السبت 2022/01/22

آخر تحديث: 14:38 (بيروت)

الأونروا رمتهم: الفلسطينيون المهجرون من سوريا في "الخيمة 194"

السبت 2022/01/22
الأونروا رمتهم: الفلسطينيون المهجرون من سوريا في "الخيمة 194"
عرضت الأونروا دفع 75 دولاراً للعائلة ولمرة واحدة فقط! (المدن)
increase حجم الخط decrease

يأتي خالد زهير غنام يومياً للمبيت في خيمة نُصبت أمام المقر الرئيسي لوكالة الأونروا في منطقة بئر حسن ببيروت، ومعه العشرات من اللاجئين الفلسطينين المهجرين من سوريا، احتجاجاً على توقف الوكالة عن دفع بدل الإيواء والغذاء التي كانت تقدمه لحوالى 27 ألف فلسطيني جاؤوا من سوريا بعد انفجار الأحداث هناك.

دوافع الأونروا الخفية
غنام الذي أتى وعائلته من منطقة القابون ويعيش اليوم في مخيم شاتيلا، يشكو بشكل أساسي من عدم قدرة ابنته البالغة من العمر تسع سنوات على المشي، نتيجة حاجتها الماسة إلى جهاز يوضع بالقدم يصل ثمنه إلى 1800 دولار، لكن الأونروا رفضت المساعدة، بذريعة أن ذلك خارج إطار مسؤولياتها. غنام ورفاقه يبيتون طوال الليل داخل الخيمة، من دون أن يستطيعوا مدّ الفراش، بل يبقون جالسين، فالمطر يُغرق الخيمة بفعل الثقوب الكثيرة، ولا تدفئة أو إضاءة، بعد أن فصل عنها مركز الأونروا الكهرباء بأمر من المدير العام كلاوديو كوردوني، كما يقولون.   

من غير الواضح حتى الآن الدوافع الحقيقية لقرار الوكالة بقطع المساعدات منذ 15/12/2021 سوى التذرّع بالأزمة المالية، الأمر الذي يشكك فيه مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فؤاد ضاهر، في حديثه لـ"المدن"، ويقول "إن عدد الفلسطينيين القادمين من سوريا ليس بكبير، ولا يمكن أن يُشكل عبئاً على ميزانية الوكالة، والأمر الآخر إن الدول المانحة ما زالت تموّل جمعيات تعمل في المخيمات بمبالغ مجزية لمشاريع بعضها ليس بذات أهمية كبيرة، فلماذا تمتنع عن الدفع للأونروا لمساعدة شريحة هي الأكثر حاجة؟ هذا الأمر يدعو إلى الشكوك، خصوصاً وأننا لم نشهد جهوداً مُعتبرة من المفوض العام أو المدير العام في هذا الإطار".

ويعتبر ضاهر أن خطة الأونروا وأهدافها تتفق مع صفقة القرن، وتصفية الوكالة الدولية تحت شعار: "التجويع يؤدي إلى التطبيع والتهجير. فشطب هذه الوكالة هو شطب لصفة اللاجئ وحق العودة. من هنا نحن نقاتل من أجل الحفاظ على الأونروا..". إشادة ضاهر بالتضامن الفصائلي خلال الاعتصام لا يمنع التخوف بأن يكون ذلك سبباً في تعزيز قدرة الأونروا على اختراق المعتصمين، وإفشال الاعتصام، كما جرى في مرات سابقة. لكن ضاهر يحاول تبديد هذا التخوف ويرد بأن "هذا الغطاء الفصائلي يعطي قوة إضافية للمعتصمين، ويثبت الوحدة الوطنية، ويضعنا كفصائل جميعاً أمام مسؤولياتنا إزاء مطالب الفلسطينيين القادمين من سوريا".

انقطاع المفاوضات
وكانت الأونروا تدفع 100 دولار بدل إيواء شهري للعائلة الواحدة، إضافة إلى 27 دولاراً بدل غذاء. ومنذ نصب الخيمة أمام مركز الأونروا في 11/1/2022 لم تجر أي مفاوضات جدية مع الوكالة، باستثناء زيارة مدير الأمن في الوكالة أحمد الوزير، الذي استمع للمطالب، ودعا إلى تشكيل وفد لمقابلة مدير عام الأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني، لكن المعتصمين رفضوا، وطالبوا بمجيء كوردوني ومفاوضتهم في الخيمة. ثم عرضت الأونروا دفع 75 دولاراً للعائلة ولمرة واحدة، فرُفض العرض من قبل المعتصمين، وكان ذلك التواصل الأخير الذي جرى بعده قطع الكهرباء عن خيمة المعتصمين.

أحد الناشطين القيمين على خيمة الاعتصام، أحمد سخنيني، يرى أن الخيمة لم تكن أولى الخطوات، بل إن التظاهر بدأ منذ اليوم التالي لقرار الأونروا "وتوالت التظاهرات من دون أن تجد أذناً صاغية في الوكالة، مما اضطرنا إلى اللجوء لنصب خيمة الاعتصام التي سميناها "الخيمة 194"، في إشارة إلى قرار حق العودة الصادر عن الأمم المتحدة، وأن كل اعتصاماتنا تأتي في سياق النضال من أجل تحقيق العودة".

ويقارن سخنيني بين تصرف المفوض العام الحالي فيليب لازاريني الذي زار لبنان مؤخراً "من دون أن يعطي اهتماماً للاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا، والمفوض العام السابق بيير كرينبول الذي زار مخيم برج البراجنة عام 2017، وصرح من بيت أحد الفلسطينيين القادمين من سوريا من أنه سيناضل من أجل حقوق الفلسطينيين السوريين واحتياجاتهم".

كما يعقد مقارنة بين المدير العام الحالي للأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني "الذي قطع الكهرباء عن خيمتنا، والمدير العام السابق سالفاتوري لومباردو الذي أمدّنا بالإنارة خلال اعتصامات سابقة، وفتح مرافق الوكالة أمامنا، وفاوضنا، ووصلنا معه إلى تفاهمات مهمة". ولا يخفي تخوفه من أن يكون أحد أهداف التقليص دفع من تبقى من الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى الهجرة "خاصة وأن من تبقى لا يزيد كثيراً عن نصف القادمين، والبقية هاجرت إلى القارة الأوروبية".

إلى يوم غضب
وكان من جملة المطالب التي قدّمها المعتصمون للأونروا "تسوية الأوضاع القانونية المتعلقة بالإقامة مع الجهات المختصة خاصة لمن لا يملك أوراقاً ثبوتية". ويقارب عددهم ثلاثة آلاف، وتشترط الأونروا جملة من الشروط من أجل تسجيلهم، من بينهما توفير فاتورة هاتف، وفاتورة كهرباء، والعلامات المدرسية للسنوات السابقة لمن لديها أولاد في سن الدراسة، الأمر الذي يعيق أيضاً وصول مئات الطلاب إلى مقاعد الدراسة.

يقول المعتصمون إنهم بصدد التصعيد خلال الأيام المقبلة. وقد دعوا إلى "يوم الغضب" الإثنين المقبل، عند مدخل مركز الأونروا الرئيسي. ويشددون على أنهم لن يتراجعوا "لأنه لم يعد هناك ما يخسرونه، وصمودهم تحت المطر يثبت قدرتهم على البقاء" كما يقول ماهر الشهابي القادم من مخيم اليرموك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها