الأحد 2021/07/25

آخر تحديث: 19:55 (بيروت)

قتيلا طرابلس: ما علاقة "جندالله" وآل حسون؟

الأحد 2021/07/25
قتيلا طرابلس: ما علاقة "جندالله" وآل حسون؟
تخوف من تداعيات ثأرية للجريمة (السوشيال ميديا)
increase حجم الخط decrease

وقعت مساء السبت جريمة مروعة في طرابلس، ومن دون سابق إنذار، أودت بحياة كل من عامر مرعب، المعروف بأبو عثمان، ورفيقه طلال عمران، بعد أن أقدم مجهولون على متن دراجة نارية، على إطلاق النار نحوهما من رشاشات حربية، مقابل مسجد البشير في القبة، مما أدى إلى مقتلهما فورًا.  

ورغم أن الجريمة وقعت بظروفٍ غامضة، لكن ملابساتها وخلفياتها، دفعت كثيرين لترجيح احتمال الثأر، فيما رأى آخرون أن ثمة طرفًا ثالثًا لاستغلال جريمة قديمة من أجل إثارة البلبلة وإشعال الفتنة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.  

عودة إلى 2013  
ويبدو أن الجريمة كانت تستهدف عامر مرعب، وهو مسؤول في تنظيم "جند الله" الذي يرأسه كنعان ناجي، وربطها البعض، وفق معلومات "المدن"، بثأرٍ قديم بين مرعب (وناجي  ضمنًا)، وبين آل حسون، بسبب جريمة وقعت في العام 2013، رغم نفي الأخيرة تورطها بمقتل مرعب ورفيقه.  

وحينها، جرى اتهام عثمان نجل عامر مرعب، بقتل يحيى حسون في أبي سمراء، على خلفية إشكال صغير في مقهى سرعان ما تحول لجريمة مروعة. وحينها أيضًا (2013)، اشتعلت جبهة المواجهة الكلامية بين ناجي وعبد الهادي حسون، فاتهم الأخير الأول أنه يتستر على قتلة ابن شقيقة يحيى.  

وعلى مدار سنوات، اعتبر كثيرون أن كل من ناجي وحسون، يتنافسان على تكوين نفوذ لهما في طرابلس، وتحديدا في أبي سمراء، وطغى عليها الطابع الإسلامي السني، عبر استقطاب شبان من المنطقة إليهما وبمهمات مختلفة.  

التعاطي بحذر  
ورغم عدم صدور أي بيان أمني يوضح ملابسات الجريمة أو يعلن عن القبض على مرتكبيها، بدا واضحًا أن جميع المعنيين سعوا للتعاطي معها بحذر، تخفيفًا من وطأتها، وخوفًا من تداعياتها "الثأرية"، خصوصا أن "أبو عثمان"، أحد أكثر المقربين لناجي ومساعده.  

واليوم الأحد، جرى تشييع القتيلين بهدوء تام، ومن دون إطلاق رصاص التزامًا بتوجيهات ناجي، وقد جال الموكب في شوارع القبة وصولًا إلى أبي سمراء، ومنها إلى جامع طينال حيث صلّي على جثمانيهما ودفنا في مدافن باب الرمل.  

وفور وقوع الحادث، عقد اجتماع موسع في دارة ناجي، وحضرته شخصيات أمنية وإسلامية من طرابلس، ودعا ناجي إلى "عدم استباق التحقيقات ورمي الاتهامات جزافًا خاصة ان الكاميرات في المنطقة ستظهر الفاعلين".  

وأشار الشيخ ناجي أن القضية صارت بعهدة الأجهزة الأمنية، "التي ستتعرف على الجناة خاصةً أن المعلومات تشير إلى سقوط جريح من طرف مطلقي النار".  

وتزامنًا، نشرت عشيرة آل حسون بياناً جاء فيه: "بالرغم من أنها (العشيرة) لا تنكر وجود حق لها عند الشخص المغدور إلا أنها تعلن عدم مسؤوليتها عن تنفيذ هذه الجريمة وقد لجأت إلى القضاء في حينه، وتهيب بالقوى الأمنية العمل على كشف مرتكبي هذه الجريمة بأسرع وقت ممكن درأ للفتنة وحقنا لدماء الأبرياء في طرابلس".  

ردود الفعل والبيانات
واستدعت الجريمة ردود فعل عديدة. فقال اللواء أشرف ريفي عبر تويتر، إن "جريمة اغتيال الشهيدين المغدورَين تحمل بصمات احتراف بقصد الفتنة. كل العزاء لعائلتيهما ومحبيهما، ونعوّل على الأجهزة الأمنية كشف ملابسات الجريمة ومحاسبة القتلة، كي نحمي طرابلس من كل من يخطط للإيقاع بها شراً".  

كذلك، دعت الجماعة الإسلامية اليوم الأحد، لعدم تسعير نار الفتنة مما أسمته "حادثة القبة". وقالت إن "وجود من يحاول نشر الشائعات، وتسعير نار الفتنة في طرابلس من خلال اخباريات مفبركة، وإحداثيات وهمية، وتحليلات متسرعة من شأنها إيقاع البلد في فتنة دهماء، قد لا تبقي ولا تذر".  

ولفتت إلى أن "اغتيال أبو عثمان ورفيقه عمران، لا يمكن اعتبارها عملية ثأر قديم قد مر عليه قرابة عقد من الزمن في هذه المرحلة التي تآلفت فيها القلوب، وتقاربت فيها وجهات النظر، وإن كيل الاتهامات يمنة ويسرة بارتكاب هذا الفعل الإجرامي المشين من دون وجود معطيات دقيقة، ومن دون التأكد من وجود أدلة على ذلك، من شأنه أن يشعل نار فتنة خطيرة يعمل العقلاء، ولا سيما أهل المغدورين ومحبوهم على إطفائها".  

واعتبرت أن "حادثة الاغتيال التي حصلت محاولة لإزاحة ناشط مؤثر في منطقته كان يعمل على احتضان مجموعة من الشباب المدافع عن دينه وعن منطقته، كما نرى فيها إشعال فتنة الهدف منها توتير الأجواء في طرابلس للانتقام منها".  

كذلك، استنكرت الهيئات والفاعليات الاسلامية في طرابلس والشمال الجريمة، وأصدرت بيانا وصف الجريمة بالفاجعة، وأكدت على بعض النقاط، ذكرت منها: 
- التساؤل عن المستفيد من ارتكاب هذه الجريمة النكراء في لحظة الانهيار المعيشي والاقتصادي والاختناق السياسي والإصرار على الفلتان الأمني عشية تكليف رئيس حكومة جديد. 
- دعوة وزيري الداخلية والدفاع والجهات الأمنية والقضائية المختصة إلى القيام بواجباتهم الفورية في التحقيق وملاحقة الفاعلين والمحرضين والمتدخلين والمشتركين في الجريمة ومحاكمتهم أمام القضاء المختص وإطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق بصورة عاجلة.
- التحذير من إرجاع لبنان عامة وطرابلس خاصة إلى زمن التصفيات الميدانية، "مؤكدين أن الجميع سيكون خاسرًا في هذه الارتكابات الدموية الأثيمة".
- دعوة نواب طرابلس والشمال وفاعلياتها الروحية والسياسية والنقابية والاجتماعية إلى أوسع تضامن لإدانة الجريمة التي قد تشكل عنوانا لمرحلة جديدة سوداء يراد سَوق المدينة إليها.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها