الجمعة 2022/01/28

آخر تحديث: 14:18 (بيروت)

يخسرون التعليم والعمل: شبان وشابات لبنان بخطر كبير

الجمعة 2022/01/28
يخسرون التعليم والعمل: شبان وشابات لبنان بخطر كبير
تداعيات خطيرة على النمو المستقبلي والتماسك الاجتماعي في لبنان (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease

تحت عنوان "البحث عن الأمل"، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة في لبنان، اليونيسف، تقريرًا جديدًا، الجمعة 28 كانون الأول، كشف جانبًا جديدًا من تداعيات الأزمة المتفاقمة في لبنان، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، لجهة انقطاع عدد كبير من الشباب والشابات عن التعلم، ما يؤدي لسلب أحلامهم ومستقبلهم. 

وقائع مقلقة
وقال التقرير إن الأزمة "تحرم فئة الشباب والمراهقين من عنصر الاستقرار الذي هو غاية في الأهمية في سنهم، كونها تسلبهم حقهم في التعلّم والأحلام والمستقبل".   

ويفيد أيضًا، أن الأزمة تُجبر الشباب والشابات، على نحو متزايد، على ترك التعليم والإنخراط في عمالة غير رسمية وغير منتظمة، والقبول بأجورٍ متدنية في سبيل البقاء على قيد الحياة، ومساعدة أسرهم على مواجهة التحديات المتزايدة.  

وفي أرقام مقلقة جديدة، أفاد تقرير "البحث عن أمل"، إلى أن 4 من كل 10 شباب وشابات في لبنان تقريبًا، خفّضوا الإنفاق على التعليم، من أجل شراء المستلزمات الأساسية من غذاء ودواء ومواد أساسية أخرى، وانقطع 3 من كل 10 عن التعليم كليًا.   

ويشير تقييم اليونيسف السريع الذي يركّز على الشباب إلى ما يلي: 
- 31% من الشباب والشابات خارج دائرة العمل أو التعليم أو التدريب.
- انخفاض نسبة الالتحاق بالمؤسسات التعليمية من 60% في 2020-2021، إلى 43% في السنة الدراسية الحالية. 

وتقول اليونيسف إن انقطاع الشباب والشابات عن التعلّم قد يؤدي إلى آثار كبيرة على مستقبلهم التعليمي وعلى آفاق العمل الذي قد ينخرطون فيه على المدى البعيد. وبالتالي، إذا لم يُعمل سريعًا إلى تغيير الاتجاهات الحالية، واتخاذ الإجراءات المناسبة، فستتفاقم الأمور أكثر. وسيكون لذلك تداعيات خطيرة على النمو المستقبلي والتماسك الاجتماعي في لبنان.  

في ظلِّ الأزمات التي تدفع كثير من الشباب والشابات إلى ترك التعليم، فـ"إنه غالبا ما يجد هؤلاء أنفسهم غير مهيئين للمنافسة على الوظائف القليلة المتاحة، وقد ينتهي بهم الأمر، في أحيانٍ كثيرة، إلى القبول بأجر منخفض في قطاع غير نظامي".  

تكيّف سلبي
ويذّكر التقرير بعدة أمور:  

- يبلغ متوسط دخل الشباب والشابات العاملين الشهري 1,600,000 ليرة لبنانية، وهو ما يعادل 64 دولارًا أميركيًا تقريبًا، حسب سعر السوق السوداء الموازية. 
- في ما يتعلق بأحوال الشباب السوري في لبنان، يتدنى دخل هؤلاء إلى النصف، مقارنة بما يجنيه الشباب اللبناني، أي ما يعادل الدولار الواحد يوميًا. 
- وفق التقييم فإن 7 من كل 10 شباب - إناث وذكور- يمكن اعتبارهم عاطلين عن العمل، وأن هؤلاء لم يجنوا دخلًا ما خلال الأسبوع الذي سبق إجراء التقييم. 
- أدّت الأزمة اللبنانية إلى زيادة آليات التكّيف السلبية الأخرى في موازاة خفض تكاليف التعليم. 
- 13% من العائلات تعتمد إستراتيجية تكيّف تتمثل بإرسال أطفالها، ما دون سن 18 عامًا، إلى العمل. وهذه النسبة قد ترتفع أكثر إذا ساء الوضع أكثر. 
-خفّض واحد من كل شابين إثنين تقريبا النفقات الصحيّة، وتلقى 6 من كل 10 شباب فقط الرعاية الصحيّة الأولية عندما احتاجوا إليها.   

ويذكر التقرير شهادة شابة تدعى حنين (17 عامًا)، وتقول: "الأموال التي نجنيها الآن لم تعد كافية. التضخم مرتفع جدًا وما نحصل عليه لا يكفي لمواجهة هذا التضخم. لذا، علينا شهريًا تحديد الأولويات -إيجار المنزل، الأدوية، والغذاء- ولا يمكننا الحصول على جميعها في آن واحد". وقالت هند (22 عاما): "نظرتي للمستقبل قاتمة. لأول مرّة في حياتي أريد أن أرحل، أريد أن أغادر بلدي، أريد أن أهاجر من لبنان". 

وتقول إيتي هيغينز، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة بالإنابة -اليونيسف- في لبنان: "شباب وشابات لبنان بحاجة ماسة إلى الدعم. هناك حاجة ملحة من أجل إيجاد استثمارات تحول دون أن تكون المخاوف المالية مانعًا من حصولهم على التعليم والمهارات التي يحتاجون إليها لإيجاد العمل اللائق في نهاية المطاف والإسهام في استقرار لبنان وإزدهاره".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها