الخميس 2022/01/27

آخر تحديث: 15:59 (بيروت)

العاصفة الثلجية "الاستثنائية" تدمّر خيم اللاجئين وتحاصر فقراء القرى

الخميس 2022/01/27
العاصفة الثلجية "الاستثنائية" تدمّر خيم اللاجئين وتحاصر فقراء القرى
زادت العاصفة من مآساة اللاجئين السوريين والفقراء اللبنانيين (المدن)
increase حجم الخط decrease

لا تكتمل فرحة البقاعي عموماً بفصل الشتاء من دون الثلوج، التي يترقب المزارعون خصوصاً تساقطها بغزارة، حتى تملأ الخزانات الجوفية بكميات المياه التي تحتاجها الأرض في الفصول المتبقية. إلا أن فرحة هذا العام بكرم الطبيعة، تنغصها الأحوال الاقتصادية والاجتماعية لأبناء المنطقة، الذين بات الكثيرون منهم يعيشون دون خط الفقر، ولم تتمكن فئة كبيرة منهم من تأمين الكميات اللازمة من مادتي المازوت وحتى الحطب للتدفئة، ما فاقم مأساة الفئات المهمشة، سواء من اللاجئين السوريين أو حتى من اللبنانيين الذين يعيشون بظروف اجتماعية وصحية قاسية.

ومع ذلك "يقنص" أهالي البقاع لحظات الفرح من عاصفة ثلجية "استثنائية" أجمعت الآراء على كونها الأكبر والأكرم منذ سنوات طويلة، حيث وصلت سماكة الثلوج في بعض البلدات، وخصوصاً تلك المرتفعة إلى أكثر من متر.

وقد عزلت الثلوج بعض القرى البقاعية عن بعضها، فارتفعت صرخة الاستنجاد منها، للمطالبة بإعادة فتح طرقاتها الرئيسية، وخصوصاً باتجاه المستشفيات والصيدليات والأفران. كما تسببت العاصفة بأضرار كبيرة في شبكة الكهرباء، فغرقت بعض الأحياء والقرى في ظلمة وبرد، قبل المباشرة بإصلاح الأعطال. 

إلا أن الصرخة الأعلى خرجت من مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع. ومع أنه ليس موسم الشتاء الأول الذي يمضيه هؤلاء في خيمهم، إلا أن كثافة الثلوج، فضلاً عن عدم تمكن الكثير من اللاجئين من تدعيم خيمهم، أدى إلى تساقط بعضها في أكثر من بلدة بقاعية، وخصوصاً في المناطق الجردية كعرسال.

وفاقمت العاصفة المستمرة منذ الأسبوع الماضي من مأساة بعض العائلات السورية، التي عجزت عن تأمين الدفء لأطفالها، فلجأت الى استخدام حتى أكياس النايلون لإبقاء مدافئها مشتعلة.

دمرت الثلوج خيم اللاجئين في البقاع (المدن)


في المقابل، بدا وجع عائلات لبنانية في مختلف قرى البقاع متساو مع وجع أبناء المخيمات وإن بشكل مستتر. الأمر الذي تطلب تدخل أكبر من قبل الجمعيات الأهلية وحتى السلطات المحلية، لتأمين الاحتياجات الأساسية لعائلات محتاجة، وإن بشكل آني. وذكر أن بعض الجمعيات لجأ إلى توزيع صفيحتي مازوت على بعض العائلات لتمرير العاصفة بوجع أقل. كما عمدت بعض الجمعيات لتأمين الدواء والمواد الغذائية للأكثر ضعفاً بينهم.

ولفتت مصادر عاملة في المجال الاجتماعي إلى تضخم كبير في أعداد البقاعيين الذين باتوا يطلبون المساعدات، وخصوصاً من مادة المازوت، بعد أن صار سعر الصفيحة يوازي نصف الحد الأدنى للأجور، وهي تكاد لا تكفي حاجة أسبوع.

لوجستياً، ومع تراجع حدة العاصفة منذ ظهر أمس باشرت الفرق الفنية التابعة لمختلف البلديات بفتح الطرقات، وسط ظروف اقتصادية ضاغطة حتى على البلديات، التي ناشد عدد منها تأمين مادة المازوت لآلياتها.

فيما عملت الآليات التابعة لوزارة الأشغال على فتح الطرقات الرئيسية وخصوصاً طريق ضهر البيدر، الذي انقطع كلياً لساعات طويلة من يوم الخميس، عازلاً منطقة البقاع نهائياً عن باقي أجزاء لبنان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها