقبل" سعد الحريري وتعليق عمله السياسي بانتخابات ٢٠٢٢ الأخيرة، انسحب من التيار وبات يحسب على "المنقلبين" عليه.
وترشح علم الدين على لائحة "انقاذ وطن" التي رأسها النائب أشرف ريفي، لكنه خسر وتراجع عدد أصواته بالمنية إلى 5496 صوتًا مقابل فوز منافسه النائب أحمد الخير.
وفي وقت لاحق من مساء السبت، أطلقت مخابرات الجيش سراح علم الدين من وزارة الدفاع، بسند إقامة، وجرى تحويل ملفه للمحكمة العسكرية.
ويبدو أن النائب السابق مصرّ على المضي بأفعاله مع مناصريه. ففور خروجه، شهدت المنية وجوارها إطلاق نار في الهواء من قبل مناصريه "ابتهاجًا"، في حين تمت إعادة فتح طريق المنية الدولية وجميع طرقات المنية الأخرى، بعدما طلب علم الدين من مناصريه فتحها.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها