الأحد 2021/08/29

آخر تحديث: 17:00 (بيروت)

فواتير كهرباء زحلة: راتب كامل وبالملايين للمؤسسات.. وبوادر صدام

الأحد 2021/08/29
فواتير كهرباء زحلة: راتب كامل وبالملايين للمؤسسات.. وبوادر صدام
باشرت الشركة بتوزيع الفواتير وسط أزمة تقنين حادة تشهدها زحلة وقرى قضائها (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
في زحلة و16 قرية بقاعية تتغذى من خدمة شركة كهرباء زحلة تحول الشعار من "جبايتنا مئة بالمئة" إلى "مش دافعين". وهذا جزء من حملة "عنيفة" شنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على كهرباء زحلة في اليومين الأخيرين.

وجاء هذا رداً على "إصدار 15 آب" من فواتير الشركة، كاشفة عن بوادر ما بدأته في بعض القرى: مضاعفة قيمة الفواتير مرات عن قيمة آخر فاتورة تلقاها المواطنون في الشهر الماضي. وهذا فيما تعاني زحلة وقراها التي تتغذى من خدمة الشركة من تقنين حاد، بلغ 16 ساعة يوميا في الأسبوع الماضي.

راتب الشهر للكهرباء
وفي شهادات حول أرقام الفواتير شكا مواطنون مضاعفتها مرات أربع. فبات بعضها يفوق قيمة راتب شهر موظف كان يعد سابقا متوسط الدخل.

وتروي ميسا من بلدة برالياس، أن والدتها اضطرت لأول مرة منذ سبع سنوات أن تقفل الباب بوجه الجابي من دون أن تدفع له قيمة الفاتورة التي وصلت هذا الشهر الى 820 ألف ليرة، بعدما فوجئت بإرتفاع قيمتها إلى 220 ألفا في الشهر الماضي. وكذلك فعل صهرها الذي وصلت فاتورته إلى 550 ألفا، مع أنها لم تتخط يوما 80 ألف ليرة.

وبالملايين للمؤسسات
وتحدث صاحب مؤسسة سياحية في البردوني عن ارتفاع قيمة فاتورته من 5 ملايين ليرة إلى 18 مليون. وتلقى صاحب مطعم فاتورة بقيمة 22 مليوناً. وهذا مبلغ "خيالي"، يقول أنه لم يحسب له أصحاب المؤسسات حساباً من ضمن تكاليف أعمالهم.

وفي مراجعة سريعة للفاتورة، يتضح أن نسبة المقطوعية التي عانت منها الشركة ارتفعت جداً، وكذلك سعر المازوت، الذي لم يعد يتوفر بسلاسة كما في الماضي. ولكن الفواتير صدمت الأهالي، لأنها تمتص قدرتهم على الصمود، بعدما انعكس التقنين تراجعاً على معظم الحركة الاقتصادية في المنطقة.

بوادر صدام
لذا خرجت الدعوات للامتناع عن تسديد الفواتير. وعمت حملة "مش دافع" صفحات التواصل الاجتماعي في مجمل البلدات التي تتغذى من شركة كهرباء زحلة. وتحولت الحملة محور نقاش في مدينة زحلة، أكبر تجمع سكاني في نطاق تغذية الشركة، حتى قبل ان تبدأ إصدار فواتيرها وتوزيعها.

و"صدمة الفواتير" كانت آخر ما يترقبه مكلفو زحلة وقضائها لدى الشركة، بعد صدمتهم السابقة من تخفيض نسبة التغذية إلى حدود دنيا. وهذا ما وضع الشركة أمام خسارة امتياز آخر من ميزاتها التي طالما "افتخر" بها مدير عام الشركة أسعد نكد. فالشركة التي رفعت شعار 24 على 24 لم تعد حاليا تؤمن التغذية لأكثر من 8 ساعات يومياً. أما جبايتها التي يكرر نكد أنها "مئة في المئة"، فصارت تحت تهديد الأهلين الذين لوحوا بإقفال الشركة ومنع موظفيها من الالتحاق بأعمالهم، إذا لجأت إلى قطع الكهرباء عن المتخلفين عن الدفع.

ولعل الخطأ الكبير الذي وقعت فيه الشركة، أنها باشرت بتوزيع الفواتير وسط أزمة تقنين حادة تشهدها زحلة وقرى قضائها.

وفاقمت الاعتراضات البلبلة التي أثارتها الشركة بإصدارها برنامج تغذية يقلل من ساعات التقنين في الأسبوع الماضي، ثم تراجعها عنه بعد ساعات، بذريعة عطل شامل تعرضت له مؤسسة كهرباء لبنان. وهذا أثار تساؤلات عما إذا كانت الشركة تشغل مولداتها فعلياً لتأمين التغذية في أوقات التقنين، أم أنها تقوم بتوزيع الكميات التي تصلها من مؤسسة كهرباء لبنان. وإذا كانت تفعل ذلك فعلاً، فكيف تبرر الزيادة على الفواتير؟

زحلة تنتفض
وعليه طالب البعض، ومنهم مجموعة "زحلة تنتفض"، بتوضيح مفصل حول الفاتورة، تجنباً للوقوع في المحظور.

وأشارت المجموعة الى "أن الشركة مطالبة اليوم قبل غد، وقبل إرسال جباتها لمواجهة الناس، بإصدار بيان توضح فيه لمشتركيها بالتفصيل وبكل شفافية، كيفية تسعيرها الفاتورة وعلى أي أساس، وتبرير الزيادة عليها، بشكل علمي وبالارقام".

وطالبت "زحلة تنتفض" بالإجابة على الأسئلة التالية: "ما هي ساعات التغذية من مؤسسة كهرباء لبنان، وسعرها؟ وكم عدد ساعات التغذية من مولدات الشركة. وتحديد كميات المازوت المشتراة ووفق أي سعر؟ وكذلك الكميات المستلمة من مصادرات الجيش والأجهزة الأمنية، وهل هي مجانية أم مدفوعة؟".

وعلى ضوء هذا البيان وفقا لـ "زحلة تنتفض"، "يتم تقييم ما إذا كانت هذه التسعيرة منصفة للناس أولاً وللشركة ثانياً. وفي حال تبين أن هذه الزيادة غير مبررة، إما أن تراجع الشركة قيمة الفاتورة، وإما أن تصوب حملة مش دافعين، ليتم دفع القيمة الحقيقية للخدمة نفسها".

وبيان "زحلة تنتفض" عكس حرصاً على الشركة، كمؤسسة زحلية عريقة، وعلى موظفيها من أبناء المنطقة وعلى خدماتها، مع التشديد على إشراك الناس من خلال حقهم بالوصول الى المعلومة، وتصحيح المسار في حال وجود خلل.

ضرورة الشفافية
وتقف الشركة أمام تحدي إبراز الشفافية، التي لم يعد ممكناً تجاوزها بحملات تسويقية. فالناس - خصوصا في زحلة، وإن كانت تميل إلى تسديد الفواتير - لن تفعل ذلك "عالعمياني"، كما كانت الحال السائدة مع الشركة سابقا.

ويريد الناس شروحاً واضحة للتقنين ولفواتير الكهرباء. وهذا ما عكسه معظم التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي، في موازاة الدعوات التي وجهت للامتناع الشامل عن تسديد الفواتير في قرى القضاء الأخرى، وللاعتصام أمام مكاتبها.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها